الرئيسية » شخصيات كوردية » العلامة الملا محمد الكويي اول شاعر تناول الابادة الجماعية للكورد في القرن الماضي

العلامة الملا محمد الكويي اول شاعر تناول الابادة الجماعية للكورد في القرن الماضي

ان العلامة الملا محمد الكويي المعروف بـ(الملا الكبير) هو ابن الحاج الملا عبد الله الجلي ولد في كويسنجق سنة 1876. ظهرت منذ صغره علامات النبوغ فيه فبلغ في تحصيله العلمي والفقهي غايته. ورث لقب (رئيس علماء الدين) من والده الذي توفي سنة 1908. عين مفتيا لمدينة كويسنجق سنة 1912 وعضوا في مجلس ولاية الموصل سنة 1914 وقاضيا في كويسنجق بعد اندحار الدولة العثمانية سنة 1918 وعضوا في المجلس التأسيسي العراقي سنة 1924 حيث دافع عن الحقوق القومية للشعب الكوردي في كوردستان الجنوبية. ثم عاد الى القضاء لغاية سنة 1928 وعندئذ ترك الوظيفة الرسمية ليتفرغ للتأليف والتدريس الى ان توفي في 12 /10/ 1943.
كان العلامة الملا محمد الى جانب كونه عالما دينيا متحررا وفقيها متضلعا في صفوف العلم والمعرفة مصلحا اجتماعيا فذا. كان في الوقت نفسه اديبا بارعا وشاعرا مرهق الحس واسع الخيال، يكتب الشعر في الاغراض القومية والاجتماعية والتربوية ولاسيما في تربية الامهات والاطفال .
كان شاعرنا الكويي اول شاعر كوردي قال الشعر في مأساة الابادة الجماعية لابناء الشعب الكوردي في اوائل الثلاثينيات من القرن العشرين ، حيث مارستها الحكومة الملكية بدعم من القوة الجوية البريطانية منذ سنة 1932. عندما اخمدت ثورة بارزان الاولى بالحديد والنار، فكانت المدفعية الثقيلة للقوات العسكرية المهاجمة في تلك السنة تحصد ارواح الاطفال والنساء والشيوخ العزل من السلاح في القرى والارياف والطائرات المغيرة تقصف مفارز الفدائيين الكورد بالقنابل المدمرة، فأصبحت حياة الكورد الاما وعذابات لاتطاق. فيستهل شاعرنا القومي قصيدته الرائعة بهذه الابيات المؤثرة:
لبس الربيع وشاح الحداد
فلم تتفتح الازاهير والورود
ولا غنت العنادل على الافنان
حدادا على مناحة الامة الكوردية
والقيامة الازفة في هذه الديار!!
ثم يردف شاعرنا قوله المؤثر هذا بهذه الابيات من الشعر القومي عن هجوم الجيش المدعوم بطائرات القوة الجوية البريطانية على بارزان وثوارها الابطال ها قد هاجمت قوات الجيش
منذ اكثر من شهر
على بارزان المسكينة الصامدة
بجميع اسلحتها وقنابل طائراتها الحربية
فبدلا من زرع الزنابق وشائق النعمان
اخذت تسفك دماء الكورد
على قمم الجبال وسفوحها!!
ثم يصف شاعرنا عملية ابادة النساء والاطفال والشيوخ ونقل البقية الباقية الى اماكن قاسية وجهات مجهولة بعيدة عن محل سكناهم كأسرى مؤنفلين فيقول بهذا الصدد.
ان هؤلاء الغزاة الناقمين
يأسرون ويذبحون الاف النساء والاطفال
ويبقرون بطون البنات العفيفات
فاختفى الفدائيون من جراء قساوتهم في شقوق الجبال وشعابها العميقة.
فأي شاعر كوردي آخر تطرق في تلك الفترة الى هذه المأساة القومية المتمثلة في عملية الابادة الجماعية (الجينوسايد) للشعب الكوردي المتطلع الى حقوقه القومية الاساسية بهذه الدقة والوضوح كما تطرق اليها شاعرنا الكويي.