الرئيسية » مقالات » تلوث المياه الجوفيه في كفري

تلوث المياه الجوفيه في كفري

في العدد 32 من جريدة زه نك ورد بحث لدراسة الماجستير للسيد سه ركه وت غازي برسالته الموسومه عن مكونات المياه الجوفيه لمنطقة كفري والاطراف والذي تم اعداده في قسم الجيولوجيا في كلية العلوم بجامعة بغداد عام 2006 ..
استطعت ان افهم من موضوع البحث بالرغم من افتقار النشر لاسس علميه التي من البديهي ان البحث قد تطرق اليها . فلو كان النشر قد ذكر بعض التفاصيل الاخرى لكان قيمة البحث تاتي بالفائده لعدد اكبر من القراء . ايٌ كان انا شخصيا اهنئ الاخ سه ركه وت بانجازه هذا البحث عن المياه الجوفيه لمنطقة كفري والاطراف وذلك لكوني قد انجزت دراسات عن المئات من هذه الانواع من المياه في الحقول النفطيه العراقيه ولاعماق وصلت الى آلاف الامتار .
اود اضافة ان التحاليل بالتاكيد قد شملت احتساب آيون المغنيسيوم بجانب الكالسيوم والصوديوم ، لانه يشكل اهميه كبيره في عسرة المياه وبزيادته يكون سبب مباشر للامراض التي تم التطرق اليها في نشر الخبر . كما وان املاح المغنيسيوم تعتبر من الاملاح التي تسمم التربه المعده للزراعه فمعظم الاراضي في وسط وجنوب العراق قد تسممت بفعل املاح كل من المغنيسيوم والكالسيوم واصبحت غير صالحه للزراعه مطلقا لذلك تسمى املاح المغنيسيوم بسموم الارض . والسبب او مصدر هذين الملحين هو من المياه الجوفيه او مياه المبازل التي لوثت مياه الانهار في تلك المناطق .
اود ان يلاحظ الباحث الى ما يلي . واملي ان يكون البحث قد غطى هذه النقاط التي اود ذكرها ..
1. من المؤكد ان موضوع البحث قد تطرق الى مكونات املاح المياه الجوفيه وقد غاب عن النشر آيون الكاربونات الشهير بجانب ايونات البايكاربونات والذي يدخل في تركيب التكلسات بالاضافه الى آيون الكبريتات .
2. الاعماق التي تم اخذ العينات المائيه ، ففي البحث عادة يتم التطرق الى هذه الاعماق . فيحتمل ان الطبيعه الجيولوجيه لمنطقة كفري التي اجهلها للاسف تحوي في طبقاتها القريبه لسطح الارض تكوينات ملحيه مما تكون السبب في وصول المياه المالحه عند حفر الابار الارتوازيه ويحتمل ايضا انه اذا ابتعدنا قليلا عن هذه الطبقات فيحتمل الحصول على مياه بمحتوى ملحي اقل . ففي بعض الحقول النفطيه عند حفر الابار كانت بعض المياه في العشرة امتار الاولى تحوي املاحا اكثر بكثير من المياه في اعماق مئة متر . ويعود السبب لمنطقة بغداد الى كثرة المبازل ولذلك كانت مياه الاعماق الى حوالي مئة متر تعتمد اكثر من المياه القريبه من سطح الارض في السقي والري . بالنسبه الى منطقتنا كفري والاطراف عادة لا اعتقد ان عمق الابار تتجاوز بضعة عشرات من الامتار فالتوقع ان زيادة الاملاح ناجمه لكون هذه الطبقات غنيه بالاملاح وفي ظروف مثل ما تمر بمدينة كفري من اهمال من قبل السلطات فلا اعتقد بان هناك عقول علميه ومخلصه في الاقليم تتبنى حفر تجريبي ولو بئرين او ثلاث على اعماق اكثر لعل مياهها تاتي بما هو افضل . ففي حقل شرقي بغداد مثلا تم الحصول على مياه بالغه في اليسر في اعماق 300 متر في حين مياه اعماق بضعة عشرات من الامتار كانت عسراً .
3. بالاضافه الى كون هذه المياه مضره بالصحه العامه وكما جاء في نشر الخبر بتسببه لامراض الكلى والمسالك البوليه وعسر الهضم فان هناك ضرر اقتصادي آخر لا يقل شأنا عن الاضرار الاخرى وهو عدم تكوين هذه المياه للرغوه مع الصابون اثناء الغسيل مما تسبب تبذيرا كبيرا عند استخدام الصوابين اثناء الغسيل وكذلك تسبب التكلسات الناجمه عن اغلاء الماء للاغراض الغذائيه تلف في الاواني المعدنيه .
4. لو يتمكن الباحث بمحاوله قدر الامكان باقناع بعض الحلقات المسؤوله في الاقليم في حفر بئر او بئرين على اعماق اكثر من الابار القديمه والتي تشكل مصادر المياه في المدينه واطرافها . هناك من المسؤولين في المدينه في مواقع عليا تتحمل عبأ ليس قليل في تحمل المسؤوليه وقد حصلوا على تخصيصات ماليه بلغت الملايين من الدولارات لانجاز بعض المشاريع في المدينه ويا ريت لو يتم الاستعانه بهم في اجراء تجربة حفر بئر او بئرين على اعماق اكثر كما تطرقنا اليها وذلك لدرء مخاطر هذه المياه على المدى البعيد .
5. ايونات العناصر الثقيله كما جاء ذكرها في الدراسه فهي تسبب امراض خطيره مثل تشوهات الاجنه وذلك لان الايونات الثقيله تراكميه لا يتمكن جسم الانسان التخلص منها بسهوله فهي تتراكم في مناطق من جسم الانسان تسبب تغيرات في تكوينات الجينات ومن هذه الايونات : الزئبق والكادميوم والنيكل والفاناديوم والزرنيخ ولو ان نسب هذه الايونات تاتي باجزاء المليون لكن طبيعة التواجد لكونها تراكميه فهي السبب في ظهور بعض التشوهات في المواليد وحتى بعض العاهات تاتي من هذه العناصر الثقيله وهي السبب في تزايدها . لذلك فان تلافي هذه النقاط تاتي على السكان بالفائده الجمه وتذكرنا بايام ما قبل نهاية الستينات من القرن الماضي باعتماد المدينه واطرافها على المياه السطحيه اي الجداول والانهار والتي لم تكن تحوي على اية نسبه من هذه السموم باسوأ الاحوال .
اعود لاقول بان الحلقات المسؤوله مطالبه بشده ان تشرع ببناء السد المقترح او ايجاد وسيله لاحياء نهر المدينه الذي رواها لعقود ان لم نقل قرون . فآبائنا تنعموا بصفاء مياه نهر المدينه الذي كان يسقي البساتين والروابي والانفس بالمياه الرقراقه وكنت احد الذين يشرب من ماء النهر اذبان الخمسينات لمرات عديده عند الظمأ دون الاكتراث بمرض او عله .
اتمنى ان نتواصل في تبادل المعلومات عن موضوع المياه وذلك لاستحالة وصولي شخصيا الى المدينه واؤكد بالتريث لاستخدام هذه المياه العسره حتى في الري والسقي الا في نطاق ضيق لانها ستكون سببا في ظهور الارض السبخه باستخدام المياه المالحه هذه وهي مشكله ليست سهله . جميع الاراضي السبخه في وسط وجنوب العراق جاءت بفعل المياه المالحه . ارض كّرميان امانه باعناقنا علينا ان لا نفرط بالتخريب فيها وان نحافظ على نظافتها بكل الاحوال .