(218) سنة بالتمام والكمال مرت على تأليف النشيد الوطني الفرنسي المعروف بـ (مارسيليز) الثوره الفرنسية .. تلك الثورة العالمية الجبارة التي حملت شعارات (حرية – عدالة – مساواة) ومازال نشيد (المارسيليز) يحتفظ بنكهته وحيويته ورموزيته الوطنية الفرنسية دون اي اثر لمرور العهود والازمان على مقدار محبة اهالي فرنسا له وتعلقهم به واعتزازهم بانغامه التي تهز عندهم اعمق مشاعر المواطنة وكلما عزف هذا النشيد الجميل العريق كلما ازداد الفرنسيون به تعلقا وشغفا ومحبة ليصبح هو والعلم الفرنسي توأم الرموزية الوطنية لهذا البلد الاوربي المتطور والعريق كان لابد من هذه المقدمة ونحن نروم الحديث عن النشيد القومي الكوردي المعروف (ئه ي ره قيب) الذي كتبه المرحوم الشاعر خالد الذكر (دلدار) المتوفى في عز شبابه عام 1984 ايام كان طالبا في كلية الحقوق ببغداد اذ اشتدت عليه ظروف صعبة من فقر ومرض وقهر سياسي لتؤدي هذه الاسباب المؤلمة الى موت سريع وهو في اوائل عقده الثالث .. مات الرجل في ميعة شبابه الا انه ترك نشيدا جميلا خالدا سوف تظل تغنيه الاجيال الكوردية المتعاقبة ليس رمزا لثورتي ايلول وكولان بقيادة زعيم امة الكورد الخالد (مصطفى البارزاني) وسيظل في ظني – هكذا – دائما لما يحتله هذا النشيد العظيم من مكانة عظيمة في نفوس الكورد عموما .. لذا فان تصريح الاستاذ المناضل (مسعود البارزاني) قائد اقليم كوردستان بخصوص عدم امكانية تغيير هذا المارسيليز القومي الكوردي او تبديله باخر غيره هو كلام في غاية المسؤولية وقمة الالتزام بهذا الرمز القومي .. لان اي تغيير يمس جوهر مشاعرنا القومية بالصميم ذلك لاننا فتحنا عليه عيوننا وقلوبنا واصبحت تربطنا به مجموعة عظيمة من الذكريات الوطنية البهيجة والثرة وكما . قال الرئيس البارزاني – ان على برلمان كوردستان ان يصدر قانونا يعتمد هذا النشيد رمزا وطنيا خالدا لجهاد الشعب الكوردستاني وعنوانا لنضالاته وتطلعاته الى حياة سعيدة حرة ومشرقة ولا مجال للتقادم الزمني في ان يكون مدعاة لالغائه او تعديله او تبديله لأن ثورتنا الكوردية مازالت مستمرة طالما هناك تجزأة وتفرقة وتخلف وفقر . ومن غير الجائز الان او في المستقبل سماع مثل هذه الطروحات اي(مثل تبديل النشيد الوطني) لانها لاتفيد غير اعداء كوردستان ولاتؤدي الا الى التفرقة مما يخدم بالتالي اولئك المتربصين خارج الحدود .. بامال وطموحات شعبنا الكوردي القريبة والبعيدة .. مرة اخرى نقول (ئه ي ره قيب) نشيد خالد سكن قلوبنا وصار رمزا لامة الكورد المظلومة ماضيا وحاضرا ومستقبلا.
التآخي