اشرنا في إحدى مقالاتنا بتاريخ 9 / 5 / 2004 إلى أهمية إحصاء نفوس العراقيين من أجل توزيع خيرات العراق و بطاقة التموين على العراقيين من جهة ولمعرفة عدد السكان في العراق و القضاء على عمليات الإرهابيين و المخربين من ناحية ثانية .
نحمد الله و نشكره بأن عمليات كتابة الدستور و إجراء الإنتخابات الديمقراطية و انتخاب الجمعية الوطنية ( البرلمان العراقي ) و الحكومة الوطنية قد تمت بنجاح على الرغم من التضحيات الجسيمة التي قدمها شعبنا العراقي النبيل بمختلف قومياته و أديانه و مذاهبه .
ان العراق اليوم بأمس الحاجة إلى إجراء سريع لإحصاء نفوس المواطنين العراقيين في داخل العراق و خارجه ، لذا نطالب الحكومة العراقية و كافة القيادات و الأحزاب العراقية الوطنية السياسية و المعارضة بضرورة المشاركة في تنفيذ عملية إحصاء نفوس العراقيين العامة في العراق و خارجه من أجل توطيد الأمن و الإستقرار في العراق و إنقاذ العراق من الفوضى و الجرائم البشعة التي طالت كل طبقات الشعب العراقي من ناحية و إعادة بناء البنى التحتية و الإعمار في كافة المجالات و توحيد القوى الوطنية العراقية المحبة لكل العراقيين و العراق الحبيب من ناحية أخرى .
فوالله لقد بلغ السيل الزبى ، و أهينت كرامات الشعب العراقي . كفى إراقة دماء المواطنين الأبرياء .
و أملنا كبير بشعبنا العراقي المقدام و بالنشامى و الغيارى من أبنائه البررة ، سنة و شيعة و أكرادا و عربا و تركمانا و غيرهم ، أن يتحدوا على رأب الصدع و الخلاف بينهم و التركيز على تأهيل شبابنا و بناتنا للدراسة و العمل لإعادة عافية العراقيين و مكانتهم اللائقة بهم ، بعون الله .
ندرج في أدناه الملاحظات الناجعة ، حسب اعتقادنا ، في تسهيل عملية إحصاء النفوس العامة في العراق :
لما كانت نسبة كبيرة ، حوالي خمس عدد سكان العراق تعيش في العالم الثالث و العالم أجمع ، فلا بد من مشاركتهم الفعالة في عمليات إحصاء النفوس ، بمثل ما شاركت في الإنتخابات ، و احتضانهم كمواطنين عراقيين عانوا من النظام المخلوع الكثير من الويلات و المصائب ، و منحهم الدور الفعال للمساهمة في إعادة إعمار العراق العزيز ، و ذلك بسبب إختصاصاتهم العلمية و التقنية و الفنية التي يحتاج إليها العراق . ونظرا لخبراتهم و طاقاتهم التي امتزجت بالتقدم العلمي و الصناعي و الحضاري في العالم ، فإن العراق سيستفيد منهم في إعادة إعمار البنى التحتية .
و نقترح الأساليب التالية لتنظيم عمليات إحصاء نفوس العراقيين في العالم :
1 – تشكيل لجان أو دوائر إحصاء نفوس العراق في العواصم و المدن الكبيرة في كافة دول العالم تتعاون مع سفارات العراق لتسهيل مهمة الإحصاء .
2 – تقوم هذه اللجان بالإتصالات مباشرة مع الجاليات العراقية و تزودها باستمارات إحصاء النفوس العامة المطبوعة مسبقا ، حيث توزع هذه الإستمارات حسب أفراد كل عائلة عراقية .
3 – تستعين هذه اللجان بأشخاص عراقيين في المدن النائية عن العاصمة للقيام بتوزيع الإستمارات على العوائل العراقية لغرض ملئها بمعلومات عن أفرادها ثم يقوم هذا الشخص أو الأشخاص بجمعها و تسليمها للجنة المركزية في السفارة العراقية بالعاصمة .
4 – و على ضوء هذه الإستمارات تقوم الوزارة المختصة أو مديرية النفوس العامة بطبع سجلات خاصة بكل دولة .
5 – إصدار دفاتر النفوس العامة و كذلك البطاقات الشخصية التي لا يمكن تزويرها وفقا لإستمارات إحصاء النفوس العامة ، و بالإعتماد على السجل العام .
6 – يكون مفعول هذه البطاقة الشخصية كمفعول جواز السفر العراقي ، إذا كانت للعراق إتفاقات السفر المشترك بدون تأشيرة دخول ، و المبرمة مع الدول المجاورة و الدول الصديقة .
نعتقد أن الإخوة السادة المسؤولين في العراق أصبحت لديهم تجارب غنية عن الإنتخابات في داخل و خارج العراق كافية لتحقيق هذا الهدف السامي للعراق ، بحيث يصبح هذا التعداد السكاني للعراقيين أكثر دقة و صحة من السابق .