الجيش سورالوطن الحصين ودرع المواطن وللعسكرية قيم وعلوم ومبادىء ،وعلى من يرتدي البزة العسكرية ان يتحلى بهذه المبادىء والقيم ، والالتزام بهذه المبادىء جعل افراد الجيش يضعون العسكرية مقابل الشرف ،لان هذه المفردة (الشرف) في اللغة العامية العراقية الدارجة اصبحت ملازمة مع العراقي الذي امسى يستعين بها عندما يتخاصم بشأن قضية ما مع شخص اخر ،وفي الاعراف الاجتماعية والاسرية الشرف يتمثل بالاخت والام والزوجة اللواتي يصنن شرف الرجل في حضوره وغيابه بحيث باتت المرأة تحتل مكانة بارزة ومرموقة ومرتبة عالية في اوساط المجتمع العراقي بشكل اصبح يقسم بها ومفردة “بشرفي”مفردة معروفة في الادب الاجتماعي العراقي عند التخاصم والتنازع بشأن امر ما.
العسكرية شرف وهذه التسمية جاءت من منطلق حماية النساء والرجال والاطفال والشيوخ من المخاطر كون ان العسكري يدافع عن شرفه وحياض الوطن ضد الاعداء ،والتأريخ حافل بنماذج وامثلة كثيرة لمعارك عسكرية حصلت ونتجت عنها خسائر جسيمة في الارواح والممتلكات وهذه الخسائر وقعت في صفوف شعوب اخرى غير الشعب الذي ينتمي اليه الجيش الداخل في المعركة ،ولكن هذه المعادلة انعكست والنظرية انقلبت على أعقابها في الجيش العراقي آبان حكم نظام صدام حسين الدكتاتوري الذي حول الجيش العراقي الى اداة قمع بيده اذ اراد دق الاسفين بين الجيش والشعب مما دفع بالعديد من الضباط والمراتب في الجيش العراقي الى الهروب وترك صفوفه وان القرارات التي صدرت من رئاسة الجمهورية وبتوقيع صدام حسين بقطع الآذان وطبع الوشم على جبين الهارب من الخدمة العسكرية خير دليل على ذلك ،وما نسمعه من لسان قادة الجيش السابق القابعين اليوم في اقفاص الاتهام لارتكابهم جرائم ضد الانسانية والجينوسايد خلال عمليات الانفال وضرب مدينة حلبجة بالاسلحة الكيمياوية المحرمة دوليا وضد سكان المدنيين العزل في عموم مناطق العراق بان ما فعلوه من جرائم تدمير القرى والبنى التحتية في كردستان العراق كان “شرف لهم ولعوائلهم ” واصرارهم على مسؤوليتهم عن كل تلك الجرائم البشعة يدفعنا الى مشاطرة رئيس فريق الادعاء العام القاضي منقذ آل فرعون في التساؤل “اي شرف الذي يدعونه” ،كما نضم صوتنا مع صوته ونقول هل ان قتل الاطفال والنساء وبقر بطون الحوامل ودفن الابرياء وهم احياء في مقابر جماعية شرف العسكرية؟؟!!! . شرف العسكرية لا ان تقتل الاطفال والنساء والشيوخ وانما تدافع عنهم وتحميهم من المخاطر…