وقع اليوم الثلاثاء المصادف 30 -01 -2007 انفجار في مرکز خانقين وبالتحديد في شارع المصرف عن طريق عبوة ناسفة زرعت في مکان استهدفت موکب عزاء حسيني نسأل الباري للشهداء الرحمة والغفران والجرحى الشفاء العاجل ولذويهم الصبر والسلوان .
ولنحاول الان ان اجيب عن الاسألة التي طرحتها في موضوعة المقال .. متى يتم استهداف خانقين ، ومن الطبيعي ان في اکثر مرات الاستهداف بشاعة تکون في اماکن تجمع شيعية ، اما لماذا فشعبيا لزرع الشقاش والفرقة بين ابناء هذه المدينة التي ماعرفت في تاريخها اي نوع من انواع التفرقة الطائفية او الاقتتال المذهبي واني لمتأکد بان الکثير من المشارکين في موکب العزاء اليوم وکما هو عهد المدينة بهم من ابناء السنة من المدينة وذلك ببساطة لان هذا ديدن اهل المدينة لاتفرقة بين سني وشيعي فالکل کورد ، اما سياسيا فهو طبعا لابقاء الحالة الشاذة الناجمة من بقاء خانقين القضاء کتابع اداري لمحافظة ديالى ومرکزها بعقوبة عش الارهاب ، ومحاولة التأکيد بان خانقين جزء من فوضى العراق ، وليس فرع من حالة الاستقرار في کوردستان ؛ اما کيف فهذه يحتاج الوقوف کثيرا عندها وساحاول الحديث عن الموضوع بمرحلتي ماقبل الانفجار وما بعده .
کيف حدث التفجير في خانقين اليوم او العام المنصرم او غيره … في البداية لنعلم بان هناك نوعين من الشرطة في خانقين طبعا مستمدة من واقع العراق .. احدهما المحلي والاخر فيدرالي … ومعلوم التقسيم يشبه تقسيم الشرطة الامريکية .. حيث ان الفيدرالي تابع لقيادة عامة موحدة اما المحلي فهو تابع لمدينة خانقين … في الحالات الاعتيادية ، تکون نقطة التفتيش الرئيسية على مدخل خانقين من جهة الجنوب ( جلولاء السعدية شهربان بعقوبة بغداد الخ .) کنقطة تفتيش بين دولتين اوروپيتين او ولايتين امريکيتين ، فلايوجد اي نوع غير طبيعي من التفتيش وکأن المدينة في بلد امن مطمأن لانکد فيه ولا تعب .. وکانها ليست بعيدة عن جلولاء الناحية التي تتبع اداريا قضاء خانقين وتبعد عنها ثلاثين کيلومترا تقريبا .. وما ادراك ماجلولاء ، فقد تجمع فيها کل ماخلق الله من شر وارهاب ، فمن عرب التعريب الذين فروا من خانقين الى بقايا ازلام البعث الى التکفيريين القدامى الذين کنا نعرفهم ونعرف افکارهم وفتاواهم ومدى تحجر عقولهم الى التکفيريين الجدد من اتباع القاعدة وغيرها ، کل هؤلاء تجمعوا في هذه البقعة الصغيرة ، بالمقابل فالقوات الامريکية لاتسمح لقوات الامن الکوردية بالتدخل في المدينة للتحقيق مع هؤلاء وتنظيف المدينة منهم ومن شرورهم ، بدعوى حقوق الانسان …هذا عن نقطة التفتيش اما عن اطراف المدينة فهي مرتع للکلاب والذئاب البشرية وليس الحيوانية منها فالحيوانات اشرف من هؤلاء ، وليس هناك اي نوع من الدوريات المکثفة حول خانقين اقصد دوريات غير طبيعية تتماشى مع حال العراق والاستهداف الدائم للمدينة .. اما داخل المدينة ( فالشرطة المحلية ) فماشاء الله متخمون من زيادة الرواتب التي جائت بعد التحرير بحيث اوصلتهم التخمة الى نعاس مستديم لايفيقون منه الا عند سماعهم لصوت مدوي يشبه الانفجار ، اما عن ادارة المدينة المتمثلة باعلى سلطة ادارية فيها وهو القائمقام ، فماشاء الله عليه ( عيني عليه باردة ) کما يقال .. فهو مهتم جدا بانشاء الگراجات التي تأوي السيارات التي تنقل النفط بين العراق وايران وتضطر للبقاء ليلا .. فهو خبير في انشاء هذه الگراجات وکذلك تقسيم گراج خانقين لنقل المسافرين الى گراج جنوب وگراج شمال ، وکذلك هو خبير في مجال اخر ، الا وهو تنظيف البساتين من الحشرات الضارة ومحاولة ايداع تلك البساتين باي امينة ، اما ادارة الشرطة في المدينة فهم لايختلفون عن منتسبيتهم المراتب کثيرا .. سوى حالة تزيد من الطين بلة وهو عملية تدعيم شرطة المدينة بعناصر من خارج المدينة واکثرهم من مناطق بعقوبة وشهربان وجلولاء ، بدعوى ان المدينة تتبع لحد اللحظة اداريا لمحافظة ديالى وطبعا منهم من هو متواطئ مع عناصر الارهاب ومدسوس في سلك الشرطة کما هو الحال في باقي انحاء العراق ، عدى عن العديد من الخونة من اهالي المدينة الذين باعوا انفسهم اما فکريا او ماديا لعناصر الارهاب من خلال احضارهم الى المدينة او مدهم بالمعلومات .. ولکي لايتم طعني بالذي يهوي بالکلمات في الهواء ويرمي التهم جزافا ساضع القارئ الکريم في الصورة ليحکم بنفسه وسانقل صورة عن الحالة التي حدثت اليوم ليطلع بنفسه على مدى الفساد الاداري المستشري وحالة الفلتان الامني .
اقول ان الانفجار حدث في شارع المصرف ، هذا الشارع لايزيد طوله عن مائتي متر تقع في بدايته منطقة المزرعة السکنية الشعبية والتي يظل ابنائها الى وقت متأخر من الليل ساهرين ، اما الطرف الاخر فهو يقع في مرکز المدينة حيث گراج خانقين ( الجنوب .. بغداد وبعقوبة … الخ ) ، کذلك يبدأ من هناك شارع السوق الرئيسي وتقع ضمن شارع المصرف نفسه مجموعة محلات تجارية تبقى مفتوحة الى وقت متأخر من الليل ، وکذلك توجد في الشارع نفسه محلات تبيع لوازم الفطور اليومي من مشتقات الحليب وغيره المعروفة به صباحات المدن العراقية .. وهؤلاء يأتون الى عملهم منذ الصباح الباکر جدا کما هو معروف لاستقبال ابناء القرى المجاورة الذين يحضرون لبيع مشتقات الحليب باکرا والعودة الى قراهم حيث يحاولون ان لاتشرق عليهم الشمس لکي لاتفسد بضاعتهم .. واذکر هذه التفصيلات لکي اضع القارئ الکريم في الصورة عن ذلك الشارع حيث تبقى مجموعة الى وقت متأخر من الليل ، في الوقت الذي يحضر اناس اخرين في وقت مبکر جدا .. فمتى اذا تم زرع العبوة الناسفة ؟؟!! .
والان لاتحدث عن مايحدث بعد الانفجار حيث رأيت ماسارويه بام عيني عند انفجار الحسينيتين .. وهنا يجب ان انوه بان (جماعة الفيدرالية) حسب التسمية الخانقينية لهم ويقصد ( الشرطة الفيدرالية ) ، هؤلاء تم تزويدهم بحاملات مسدسات جلدية يتم ارتدائها تحت الجاکيتات لکي لاتکون ظاهرة للعيان مما يؤدي الى کشف هوية حاملها ، وهذا النوع الذي اتحدث عنه معلوم للکل ونراه دائما في الافلام الامريكية حيث يضعه (جماعة الفيدرالية) هناك .. بعد حصول الانفجار ينزل ( زعاطيط ) الافلام الامريکية من (جماعة الفيدرالية) الى شوارع وازقة خانقين ليعـملوا على اعاقة سير السيارات على شکل نقاط تفيش ، ( ولاادري عن ماذا يفتشون بعد ماوقع الفاس في الرأس ) ( او کما يقال بعد خراب …. ) ، وطبعا عندما ينزلون الى الشوارع يخلعون عنهم ستراتهم او الجاکيتات او القماصل لکي تظهر حاملات المسدسات الجلدية للعيان ماسکين مسدساتهم بايديهم على الطريقة الارنولدية ، وسائقي السيارات والمارة والمسافرين تکون ارواحهم في ايديهم ، لان جناب (ارنولد الفيدرالي) يشير للسيارات بمواصلة السير بمسدسه .. والسائق البسيط والمنکوب والمغلوب على امره يترقب لحظة خروج رصاصة تائهة من مسدس السيد ( رامبو ) ، هذا بالنسبة لجماعة الفيدرالي .. اما جماعة المحلي او الشرطة المحلية فاخيرا وقع انفجار مدوي وذهب النعاس ، ليمدوا فورا ايديهم الى اسلحتهم ويقوموا باطلاق الرصاص العشوائي في الهواء من دون سبب يذکر .. کحال الخائف في ظلمة الليل .. وهذا الاطلاق العشوائي للرصاص الذي يحدث بعد الانفجارات ادى اليوم الى مقتل امرأة بريئة تسکن بعيدا عن موقع الانفجار الذي وقع في وسط خانقين ، نعم فجماعة المحلي يطلقون الرصاص في الهواء في کل مکان وکما قلت من دون اي سبب معلوم الى لحظة کتابة المقال .
اما الحل فکما اعتقد اولا واساسا الاخذ جديا بمطلب اهل المدينة المتکرر والذي رفعوه کمذکرة الى الرئاسات الثلاث وکذلك الى پرلمان کوردستان ، بالحاق خانقين باقليم کوردستان وهذا لعدة اسباب .. اولا کوردستانية المدينة وعدم وجود اي کثافة سکانية اخرى لغير الکورد على العکس من کرکوک ومدن اخرى قد يکون فيها وجود سکاني لابأس به لقوميات اخرى ففي خانقين تکاد تکون القوميات الاخرى معدومة في کل وقت سوى وقت البعث الذي اتى بعرب التعريب من جنوب العراق وهؤلاء رحلوا مع رحيل البعث .. اما السبب الاخر فهو ان حالة بقاء خانقين مرتبطة بديالى ومرکزها بعقوبة يفرض على اهلها مراجعة دوائر تلك المدينة حسب الروتين المعتمد لحد الان في العراق ، مما يؤدي الى جعل ابناء المدينة هدفا سهلا للارهابيين المتربصين على طريق امام ويس او بالقرب من شهربان او حتى داخل مدينة بعقوبة نفسها ، وهل ننسى الجريمة الجبانة بحق ابناء خانقين من الشرطة الذين کانوا في مراجعة رسمية الى بعقوبة قبل اکثر من عامين .. کذلك بقاء خانقين ملحقة بديالى يفرض عليها کما اوضحنا في البداية قبول منتسبين في سلکي الشرطة والجيش داخل المدينة من مدن بعيدة عنها ولايوجد معلومات لدى ابناء المدينة عنهم وعن انتمائاتهم الفکرية مما يسهل تورط هؤلاء مع عناصر الارهاب … ، لکل ماسبق اقول ان على قيادات وپرلمان کوردستان الاسراع وبجدية في موضوعة الحاق خانقين بالاقليم .
( وللمعلومات فقط ففي انفجار الحسينيتين حيث کنت شاهدا هناك واليوم ايضا اخبرت هاتفيا بان جرحى المدينة موجودون في مستشفيات السليمانية وکلار وباقي مدن کوردستان القريبة ولايوجد اي سيارة اسعاف حضرت من بعقوبة وباقي مدن ديالى ).
وفي الختام اتوجه بندائي الى سيادة الرئيس مام جلال بصفته الرسمية والشخصية وسيادة کاک مسعود وباقي قيادات کوردستان ان يميلوا بوجوههم قليلا نحو خانقين .. ياسادة هذه خانقين مدينة ليلى قاسم اول شهيدة على درب حرية کوردستان .. يامام جلال هذه مدينة جبار فرمان الذي استقبلت عائلته قبل ايام .. انسيت وعدك سيادة الرئيس مام جلال يوم حضرت الى خانقين ابان تحريرها بانك ستزورها ثانية وترفع من مستواها الاداري الى محافظة ؟! … اين انتم ياابناء خانقين من قيادات کوردستان .. اين انت ياملا بختيار وانت ياصلاح دلو وانت ياعماد سيفور ويا کردو قاسم وباقي القيادات في کوردستان من ابناء المدينة الباسلة .. الاترون مايحدث لخانقين هل نسيتم مدينة الطفولة ومرتع الشباب .. هل نسيتم نهر الوند .. الم تشربوا من مائه وسبحتم في لجاجته ومشيتم على ضفافه واکلتم من بساتينه … اين الوفاء لدماء اخوانکم من شهداء درب حرية کوردستان من ابناء خانقين البررة .. الله الله في خانقين ياسادة فهي لاتستحق والله مايحدث لها .. اکل عام على خانقين ان تدخل في عزاء .. اهذا قدر مدينتکم ياکرام ان تتوشح بالسواد کل عام ؟!