الرئيسية » مقالات » نعم للشيعة .. لا للشيعيّة…..

نعم للشيعة .. لا للشيعيّة…..

كما نعلم جميعا ، (( الشيعة )) .. طائفة عراقية غالبية أفرادها قارعوا سلطة البعث النازي و كانوا يكرهونها ، لذا حرموا كجميع العراقيين الشرفاء من خيرات بلدهم الوفيرة و ظلت مناطقهم دون الحد الأدنى من الرعاية و الاهتمام بالرغم من وقوعها على بحيرات من البترول ، و ظلوا فقراء معدمين من أمنياتهم الحصول على ماء نظيف صالح للشرب في بلد النهرين المقدسين !، بجوار محميات النفط العربية الصحراوية اللواتي توفرن العيش الرغيد لمعظم أفراد شعوبها ، و بلاد الشيعة اكثر غناء وماء و ثروة زراعية وهم اكثر تطورا من جيرة البداوة ،الضحلة العقول و التفكير من جراء الظروف المناخية و الجغرافية و الحضارية و المعيشية ((سابقا )) لكافة دول الخليج العربية .

لم يكتفي نظام البعث الباغي بإذلال بنات و أبناء هذه الطائفة بل جردوا الكثير منهم ، من الجنسية العراقية وطردوهم من موطن آبائهم و أجدادهم إلى بلد ( الفرس المجوس ) الذي كان في حرب ضروس معه! ، و لم يرتوي حقد عبدة الأصنام البعثيين بهذا العمل الهمجي أيضا بل أقاموا لخيرتهم مقابر جماعية تكتظ بها بادية العراق ، إضافة إلى تجفيف و تسميم أهوارهم الخالدة قاموا بضرب الأضرحة المقدسة بالقنابل و منعوهم قبلها من تأدية طقوسهم الدينية و البكاء على حظهم العاثر ، لكي لا يستطيعوا حتى التنفيس عن كربتهم كترويح نفسي لما آلت إليه مصيرهم على يد عصابات العبث . كانت هذه جزء من فواجع الشيعة في ظل العراق (العظيم) ولست بصدد مجرد سردها ، بل لابين أحقية هؤلاء في حياة مستقبلية مرفهة تعويضا لهم ، و إحقاق للعدل و الإنصاف يستوجب علينا جميعا مساندتهم و مؤازرتهم في بناء أقليمهم الفدرالي ليتمتعوا في ظله بالخيرات التي وهبها الله لهم و لأجيالهم اللاحقين أولا و لبقية العراقيين ثانيا .

أما (( الشيعيّة )) كمذهب ديني في الإسلام بالرغم من الاحترام لها و الإيمان بها من قبل كافة أحرار العراق فهي لا تستطيع الصمود بوجه الواقع العلماني للعالم الجديد إن أراد البعض المعمم من الشيعة فرضها كنظام سياسي في دولة فدرالية ديمقراطية تريد التقدم ، و اكبر مثال هو إيران المعزولة و المنبوذة عالميا ليس كرها بإسلامها بل لنظامها الثيوقراطي المتخلف و المتغطرس المستبد الذي يزاول السياسة بلبوس الدين لكي يلوث الاثنان معا ، و تعجيلا بفرج مهدي منتظر يجعل من الحياة موتا بطيئا و من الموت حياة أبدية !.

عند تفجير انتفاضة آدار المجيدة في الجنوب من قبل الشعب ، بوجه نظام صدام المقبور و بعد سقوط الصنم أيضا ، كنا نتصور إن قيادة المعممين لأمور السياسة شر لا بد منه لتنظيم أشقائنا الشيعة لكي يستطيعوا بعدها الأخذ بزمام أمورهم في تنظيمات مدنية و سياسية لا دينية عصرية ، و لكن يبدوا بان انتظارنا سيطول ما دام الشعب هناك مسحور بأمثال الزعيم (السياسي) مقتدى ، الذي يعتبر من السذاجة الاقتداء به و بمؤسسة والده الشهيد في غير الأمور الدينية و الخيرية و الإنسانية ، و على نخب الشيعة إرشاد هذا الشاب المندفع إلى صوامع النجف الاشرف و حوزتها لكي يباشر بدراسته الدينية مرة أخرى لعله في المستقبل القريب يستطيع أن يصير من عظماء ((رجال الدين)) ، كوالده المبجل إن شاء الله . أما مخالب سلطة إيران الأخرى فهي مغروسة في جنبات الجنوب لتأمر بالمنكر و تنهي عن المعروف ! واتباع كل ما هو مدون في كتب صفراء عتيقة ودون أية مراعاة للزمان و المكان لربط مصير شيعة العراق بنظامهم القروسطوي الآيل إلى السقوط في المدى الغير بعيد .

لا زالت الفرصة سانحة للّبراليين من الشيعة لكي يقودوا منطقتهم إلى مصاف أقاليم الدول الفدرالية الغنية كإمارة(( دبي)) في دولة الإمارات العربية المتحدة على الأقل ضمن عراق اتحادي علماني ديمقراطي في نظام دستوري متطور . أما آيات الله المتسيسين فسوف يقودون الجنوب نحو الهاوية ، وبئس السياسيين اللذين يأتمرون بأوامرهم و فتاواهم في أمور السلطة و الحكم .

هشيار بنافي

برلين

كانون الثاني 07