الرئيسية » مقالات » صـدام الرذ يلــة والهزائم … يرتـدي عبـاءة المجاهـد !!!

صـدام الرذ يلــة والهزائم … يرتـدي عبـاءة المجاهـد !!!


كيف اصبح صـدام الرذيلة والجريمـة والعمالة والهزيمـة بطلاً قومياً ومجاهـداً اسلامياً .. من الذي صنع ذلك وارتكب موبقتة تشويـه الحقائق وتزوير الواقع .. ؟

لنمسك الخيط من بدايتـه : صدام حسين واضافـة لتركـه بغداد والسلطـة وهروبـه المعيب بجلده ’ ثم العثور عليه فـي حفرة العار وبالحال الذي كان عليـه ’ اضافـة لتاريخ فضـائحـه ’ كانت نهايتـه الحقيقيـة حتى فـي عيون القريبين والبعيدين منـه واصبحت رموز النظام العربـي شديدة الحذر من الأقتراب الى حضيض سمعته .

متى اخذت الصورة تتغير على لوحـة الحقيـة المخزيـة لصـدام حسين .. ؟

بالتحديد عندما ابتداءت محاكمتـه ’ التي كان مفروضاً ان تكون بدايـة لتدوين سواد مرحلته بكاملهـا ورفع الغطاء كاملاً عن بشاعـة الفضائح والجرائم والخيانات والدسائس والمؤامرات محليـاً واقليميـاً ودوليـاً’ لكنها تمت بطريقـة تتحمل الكثير من التأويلات .

ابتـداءت عند انتقاء وتدريب ثم تعيين بعض القضاة الذين اقل ما يقال عنهم انهم غير كفوئين على الأطلاق ’ فكانوا ثغـرة استطاع الأعلام المأجور والمغرض ان يتنفس من خلالها مصادر اكاذيبـه ودجله وتشويهاتـه ونفاقــه ’ وامتلك مقومات المبادرة للهجوم على الواقع واستباحـة الحقائق وخلط الأوراق بطريقـة لئيمــة .

هناك عـدة جهات مفترضـة ساعدت على تمويـه وتغيير حقيقـة صدام حسين ورهطـه’ ولكل لـه اسبابـه ونواياه.

ـــ امريكا ارادت ان تجعل منـه رمزاً قوميـاً ورائـداً اسلامياً ’ مجاهداً ومناضلاً ضدها وضد اسرائيل ومنقذاً لعروبــة فلسطين ’ لتقطع بذلك اليـد التي قد ترتفع سؤالاً حول علاقاتها ودورها فـي صنعـه ومسؤوليتها التاريخية عن جرائم نظامــه وازمـة العراق ومعاناة العراقيين منذ اكثر من خمسـة عقود .

ـــ دور دول الجوار العروبي الأسلامي ورغبتها في طي صفحـة الدسائس والتآمر ودفع العراق الى محرقـة الحروب والحصارات وفرهدة ثرواتـه وترابه واطماعها فـي تقاسمـه .

ـــ بقايا البعثيين والقومجيين والسلفيين ورغبتهم في ان يكون فطس صدام استشهاداً مجلجلاً يجعلون منـه قميصاً لعثمان يوضفوه في مشروع حلمهم في استعادة جمهوريـة العار الثالثــة .

ـــ رغبـة الأعلام العروبي الأسلامي والدولـي المأجور في مواصلـة امتصاص ما يستطيعـه من ثروات صدام وعائلتـه حتى آخـر دولار ممكن ’ بعدها لا صدام ولا هم يحزنون ’ ولكل زمان مصادر ارتزاقــه .

تلك الأسباب هي ما يمكن تلخيصـه عن الجانب الآخـر لتشويه الحقائق وتغيير الواقع لصورة صدام على لوحـة عاره وخستــه .

الجانب الآخر ( المحلي ) فهو الذي يتحمل المسؤوليـة الأكبر والمباشرة لهزائم العراق اعلاميـاً اما مؤسسات اعلام الأرتزاق فـي ميادين ومواجهات كثيـرة ’ ويمكن تلخيصها عبر الأشارة الى الأهم منها .

ـــ منذ بدايـة تشكيل السلطـة على اساس مبداء المحاصصـة والتوافق عبـر مجلس الحكم الموقت ’ حيث ابتداءت مع ذلك النهج مرحلـة تمـزيق النسيج الأجتماعـي وتشويـه الهويـة الوطنيـة وتدمير التقاليد والأعراف الحميدة والعلاقات التاريخيـة الراسخـة لمكونات الشعب العراقي .

ـــ الأصرار خطاءً على ترسيخ قواعـد واعراف التوزيع المحاصصاتي لمؤسسات الدولـة وسلطاتها على اساس الطائفيـة والقوميـة والحزبيــة والعشائريـة والمذهبيـة والغاء عنصـر المواطنـة والكفاءة والأخلاص ابتداءً من رئاستي الجمهورية والوزراء مروراً بالمديرين والمستشارين حتـى آخـر شرطـي مليشياتـي عبـرثلاثـة حكومات اثنان منهما منتخبتين واستفتاءً علـى الدستور ’ فكانت العمليـة بمجملهـا فورة فرهـود واختلاس وفوضـى فساد عام وسرقـة مسعورة لمؤسسات الدولـة والثروات والأنسان والجغرافيا على اساس طائفي عرقــي .

ـــ لقد بلغت الطبقـة السياسية التي تشكلت احتلالاً من اجل اعادة ركائز الدولـة التي سقطت مـع سقوط النظام البعثـي حـداً من الفساد وفوضى الفرهود وفقـر المسؤوليـة الوطنيـة وتردي القيم والأخلاق والهروب بعيـداً عن مصير الوطن وعدم الأكتراث بمعانات الشعب وتجنب مواجهـة الأخطار التي تهـدد بتمزيق العراق واحراقــه ’ الى جانب انشغالها كلياً بهمومها الذاتيـة والأسرويـة والفئويـة والعشائريـة الى الحـد الذي لم تبقـي فيـه ما نلوم عليــه صدام حسين وزمرتـه او ندين عيوب مرحلتـه التي استورثتها حكومـة منتخبـة .

ـــ عدم وجود اعلام عراقي ــ حكومي او مستقل ــ مؤثراً يتصدى لتشويهات ونفاق والاعيب الأعلام المأجور ’ حيث كل ما ما هو متوفر من فضاءيات مشغولة بعيداً عن الهم الوطني المشترك … همهـا ومهمتها الدوران في حلقـة ضيقـة من الطائفية والقومية والحزبيـة ’ جل نشاطها مركزاً لتمجيد وحدانيـة وعصمـة الشخصيات القياديـة والأنجازات الحزبيـة وطموحات الطائفـة والمذهب ’ تتوهم وتتصرف وكأن العراق منتهياً ولم يبق الا فرهدته وتقاسمه حصصاً وتوافقات ’ بمثل تلك العقليـة والخلفية الخطيرتين ’ تم تهميش وعزل ومحاصرة الأكفاء والغيورين والمخلصين لوطنهم واهلهم من اعلاميين وباحثين ومفكرين واداريين وناشطين اجتماعيين ’ والغوا دورهم حـد التصفيات الفكرية والسياسية والجسدية احياناً ’ مثل هكذا امور ساعدت على ترك المبادرة بكاملها في يد الأعلام المأجور لقلب الحقائق وتشويـه الواقع ليجعـل من صدام الرذيلـة والخسـة والعار والعمالة والجبن رائـداً اسلامياً ورمزاً قومياً .. انها المفارقـة التي تدمي الكرامـة وتدنس التاريخ وتهين ذكـرى ضحايا وشهداء العراق .

الحكومـة العراقيـة التي لا يعنيها الأمر ’ مصابـة بهستيريا الأختلاس وفرهـدة وتهريب ما تستطيعـه من ثروات الوطن ’ وتوزيع الأسلاب بين منتسبي الحاشيـة ’ والتلاعب بأرزاق الناس وامنهم واستقرارهم واستباحـة مصائرهم وسفك دمائهم بفتنـة طائفيـة عنصريـة مفتعلـة ’ جعلوها من اولويات واساسيات ستراتيجيتهم لأنهاء العراق ثم تقاسمـه فضلاتاً وحصصاً ومناطق نفوذ .

لقد اصبح الأعلام بشكل عام فوق السلطات ’ فبأمكانـه ان يغير نظاماً ويسقط رئيسـاً او حكومـة ’ ويفصل للصدق ثوب الكذب وللرياء ثوب البراءة ويجعل من الفضائح مجـداً والهزائم نصراً ’ ومن القاتل بريئاً والضحية متهماً ’ فللأعلام خطورة مدمرة لا يمكن تجنبها او مواجهتها الا بالأعلام ذاتـه .

الأعلام سلاح ذا حدين ’ يمكن استعماله سلباً او ايجاباً , خيراً و شراً ومن اجل هدفين متناقضين واتجاهين مختلفين ’ لكن وفي جميع الحالات وما يتعلق بصدام حسين بالذات ومهما بلغت قساوة التشويه والتزوير وخلط الأوراق ’ فيبقى تاريخـه المعيب فاضحاً وتبقى شخصيتـه الرثـة وافعاله المشينـة وبشاعـة جرائمـه محفورة فـي ذاكـرة العراقيين وجميع الخيرين وسيسقط تمثال عاره فـي ليبيــا مع السقوط العاجل للصنم الليبـي والأصنام الآخرى ’ واخيراً ستنتصر الحقيقـة … والعراق .

06 / 01 / 2007 ً