بعد محاولات جدية من قبل الحكومة العراقية والامريكية لبسط الامن والاستقرار من خلال تنفيذ عدد من الخطط الامنية، واطلاق مبادرات سلمية ومراجعة عدد من القرارات المصيرية وتسهيلها على البعض مثل اجتثات البعث لايزال العراق يمر بمرحلة حرجة اثر تداعيات الاوضاع الامنية في عدد من المدن وخاصة بغداد .
والذي لايخفى بان الكورد ساهموا بشكل فعال في بناء العراق الجديد على اساس التوافق بين جميع مكونات الشعب العراقي كما ساهم بخيرة كوادره لبناء العراق الجديد وكان دوما عامل خير لتقريب وجهات النظر بين كافة اطياف الشعب العراقي .
ويجري حاليا وعلى الارض في بغداد محاولات كوردية جدية لتقريب وجهات نظرالاطراف العراقية والسعي الحثيث من اجل ايقاف النزيف في العراق حيث يسقط نحو خمسين ضحية او اكثر يوميا من العراقيين هذه واحدة من الاحصائيات التي تشير لها البيانات الصادرة عن جهات حكومية او شبه حكومية عن معدل الجريمة الحاصلة جراء العنف الطائفي والقتل على الهوية.
فالطرح الكوردي لمعالجة الوضع المتردي في العراق هو اللجوء الى الحوار والتفاهم من اجل الوصول الى توافق تام بين مكونات الشعب العراقي وايقاف النزيف قبل الوقوع في المحظور لاسامح الله ودخول العراق الى حرب اهلية .
كما ان القيادة الكوردية اعد مشروعا متكاملا هو بمثابة خارطة طريق لخروج العراق من الاحتقانات السياسية التي القت بتأثيرها على الشارع العراقي.ويامل القادة الكورد ان يكون اجتماع قادة الكتل هو الاجتماع الاخير والحاسم للخروج من الازمة الراهنة والتوجه نحو مرحلة جديدة من الاستقرار.
هذا من الناحية السياسية اما من الناحية العسكرية يتردد الى الاسماع بانه بعد ازدياد وتيرة العنف في مناطق متفرقة من العراق وقتل العراقيين على الهوية، وعدم ثقة السنة بالشرطة التي يتهمونها بمساعدة الميليشيات الشيعية ضدهم، يبحث العديد من قيادات سياسية وامنية في استقدام قوة كوردية من كوردستان للفصل بين العرب المتقاتلين، الى ان تستكمل الحكومة اعادة هيكلة الأجهزة الأمنية.
واثر عودته من بغداد التي زارها على رأس وفد رسمي للتباحث حول خلافات بين الحكومتين الكوردية والعراقية؛ اعلن نيجيرفان بارزاني رئيس حكومة إقليم كوردستان موقفه الرسمي من الإنباء المتداولة في الأوساط السياسية العراقية حول إرسال قوات البيشمركة الكوردية إلى بغداد، للمساهمة في تحسين الأوضاع الأمنية المتدهورة في العاصمة العراقية، حيث أكد “دعمه لحكومة نوري المالكي وجهودها للتغلب على المصاعب الأمنية في العاصمة التي تشهد توترات طائفية”، مؤكدا “إذا تطلبت الأوضاع الأمنية في العراق إرسال قوات البيشمركة فعلى رئيس الوزراء العراقي وفقا للدستور أن يطلب ذلك من رئيس إقليم كوردستان عندها سيتشكل مكتب للتنسيق بين الحكومتين لهذا الغرض”.
وبالتاكيد فان قوات البيشمركة قادرة على بسط الامن في المناطق التي يناط المسؤولية بها لكن السؤال هنا الا تثير هذه المشاركة الحساسية لدى البعض في العراق؟ كما اننا ندخل انفسنا ككورد في كوردستان في ملابسات نحن في غنى عنها خصوصا وان ارسال الشباب الكورد الى المناطق الساخنة يؤدي الى خسارة عدد كبير منهم في الاوضاع الامنية المتردية في العراق وان مهام البيشمركة هي حماية كوردستان من الاعتداء .
*صحفي من كوردستان