في كنف تلك المدينة الجميلة ومع مواويل وترانيم امي المكافحة والمتعبة، ابصرت النور مبتسما للحياة، مع رعاية ومسؤولية والدي العظيم رحمه الله، حيث النشأة الصحيحة والتربية السليمة.و في جو مفعم بالود والمشاعر الطيبة مع اخواني واخواتي الفاضلات.
دخلت في خانقين الذكريات ، خانقين الامل المنشود مدرسة غازي الاول الابتدائية،في محلة الباشا كوبري ، والمدرسة كانت بنايتها من الطين والآجر، ومكزنة من عدة غرف متواضعة وذات مقاعد خشبية ونطلق عليها بالرحلات الخشبية، وكحلت عيني مع اول دخولي لعتبة المدرسة بمديرها ذا الشخصية المهابة الاستاذ خليل افندي رحمه الله معتمرا سدارته البغدادية السوداء. ومن حوله بقية المعلمين الافاضل من امثال المربي الفاضل المرحوم عزيز بيشتوان عرفته بعد ذلك ليس كمربي ومرشد بل كسياسي محنك ووطني وفي لوطنه وكردستانه ولقد تعلمنا مع ابجدية الحروف ابجدية حب الوطن والدفاع عنه.واتذكر جيدا حرصه على تلقيننا الدروس بكل همة واخلاص مع ابتسامته المشرقة معنا ومزاحه المبطن بالطيبة ونحن ننتظر بشوق رنيين او دق الجرس للانصراف ويقول لما فك فك ، فنرد عليه بسليقة طفولية رافدين رافدين وتقرع بعدئذ جرس الانصراف، واتذكر من ضمن الاساتذة معلم الرياضة جاويد افندي ومعلم العربية عيدان خلف والاستاذ حميد افندي وكان كبيرا في السن ولم يبخل علينا من كنوز علمه ، وكانت دراستنا آنذاك باللغة العربية ومدينتنا حالها حال بقية المدن الكردستانية ان ابنائها بقيت لعقود طويلة محرومة من الدراسة بلغتها الام، وبعكس جميع دساتير الامم المتحضرة حيث ضمنت تلك الدول موادها ولمن يعيش في ظلها الحق ان يدرس ابناءها لغتها المحلية والتي يطلق عليها بلغة الام. فانتقلت بعد ذلك الى مدرسة اخرى في محلة المزرعة والتي عرفت بمدرسة النضال ، قكنا في تلك المرسة نخبة من التلاميذ ، جمعتنا حب الرياضة ومن ضمن المتميزين اتذكر اللاعب المتميز توفيق مايخان، بطل الساحة والميدان ، وعرفنا خلال الدراسة في تلك المرسة استاذا مطبقا ذا نزعة تقدمية ويسارية الاستاذ خالد جميل العسكري ، فعمل في مكان بارز في قاعة المدرسة برتقالة كبيرة جميلة ، منشدا لنا بكل حس وطني نشيد وصانا فهد من مات حكومة اشتراكية. مع وصايا مربي آخر وهو المرحوم محمد رشيد وهو يشرح لنا الدروس المستنبطة من ثورات العالم وزوال الظلم عاجلا او آجلا، قائلا لنا رحمة على روح فهد خلد شيوعي بالبلد، فكنا نستمتع في اغلب اوقات فراغنا لمتابعة ومشاهدة المبارايات الودية التي كانت تجرى بين فريق منتخب خانقين لكرة القدم مع منتخب المحافظات العراقية الاخرى. فاهل خانقين حاله حال بقية الشعب العراقي كان محبا للرياضة وكانت ملاعب الرياضة تكتظ بالجماهير من مختلف الاعمار وكانوا يشجعون اللاعبين بحماسهم و تشجيعهم وكانت اكثر المباريات تجري في ملعب معروف وتعرف بملعب الانكليز المتاخمة لمصفى kod وكان الملعب وقتذاك بلا مدرجات وكانت الجماهير الحاشدة على جوانب الملعب واقفة دون ان يشعر احد منهم بالتعب من شدة حبهم لمتابعة المباريات الجارية. فضم المنتخب في خانقين في حينه نخبة ممتازة من اللاعبيين من ابناء خانقين، يتذكرهم اهل خانقين بكل اجلال ومحبة.ومن تلك الاسماء الرياضية اللامعة اللاعب كمال شاكر،عباس روؤف، كمال مامه ، جلال سنيه، على الحربي، ناظم مدينة، واللاعب ذكران الذي غاب مبكرا من خانقين والملقب تيكو، وحامي الهدف سرجون، وكاكه شيخ، مع المعذرة لمن لم اذكرهم في هذه العجالة من سيرة ذكرياتي.واقول وبكل اسف شديد، بان خانقين كانت تفتقر في الماضي والان لملاعب رياضية معاصرة ، بالرغم من تطور الحركة الرياضية وبروز لاعبين محترفين على مستوى المنتخب الوطني العراقي مثل اللاعب الممتاز قيس شاكر. الذي لعب ضمن المنتخب الوطني العراقي، وبعد سنوات من متابعتنا للنشاطات الرياضية في خانقين تم انشاء ملعب آخر في منطقة طيارة خانة وان لم يكن في مستوى المواصفات الملاعب النظامية .فكانت تقام فيه اكثر النشاطات الرياضية للمدراس الابتدائية لمدراس خانقين وكنت واحدا من المشاركين في تلك النشاطات الرياضية،ويجب ان اشير الى الدور الفاعل لمعلم الرياضة آنذاك الاستاذ كمال عاكف لمساهماته الجادة في دعم النشاطات الرياضية في خانقين.وبالمناسبة ذاتها اتذكرجولة الاستاذ كمال شاكر حول العديد من دول العالم أنذاك بسيارته الصغيرة فولكس واكن، واقامته معرضا شخصيا في مدرسة النعمان للصور الفوتغرافية بعد عودته من جولته المدهشة لتلك الدول التي كانت من ضمن جولته مع عرضه للطوابع البريدية لتلك الدول من خلال تزيين واجهات سيارته بطوابع دول العالم التي زارته.ويجب ان اشير للامانة التاريخيةايضا لبقية المعلمين الذين خدموا الحركة الرياضية في خانقين.ومنهم الاستاذ علي الحربي والمرحوم نجاة غائب، فاتذكر موقفا ابويا للاستاذ الحربي بانه كيف كان يستعيرني ملابسه الرياضية اثناء بدء المباريات وتشجيعه المخلص لي كي اتفوق في مجال الرياضة. وكان يثني علي من بين اللاعبين ، قائلا يا احمد انت افضل لاعب مراوغ وتستحق الكثير، ولا يمكن ان انسى مواقف وطيبة هؤلاء المربين بانهم حقا كانوا في خدمة العلم والفن والرياضية. من دون ان يفكروا يوما بمكاسب شخصية او في مطامع آنية. من غير تربية وتعليم الجيل ولاجل ضمان مستقبل مشرق لهم.
قرية اركوازي وقصص الابطال في الرياضة والسياسة.
انجبت قرية اكوازي في خانقين في اوج مجدها ومن خلال نشاط ابنائها، ابطال في ميدان الرياضة والسياسة،وكان بالقرب منها ملعب طيارة خانة وكميدان تنافس رياضي مهيب من خلال بروز لاعبين محترفين. امثال اللاعب اكرم عيسى رحمه الله، وكان بطلا بلامنازع في ميدان سباق الدراجات الى جانب تفوقه في كرة الطائرة والسلة، وكذلك المرحوم يعقوب حيث اسس في حينه فريقا لكرة القدم وكان تحت ستار ذلك التاسيس، يتم طرح العديد من الافكار السياسية في حب الارض والدفاع عن كردستان، ومقاومة المحتلين ،بالتفوق في مجال العلم والرياضة.ومن اللاعبين المتميزين ،كان اللاعب اغا مراد ايضا بطلا في قطع المسافة 400م ، فقرية اركوازي البطلة كانت بحق منذ انطلاقة الثورة التحررية الكردية في ايلول 1961 معقلا لابطال الثورة الكردية، ومعقل العديد من الكوادر المثقفة في الاحزاب الكردية المنضوية تحت راية الدفاع عن كردستان، وطرد المحتلين.ومن اللاعبين الذين يعتز به اهل خانقين وكل الجماهير المحبة للرياضة، اللاعب احمد رجب وكان في حينه شابا وسيما مفتول العضلات، وبطلا بلا منازع في ميدان الساحة والميدان، مع رفيقه المرحوم عمر شيخ غالب وكانا يقفزان في الوثب العريض لاكثر من سبع امتار. وكان اللاعب احمد رجب مثالا في تقديس الرياضة، ودمث الاخلاق وذا سجية كريمة ، ولقد اختفي بعد اضطراب الحالة السياسية في خانقين، وبعد استشهاد رفيقه عمر في الدفاع عن كردستان انقطع عنا اخباره بعد التحاق السياسي النزيه احمد رجب بصفوف الحركة للنضال ضد ازلام البعث الفاشي. ولقد تابعت اخباره عن طريق الشاعر والفنان التشكيلي الكردي عبد الحكيم نديم الداوودي، بانه مقيم الآن في السويد ،ويعرف عنه بانه كاتب غزير الانتاج، في مجال خدمة الكرد والانسانية، ولا يمل عن النضال بالقلم بعد نضال الخنادق،رغم مرضه المزمن مع دعائنا له بالشفاء والصحة.ومن ابطال الساحة والميدان ايضا كان اللاعب طه عباس الملقب بابو غزال بطلا في اجتياز 100 م على مستوى الثانويات في خانقين. واللاعب المخضرم سامي عارف المعروف بهدّاف خانقين وشقيقه الراحل عيسى عارف، وكان المرحوم من اعز اصدقائي ، وكذلك حامي الهدف حميد عارف وكان معروفا ايضا من اولئك الشباب الجسرين، ومن صنف الاشقياء الطيبين.ومن الشباب الذين كان له مهابة بين ابناء المحلة مع الطيبة الممزوجة بالعنف امام من يتجاوز على الاخرين بدون وجه حق. الطيّب الذكر فاضل عملاق وكان من سكنة محلة عبدالله بيك، وكان في الاصل من القومية العربية، ويسكن بين الاكراد.ومن مواقفه الرجولية انه في احدى المرات بينما كان جالسا في نادي خانقين في قسري باغ دخل في مشادة عنيفة مع ضابط شرطة خانقين آنذاك الضابط الحاقدهاشم نوري مختار شاهرا خنجره ليطعنه لولا استنجداده بخدم النادي لينقذوه من الموت المحقق. وكان من المعادين للفكر الشيوعي والشيوعيين، وكان فاضل عملاق من الاعضاء البارزين في الحزب الشيوعي العراقي.ومن ذكريات ايام خانقين الجميلة والثابتة في عمق الروح، ذكريات ايام ملتقى المثقفين والشباب من اهل خانقين، ذكريات التامل ،وساعات صفاء الروح مع مؤانسة الاحبة، ايام مقهى ابو شكر المطل على نهر بالاجو ، بالاجو، السّر الدفين لتاريخ خانقين المنسي، بين غدر الطامعين لديار العشق والامل.ومن الذكريات التي اتذكرها جيدا ، يوم خروج مجموعة كبيرة من شباب خانقين في مسيرة احتجاج اثناء قيام الانقلاب الاسود في 8 شباط عام 1963 على حبيب الفقراء الزعيم الخالد عبد الكريم قاسم والتعاطف الجماهيري مع الزعيم، وكان في طليعة المتظاهرين آنذاك الاخ الفاضل حسن اسد شقيق جمال اسد ، وكان من المتحمسين الذين يشحذ همم المتظاهرين، بصوته المدوي بان يستمروا في المسيرة، ولا يصدقوا نداءات زعماء القتل والدم في بغداد. بسقوط الزعيم معلنا باعلى صوته ـ جاءنا خبر بان المؤامرة فاشلة ، وبعد دخول الجيش مع الدبابات واطلاق النيران فوق المتظاهرين لتفريق الناس، حيث تم بالقوة والعنف من تفريق الحتشدين، من دون ان يصاب احد باذى.
الحلم بجبال كردستان ومعانقة الثورة لمسيرة ابنائها.
بعد تلكؤ النظام البعث الفاشي في تنفيذ بنود اتفاقية آذار ، وبدء بوادر التعريب للمناطق الكردية، وملاحقة المناظلين من الكرد وباقي الاحزاب التقدمية المعارضة لنهج النظام المقبور. وعند اقتراب موعد تنفيذ الاتفاقية في مطلع عام 1974 تراجع النظام عن كل ما وقعه مع القيادة الكردية آنذاك ،ولقد افرغ البيان التاريخي من محتواه ، مستغلا فترة تطبيقه لتهيئة الجيش واجهزة المخابرات، وتاميمه للنفط من اجل توفير المال وتقوية اقتصاد البلد لشن حرب الابادة ضد ابناء شعبه من الكرد. وبعد فشل جميع المحاولات واجراء آخر جولة من المفاوضات بين القيادة الكردية والعصابة البعثية الحاكمة من اجل التطبيق الفعلي لبيان آذار. الا ان كل المحاولات باءت بالفشل ، ولم يبق حل آخر امام غرور وعنجهية النظام آنذاك سوى القتال ومحاربة الظلم الذي مس الشعب، ولقد التحقت آلاف من ابناء الشعب بصفوف الثورة الكردية التحررية في آذار من عام 1974 ، وكنت واحد من الذين التحقت بالثورة .وبعد عام من الثورة والقتال. لقد اغتيلت الثورة الجماهيرية بفعل التآمر الدولي ، واتذكر مرارة صباح ذلك اليوم العصيب عندما ايقضني الدكتور شيركو فتح الله وكان من كويسنجق، اخبرني بان الثورة انتهت، وانتهى كل شيء.وكنا مجموعة من المدرسين والمعلمين من مختلف المناطق الكردية نعلم اطفال الكرد في معسكر سراب كرم ، فتوجهتُ من هول الخبر الى معسكر انزل لاتاكد من الخبر فقابلت المرحوم مجيد ابراهيم والذي كان معاونا للتربية في الثورة آنذاك، وكان مندهشا هو ايضا من الخبر المهول، وتوجه للفرع الخامس في باوة هاي المتاخمة لقصر شيرين، وفعلا جاء بالبرقية المشؤومة لنا بانتهاء الثورة ، فتملكنا العبرات وكنت مع نخبة من اصدقائي من الرياضيين بالقرب من ملعب المخيم ، نتحسر على مصير شعبنا المسكين الذي لم يساندها في ذلك الوقت العصيب، احد من تلك المنظمات المتشدقة بحقوق الانسان، والدفاع عن الديمقراطية.فزارنا مسؤول ايراني للمعسكر،بان من يرغب البقاء في ايران ،فنحن نوفر له كل مستلزمات المعيشة ومن يرغب بالسفر الى الدول الاخرى فبعد مدة يستطيع ان يغادر ايران، عن طريق هيئة الصليب الاحمر. واتذكر ايضا الزيارة الاخيرة للسيد على سنجاري للمعسكر، وكان متبرما وساخطا من تلك النكبة القومية، ومن موقف اعداء الكرد من الثورة الكردية ، واخبرنا بان الثورة يمكن ان تستمر اذا قررنا الصمود ومواصلة المسيرة، رغم المؤامرة الاقليمية علينا واغلاق كل المنافذ عن الثوار، الا ان الشاه المقبور والخائن لكل تعهداته وتنصله من كل المبادئ الاخلاقية بالحفاظ على العهد ، تجرد في تنفيذ مؤامرة الجزائر من كل القيم السامية، وتصميمه الغادر لخيانة الشعب الكردي. فقررنا نحن الجموع من المعلمين والمثقفين، العودة الى العراق مفضلاِ الموت في اراضينا وتعليم اطفال كردستان من العيش في دولة خائنة وماكرة. فرجعنا الى العراق من دون ان نعلم ما يجري لنا بعد ذلك، فكان ذلك القرار صعبا وامرا في غاية الخطورة.وبعد فترة بدءالنظام الفاشي بتطبيق سياسة الترحيل والتهجير للمناطق والمدن الكردية المتاخمة للحدود ، فتم بذلك ترحيل اهلي الى المنطقة الجنوبية، لوأد هويتهم ولغتهم القومية . ومنع ذلك الجيل المولود في ظل تلك البيئة الجديدة من معرفة لغتهم القومية . فانتقلت الى محافظة السليمانية في قرية طوبزاوة التابعة لقضاء دوكان، فتكيفت بكل سرور مع اهل تلك القرية الطيبين، مقدما من القلب خلال وجودي بينهم في تلك الفترة خدماتي التربوية والرياضية لابناءهم. وكنت في فترة وجودي في تلك القرية بعيدا عن مراقبة اعين ازلام النظام.وساهمت مع تلاميذي النجباء في تخطيط ملعب متواضع في ضواحي القرية لتشجيع الحركة الرياضية للطلاب. والى جانب النشاطات التربوية الاخرى في القرية رغم ذهول واستعراب البعض من اهاليها، لانهم لم يالفوا سابقا بان تقام مثل تلك النشاطات في قريتهم. وكنت ايضا وخلال فترة استراحتي امارس الرياضة وكنت اتسلق الجبال واجري لمسافات طويلة، وكانوا يستغربون من نشاطاتي الرياضية ويعدونها من قبيل البطر والجنون، وكان مدير المدرسة من اهل القرية ،كان يمازحني في الصباح ويقول لي بان بعض المتشددين من كبار السن في القرية يقولون عنك بان صديقك الاستاذ ماذا دهاه، يتسلق الجبال ويركض طول العصر. وبعد مدة اعتادت القرية بالتغييرات والنشاطات التي اجريتها مع غرس التعليم في نفوس الطلبة. وكان تعاون اهل القرية معي يزداد يوما بعد يوم، وكنت في اوقات العطل في زيارة متبادلة مع بعض اعيان القرية مثل المرحوم الشيخ سردار طيفور شقيق الاستاذ عارف طيفور، مع تطورعلاقاتي الحميمية مع الجميع. مع توجيه الطلبة من خلال تعليمهم بان يهتموا بالعلم وطلب المعرفة ومحاربة الجهل. والامية هي الطامة الكبرى في تخلف الشعوب الفقيرة. واننا كامة حية لايمكن ان نرتقي سلم التطور والحضارة،مالم نكسب المعرفة ونحارب اسباب التخلف، وكانت تلك الايام الجميلة التي قضيتها في ربوع تلك القرية مع ساعات حضوري اليومي في مدرستها المتواضعة من احلى ايام عمري. وبعد سنوات نقلت الى قضاء دوكان، وخدمت في مدارسه سنوات طويلة بين اهل دوكان الطيبين.وشهدتُ عن قرب نشاطات رجاله الشجعان في مقاومة ازلام البعث الفاشي، من خلال عملياتهم البطولية في مواقع متفرقة من حدود دوكان. فمنحتني تلك الايام الرائعة السلوى،والصبر، بعد ابتعادي القسري عن مسقط راسي وحبيبتي البعيدة خانقين.
خانقين بين لوعة اللقاء وعبث النسيان
خانقين*
يا مدينتي الجميلة الغافية على ضفاف الوند
ويامرتع طفولتي والهام تعلقي بافنانك،
ومحراب عشقي السرمدي
فمحالٌ دونك ان تستقرهذه الروح القلقة في غربتي القاتلة،
ولاتغفو الجفون الاعلى نغم خرير وندك المجنون
مع نسيم لياليك العليلة لمعانقة ظمأ بساتيك.
خانقين ايتهاالمدينة العصية على المحتلين والاغيار
ايتها الام الرؤوم لانات شهداء طريق كردستان.
يا ايها الحضن الآمن
لرفات ابنائك
من المناضلين والمناضلات
في تحدي زمن البعث الفاشي المباد.
خانقين جئتك اليوم بلوعة الغربة والمنفي
ملؤها الشجن والعبرات.
متحسرلذكريات ايامك الماضية الزاهية،
العامرة بمجالس الاحباب في ايام الربيع،
ولساعات الفرح
مع الاحبة على نسائم الوند العليلة.
جئتك استذكاراً لمعلمك،
واقف على مشارفك بكل خشوع
لصلابة رجالك الاشداء،
مسترسلا مواقف ابطالك
في شريط ذكرياتي مع الايام.
استذكارلك من القلب
ولمن دافعواعن كرامتك،
وحافظوا على هويتك القومية
كمقلة العيون
من المسخ والتغيير.
اولئك النخبة من الرجال والنساء
الذين رسموا بدمائهم الزكية طريق الحرية والشرف
فاليك ياخانقين ُحّبيَ المشوب بالحنان الدائم ،
وكل التبجيل لقدسية اسمكِ المطرزة باية النصر
فتبقينَ ُمخلدةً في القلب والمهج،
والجبناء من شراذم الفاشين
ذهبوا بلا رجعة
الى مزابل التاريخ،
والعار الابدي من بعدهم يلاحقهم ،
كلما عّمر ابناءك البررة
مدرسة، حديقة
اوملاعبا للاطفال
،مستوصفا،اودارا للايتام.
على انقاض السجون والمعتقلات
وعلى مخلفات مقرات تعريبك القسري
لعقود من التنكيل
من دون ان ينالوا من مجدك وزهوك قيد انملة.
فارادوا بالحديد والنار ان يقطعوك
من امك العظيمة كردستان،
فزَغردي بملء الفم
لابنائك زغرودة الخلاص
من جاهلية البعث بانتهاءايامهم السوداء.
خانقين ياعروس الوند.
ياقلعة منيعة لمقارعة الفاشيين.
فانت المدرسة العامرة بالحب
والمعمدة بالنضال والفداء.
تبقينَ رمزاً للوفاء لمن دافعوا عن هويتك الكردية
عبر التاريخ بالمهج والقلم والبندقية.
خانقيني يا مدينة الخير والنماء،
يا قصيدتي الجميلة التي لا تعرف الهامها
في خلد الفنانين والشعراء ابداً معنى الختام.
**************
*القصيدة للشاعر والفنان التشكيلي الكردي عبد الحكيم نديم الداوودي