السيد مسعود بارزاني المحترم – رئيس إقليم كوردستان
السيد نيجروان بارزاني المحترم – رئيس مجلس وزراء حكومة إقليم كوردستان
تحية طيبة
انطلاقنا من إيماننا بأن التضامن الوطني والولاء والوفاء القومي ليست فقط كلمات وجُمل تقال عند الحاجة وإنما هي أيضا مواقف عملية وإجراءات فعلية، خاصة عند الشدائد، ونعتقد إن هذا التضامن والولاء والوفاء يتطلب أن تنعكس في أن تهب القيادات الكوردية في الإقليم والمركز الفدرالي بما تقدر عليه لنصرة وتقديم التسهيلات لأبناء وبنات قوميتها من الشريحة الكوردية الفيلية وغيرهم الذين يمرون حاليا بظروف صعبة للغاية وحرجة جدا ويعانون باستمرار من مخاطر وتهديدات الإرهابيين بمختلف فصائلهم ومسمياتهم ويضطرون إلى اللجوء إلى الإقليم لإنقاذ أنفسهم وطلبا للأمان. تتوارد منذ فترة ليست بالقصيرة أنباء مقلقة جدا حول الوضع الحرج للغاية للكورد الفيلية خاصة في مناطق بغداد الساخنة وهم يعيشون حياة خوف دائم ورعب مستمر من ألإرهابيين البعثيين-ألصداميين وحلفائهم من القوى الظلامية الأجنبية وعصابات الجريمة المنظمة ومن الميليشيات المنفلتة. حاول عدد محدود نسبيا من العائلات الكوردية الفيلية الانتقال مؤقتا إلى إقليم كوردستان كملاذ آمن في كنف بني جلدتهم لإنقاذ أنفسهم من بطش الإرهاب العشوائي الأعمى. إلا نهم مع شديد الأسف يواجهون شروطا صارمة وبيروقراطية متشددة وصعوبات اقتصادية قاسية، على رأسها الغلاء الفاحش والإيجارات العالية جدا، مما اضطر قسم كبير منهم إلى العودة إلى مناطق سكناهم الساخنة والخطرة في بغداد. لقد عادت عائلات كوردية فيلية من الإقليم إلى بغداد للأسباب الواردة أعلاه ليتعرض أبنائها للاختطاف والقتل رغم دفعها إتاوات وفديات كبيرة ولجرائم الإرهابيين من البعثيين-ألصداميين والسلفيين الغرباء ومن لف لفهم من الطائفيين المتزمتين. وأُرغم آخرون منهم على ترك العراق إلى الدول المجاورة وباقي دول الشرق الأوسط للأسباب نفسها.
يعلم الجميع أن السياسة تبنى في كل أنحاء العالم على المصالح بالدرجة الأولى ولكن فيها أيضا حيزا ولو كان محدودا لقيم التضامن عند الضيق والوفاء عند الشدائد. ويعلم الكل أيضا أن السياسة أخذ وعطاء، أخذ عند الحاجة وعطاء عند المقدرة، وبان الديمقراطية والانتخابات هي إلى حدّ كبير أصوات مقابل مكتسبات ملموسة على أرض الواقع وليس مقابل مشاعر وعواطف فقط. كما ومن المعلوم أن إمكانيات السلطات الإقليمية محدودة مقارنة بالتوقعات التي سببها برنامجها المعلن، إلا أن من حق الشريحة الكوردية الفيلية أن تنتظر، في أوقات ضيقها وشدتها، أن لا تنسى قيادات الإقليم وسلطاتها ما قدمته الشريحة الكوردية الفيلية للحركة القومية الكوردية من تضحيات وما تعرضت إليه وتتعرض له ألان من مآسي وويلات بسبب هويتها القومية وولائها ومساندتها للحركة الكوردية.
لذا ننادي القيادات السياسية الكوردية في الإقليم وفي المركز الفدرالي ونناشدها أن توجه سلطات دولة الإقليم لاتخاذ خطوات عملية لتخفيف الشروط، ولتسهيل الإجراءات البيروقراطية، باستثناء الأمنية منها، ولتقديم ما يمكن تقديمه من التسهيلات الأخرى للكورد الفيلية الذين يلجئون إلى الإقليم طلبا للأمن والسلامة ولإنقاذ حياتهم وحياة عائلاتهم وأطفالهم من جرائم الإرهابيين القتلة وقسوة الميليشيات المنفلتة وبطش عصابات الجريمة المنظمة، وهذا هو أقل ما يفترضه ويتطلبه الوفاء القومي والتضامن الوطني.
مع فائق الاحترام
الاتحاد الديمقراطي الكوردي الفيلي
5/12/2006
نسخة منه للاطلاع إلى:
السيد عدنان مفتي المحترم ، رئيس المجلس الوطني لكوردستان ـ العراق