ليلة(26/11/ 2006)اجرت قناة”الجزيرة مباشر”التي تبث من الدوحة لقاءا حيا مع الكاتب والسياسي الكوردي السيد صلاح بدرالدين،وتناول الحوار واقع الحركة السياسية الكوردية ووضع الشعب الكوردي وجبهة الخلاص الوطني في سورية والحركة الكوردستانية بشكل عام اضافة الى العلاقات العربية-الكوردية ومواضيع اخرى.
وفيما يلي النص الكامل للحوار الذي اجرته السيدة سوزان حرفي
مباشرة من الدوحة*:
ارتبط كورد سورية حتى رسم الحدود الدولية السورية-التركية عام 1946 بالحركة القومية العاملة ضمن نطاق الدولة العثمانية،ومن اهم المحطات في تلك المرحلة الثورات الكوردية الثلاث في تركيا التي شكل الكورد السوريون جزءا منها وهي انتفاضة عام 1925،و1930 وانتفاضة 1937،كما ترافق ذلك مع صعود سياسي تنظيمي،ولكن اخفاق تلك الثورات والانتفاضات الكوردية قد ولّد لدى الكورد قناعة مفادها ان مسألة انشاء وطن قومي لهم ليست سهلة.وننتقل الى العام 1955 حيث مر جلال الطالباني بسورية واقنع اكرادها بتأسيس حزب سياسي فقاموا بتأسيس الحزب الديمقراطي الكوردستاني، مستندين الى منهاج البارتي الديمقراطي الكوردستاني العراقي ونظامه الداخلي بصورة كاملة ،وجعل من ابرز اهدافه”تحرير وتوحيد كوردستان”الكبرى،لكن الحزب غيّر برنامجه وصرف النظر عن تحرير كوردستان الكبرى وتوحيدها مكتفيا بتاكيد ان الشعب الكوردي في سورية هو جزء من الشعب السوري مطالبا بوجود نظام حكم ديمقراطي في سورية.وبعد انشقاق جلال الطالباني وآخرين في المكتب السياسي عن رئيس الحزب مصطفى البارزاني أو ما يمكن تسميته بالصراع بين اليمين واليسار داخل الحزب عام 1964،انتقلت هذه العدوى الى الحزب في سورية ايضا فحصل الانشقاق داخل البارتي السوري عام 1970 فبقي الحزب الديمقراطي الكوردي،و شكل المنشقون البارتي الديمقراطي الكوردي اليساري برئاسة صلاح بدر الدين،ثم ظهرت ثلاثة احزاب كوردية هي :الحزب الديمقراطي الكوردي،والحزب الديمقراطي التقدمي الكوردي ثم انفصل صالح كدو عن بدرالدين مشكلا الحزب الاشتراكي الكوردي فغير بدر الدين اسم حزبه الى حزب الاتحاد الشعبي الكوردي في سورية،وانشق الحزب اليساري الكوردي برئاسة عثمان صبري الى حزبين يحملان الاسم نفسه وهكذا تشكلت العديد من الاحزاب الكوردية الناتجة عن انشقاقات كثيرةاثرت على مسيرة الحركة الكوردية الامر الذي جعل تطور الحركة الوطنية الكوردية تخضع لثلاثةعوامل هي:
العامل الداخلي البنيوي الذي يتعلق بالبنية الاجتماعية و الجيو-سياسية للمجتمع الكوردي نفسه،والعامل الكوردستاني حيث ان أي تغيير في اي قسم من كوردستان يعكس اثاره على الاقسام الاخرى.واخيرا العامل الخارجي المتعلق بالتطور العام في الدول التي تقتسم كوردستان من ناحية ومتعلق بتطورات السياسة الدولية في المنطقة من ناحية اخرى.السيد صلاح بدرالدين شخصية بارزة على صعيد الكورد السوريين والمعارضة السورية فعلى مدى اكثر من 40 عاما من العمل السياسي استطاع اثارة العديد من القضايا والجدل والمعارك السياسية ورغم استقالته عن قيادة حزبه والعمل السياسي التنظيمي الا أن ذلك لم يمنعه من ان يكون رقما صعبا في جبهة الخلاص الوطني في سورية وهو بالاضافة الى ذلك رئيس جمعية الصداقة الكوردية-العربية.
-سيد صلاح اهلا بكم معنا وشكرا لمشاركتم معنا في برنامج( مباشر مع)،ولنبدأ من الوضع داخل سورية قبل الانتقال بالطبع الى اكراد سورية والقضية الكوردية وعلاقتها بالعرب ولكن عندما شكلتم جبهة الخلاص الوطني في سورية راهن الكثيرون على عزلة النظام السوري وعلى رغبة المجتمع الدولي المعلنة آنذاك عن تغيير النظام السوري،الان مع بدأ الحديث عن حوار مع سورية وايران وايضا بدأ التقارب بين سورية والعراق وزيارة وزير خارجية سورية الى العراق والاعلان عن اعادة العلاقات بين البلدين،ألا ترون أن ذلك قد يؤثر كثيرا على حركتكم؟
-شكرا لكم.لا شك ان هناك بعض الملاحظات على ما تفضلتم به ولكن بالنسبة للسؤال الذي طرحتموه تشكلت- جبهة الخلاص الوطني في سورية -هذا العام كضرورة وحاجة وطنية بسبب وجود النظام الاستبدادي اللاديمقراطي الذي لا يشرك الشعب السوري في اي قرار مصيري، ايضا بسبب ان النظام بدأ يشكل خطرا حتى على الوحدة الوطنية ومستقبل سورية والوضع الاقتصادي والقومي والوطني والتعامل مع الجوار على سبيل المثال مع لبنان والعراق وحتى فيما يخص العلاقة مع الدول العربية الاخرى.اذا ،هناك حاجة داخلية ووطنية وقومية بأن تتشكل قوى المعارضة بشكل منظم وان تنظم نفسها.جبهة الخلاص عندما تشكلت لم تكن تعتمد على علاقات سورية السياسية الانتقالية بين هذا النظام أو ذاك أو فيما يخص علاقة النظام بموضوعة العراق أو بالولايات المتحدة الامريكية أو بأوروبا نحن نعلم ان هذه العلاقات تتعرض على الدوام الى موجات ولذلك بالنسبة لجبهة الخلاص وقوى المعارضة الوطنية في سورية هي قضية استراتيجية لا تتعرض ولا ترضخ الى التكتيكات السياسية الانتقالية ولكن حتى لو سلمنا جدلا بوجود مثل ما تفضلتم به فباعتقادي ان وضع النظام السوري الآن في اصعب حالاته.
–كيف تفسر مقولتك ان النظام السوري يمر في اصعب حالاته؟
-أولا هناك عزلة عربية،وأهم الدول العربية في المنطقة علاقاتها مع سورية اما مقطوعة أو مترددة أو باردة،ايضا هناك التورط السوري في لبنان والازمة اللبنانية هناك اتهامات لسورية وهناك المحكمة الدولية والقيادة السورية متهمة،هناك اتهام لسورية بالتدخل في شؤون العراق وهناك ايضا عدم رضا عن السياسة السورية بالنسبة للقضية الفلسطينية.كل هذه العوامل تدل على ان وضع النظام السوري في اسوأ حالاته.
–هذه العوامل هي التي دفعتكم لتكوين ربما ساعدت على تكوين جبهة الخلاص الوطني في سورية،و لكن الان الا ترى تغييرا في المعادلة الدولية وقيام ما يسمى بالحوار بين الولايات المتحدة الامريكية وسورية،وبالتالي كل هذه الملفات يمكن ان تخضع للمقايضة وبالتالي تضيع كل القضايا التي تتحدثون عنها؟
-بالتأكيد هذه الامور حتى لو حصلت هي اعتيادية، وحتى قبل جبهة الخلاص الوطني في سورية كانت هناك علاقات و صلات بين سورية والولايات المتحدة الامريكية وكما تعلمون كانت هناك علاقات استخباراتية ، وايضا كانت هناك علاقات جيدة لسورية مع الدول الأوروبية وبالرغم من ذلك قامت جبهة الخلاص الوطني في سورية
وفي الأونة الاخيرة كان من تحصيل الحاصل ان يطالب العراق باجراء حوار مع دول الجوار من اجل التعاون لوقف الارهاب والتخريبات التي تحصل في العراق وهذا باعتقادي امر طبيعي حتى بين الدول الكبرى سياسات أوروبا وامريكا تدعو سورية والنظام الايراني الى ان تتراجع عن مواقفها تجاه العراق ولبنان وفلسطين وهذا امر طبيعي ونحن كمعارضة نطالب النظام السوري بان يتراجع عن تلك المواقف السابقة وهكذا بالنسبة للنظام الايراني،بمعنى ان هذا مطلب المعارضة ايضا.
-انتم الان تراهنون على الخارج يعني عندما شكلتم جبهة الخلاص الوطني في سورية تحدثتم عن انكم تحاولون تغيير النظام من الداخل بشكل ديمقراطي فما هي الوسيلة أو الآليات التي تمكنكم من تغيير هذا النظام من الداخل؟والان سقطت ورقة اللعب بالخارج يعني عندما تفاءلت انت شخصيا بسقوط النظام العراقي على يد القوات الامريكية هذا السيناريوربما يكون قد تضاءل بل وتلاشى فهل يمكن تطبيقه الان على سورية أو الاصح النظام السوري؟
-عندما تشكلت جبهة الخلاص الوطني في سورية وعندما وضعنا برنامجنا من اجل التغيير الديمقراطي في سورية،لم يكن هناك اي اعتماد على الخارج كالتجربة العراقية،اي ان يحصل ما حصل في العراق في سورية ايضا هذا لم يكن في ذهننا ولم تراودنا هذه الفكرة حتى وفي المستقبل ايضا.الوضع السوري يختلف عن وضع العراق،وضع العراق كما تعلمون انهارت الدولة.ونحن في سورية نريد تغيير النظام وليس ضرب الدولة أو انهيار الدولة أو ضرب الجيش أو قوى الشرطة والامن فالامر ليس كذلك نحن نريد تغيير ديمقراطي سلمي وبالطبع هناك في عصرنا الراهن تداخل بين القضايا الداخلية والخارجية،ويهمنا جدا ان تمارس القوى الخارجية الضغط على النظام السوري،وهذا من مصلحتنا سواء اتى من أوروبا أو الولايات المتحدة الامريكية ولكن ليس هناك مراهنة لا في برنامجنا ولا في اجندتنا السياسية ونحن نؤمن بالارادة الشعبية واعتقد انه هناك تجارب كثيرة حصلت في أوروبا أو اسيا فالارادة الشعبية هي التي ادت الى تغيير الانظمة بشكل سلمي.لماذا لا يحصل ذلك في سورية؟ولماذا يجب ان تكون تجربتنا كما حصل في العراق؟؟
-في البيان الختامي لمؤتمر لندن في هذا العام تحدثتم عن ان النظام السوري-آيل للسقوط لا محالة-،هل تعتقد ان فرصة السقوط هذه قد تراجعت الان؟
-بالعكس اعتقد ان صفوف المعارضة تتوسع وهناك معارضة في الداخل والخارج والمعارضة تطرح وتجدد وتطور برامجها وتكتيكاتها على سبيل المثال في الخامس من اكتوبر الماضي مثلا حصلت مظاهرة في دمشق وكل اطراف المعارضة الوطنية في سورية اصدرت بيانات ودعت الى التضامن مع هذه المظاهرة التي قامت بها القوى السياسية الكوردية،وهذا امر جديد في ساحتنا السورية،مثلا اذا تطلب الوضع الكوردي القيام بمظاهرات نرى ان هناك تجاوبا من لدن المناضلين والديمقراطيين العرب،في نفس الوقت انها تجربة جديدة لانها لم تكن بالشكل الموسع على نطاق سورية كلها ولكنها تعتبر تجربة ناجحة.
-لننتقل الى موضوع اشترككم في جبهة الخلاص، خاصة وانك كنت تنتقد دوما الدول القومية والمشاريع القومية العربية وايضا التيارات الاسلامية وفي جبهة الخلاص تفاعلتم مع الاخوان المسلمين ومع البعثيين،كيف تفسر لنا هذا التناقض الغريب ام انها البراغماتية ان صح التعبير هي التي دعتكم الى ذلك؟
-قبل تشكيل جبهة الخلاص الوطني في سورية،كان هناك بالنسبة لنا القضية الكوردية في سورية قضية قومية ديمقراطية كان هناك النظام الذي من المتعارف عليه ان هذا النظام يقوده حزب البعث،وحزب البعث كان بالنسبة لنا خصما ومازال كذلك في حقيقة الامر.اما بالنسبة لحركة الاخوان المسلمين،كانت هذه الحركة على الاقل متجاهلة للقضية الكوردية ولكن بعد ان تشكلت جبهة الخلاص الوطني في سورية والجبهات كما هو معروف تقوم على اساس التوافق والتنازلات المتبادلة وبعدما تشكلت الجبهة ودخلنا في نقاش من اجل صياغة برنامجها رأينا بان السيد عبد الحليم خدام الذي كان ومازال بعثيا قائدا في حزب البعث،
وايضا حركة الاخوان المسلمين وافقوا على الكثير من القضايا والمبادىء المهمة بالنسبة للقضية الكوردية ومنها على سبيل المثال الاعتراف بوجود شعب كوردي في سورية يعيش على ارضه التاريخية وان هذا الشعب يستحق الحقوق القومية والديمقراطية وازالة الاضطهاد القومي عن كاهله وعلى ان تدرج هذه المبادىء في دستور سورية القادم.
-لم يتضمن البيان الختامي للجبهة الاشارة الى الشعب الكوردي بل تحدث عن حقوق القوميات والطوائف ولكن لم يتحدث عن استقلالية شعب أو فيدرالية أو ما شابه وانت دوما تتحدث عن شعب كوردي؟
-انا اتكلم عن برنامج الجبهة وكما هو معلوم ان البرنامج هو الاساس والمنطلق في اي جبهة واي عمل سياسي،وبرنامج الجبهة يتضمن هذه الامور التي ذكرتها وارجوك ان تعيدي النظروتراجعي بنود الجبهة.
اما فيما يخص البيان الختامي فكل اجتماع يصدر عنه بيان، واحيانا ليس من الضرورة تكرار القضايا كلها في البيانات الختامية.ايضا اريد التنويه الى ان الكورد قد تعرضوا الى الكثير من المخططات العنصرية ومنها ما عرف بالحزام العربي واسقاط الجنسية عما يقارب 150 الف كوردي منذ عام 1962،والجبهة تبنت هذه المواضيع واقرت بوجوب اعادة الاملاك المنقولة وغير المنقولة التي سلبت من اصحابها لاسباب سياسية وقومية وعنصرية.
اما بالنسبة لما طرحناه وما طالبنا به حسب الحدود الممكنة تجاوب معنا الاخوة البعثيين والاخوان المسلمين والتيارات الاخرى الموجودة ضمن صفوف جبهة الخلاص الوطني في سورية،من وطنية وديمقراطية وماركسية وليبرالية.
-السيد بدرالدين،قبل الخوض في قضية اكراد سورية والكورد بشكل عام،ماذا عن علاقة الاكراد باسرائيل، التي تناولها الكاتب الامريكي سيمون هيرش في مجلة (نيويوركر)عن انه هناك علاقة وغالبا ما يتردد ان تلك العلاقة اثرت بالفعل على الحقوق التي حصل عليها الاكراد في العراق؟ماذا تقول بهذا الصدد؟
-أود ان ارد على التساؤلات التي طرحت، بالفعل هناك قلق عربي”ليس مشروعا”برأيي وعلينا التحاور،طبعا السيد جلال الطالباني هو رئيس جمهورية العراق ونحن نبحث عن وضع اكراد سورية وهو ليس ملزما بموقفنا ولست ملزما بموقفه تجاه قضايا المنطقة وهو كرئيس دولة له موقع اخر في هذا الموضوع.
بالنسبة لموضوع السيد حسن نصر الله وموقفنا منه نقول وبصراحة هذا هو موقف جبهة الخلاص الوطني في سورية:نحن مع القوى الديمقراطية في لبنان،ونعتقد بانهم حلفائنا في المصير المشترك.
–ماذا تقصد بالقوى الديمقراطية في لبنان هل هي قوى 14 اذار؟
-تماما.هناك مصالح مشتركة بيننا وهم متضررون من وصاية النظام السوري وضغوطه،ونحن نناضل من اجل تغيير هذا النظام وكتحصيل حاصل ان نكون حلفاء طبيعيين،وهذا لا يعني اننا طرفا ضد الاطراف الاخرى،لست هنا في هذا المجال،نحترم جميع القيادات اللبنانية ونضالاتها ومواقفها السابقة واللاحقة ولسنا طرفا في الصراعات اللبنانية.
فيما يخص الوضع الكوردي بشكل عام،في الحقيقة هي قضية وازمة نحن أو الجميع مسؤولون تجاه ايجاد حل لهذه القضية في عموم المنطقة وليس سورية والعراق فقط بل ايضا في تركيا وايران ،وحل هذه القضية سيساعد على تأمين الاستقرار والتفاهم بين الشعوب ونحن لنا رسالة واضحة في هذا الموضوع وهو التعايش والحوار والتفاهم والتوافق،لانريد حل قضيتنا بالاسلوب العنفي أو بواسطة السلاح والقتال،بل نريد الحوار والتفاهم وان نتفق على الحد الادنى من القضايا الوطنية التي تهمنا جميعا ومشروعنا واضح في المنطقة كلها. كلنا نعلم حينما تشكلت الدول بعد الحرب العالمية الثانية وبعد سايكس-بيكو بالتحديد تعرض الكورد للظلم كالفلسطيين وغيرهم من الشعوب الاخرى.ونحن الآن بصدد ان نعيد النظر في كل هذه المسائل التي خلقت لنا مشاكل وازمات وصراعات جانبية،فلماذا التقاتل،لماذا لا نتفاهم؟ برنامجنا واضح في هذا المجال ونأمل من اخوتنا واصدقائنا العرب ان يتفهموا قضيتنا كما نحن نتفهم قضيتهم،نحن مع القضايا العربية وقضية فلسطين ولنا تاريخ في هذا الصدد ونؤيد جميع القضايا المصيرية للعرب ولا نريد في سورية والعراق الانفصال عن العرب بل نريد التفاهم والتعاون والتعايش.
بناء على ما سبق اعتقد ان ما يطرح بين الحين والاخر ليس صوابا.خاصة الموضوع الاسرائيلي،يعني هذه اصبحت اسطوانة مملة الى اقصى الحدود في الوقت الرهن،ولا توجد هناك دولة كوردية حتى تنشأ علاقلات دبلوماسية مع دولة اخرى مثل دولة اسرائيل!اما ما يقال ويتردد عن وجود علاقات سرية فاين هو اثر هذه العلاقات؟وانا هنا انادي جميع الدول العربية لماذا لا يعملون على افتتاح قنصليات وانشاء مراكز ثقافية لهم في اربيل عاصمة اقليم كوردستان العراق؟من جهتنا قمنا بتأسيس جمعية الصداقة الكوردية-العربية بأربيل بالمقابل لم نجد سوى الفلسطينين الذين قاموا بانشاء جمعية صداقة،نحن نعمل جاهدين من اجل ان يبادر الاخرون بانشاء جمعيات صداقة ولكن عبثا…!
لذلك اطالب هؤلاء الذين يشككون دوما باحكام مسبقة بالموقف الكوردي ان يضيئوا الشموع بدلا من ان يلعنوا الظلام وان يبنوا بعض الجسور بين الشعبين العربي والكوردي وبدون ذلك سيكون الحوار المنشود بعيد المنال.
-تقول اذا كانت الدولة العربية تريد ان تقيم علاقات مع الاكراد وانتم تريدون الحل هل تريدون الحل في اطار الدولة العربية القائمة،يعني كحل فيدرالي مثلا ام داخل اطار الدولة كجزء من الدولة،ما هي الصورة التي ترسمونها الان لمستقبل الاكراد السياسي خلال هذه الفترة؟
-بالنسبة للشعب الكوردي في سورية طبعا هو شعب له جميع المقومات والسمات القومية المميزة كأي شعب اخر ويحق له تبعا لذلك ان يقرر مصيره ومستقبله بنفسه ولكن الان بالنسبة للحركة السياسية الكوردية في سورية بمختلف تياراتها لا تخرج عن اطار حل المسألة ديمقراطيا في اطار سورية موحدة.
هناك العديد من الاراء والمواقف والاجتهادات لكن الجميع متفقون على حل المسألة القومية الكوردية في سورية في اطار سورية ديمقراطية وطنية تعددية موحدة هذا مؤكد وتثبته كافة برامج احزاب وفصائل الحركة الكوردية الواضحة بهذا الخصوص حتى ان النظام لم يستطع يوما من الايام ان يتهم كورديا واحدا بالانفصالية حتى الان.هناك دوما اعتقالات في محاكم امن الدولة وفي المحاكم العسكرية ولم يتعرض اي كوردي لتهمة الانفصالي أو اقامة دولة كوردية لانه لا يوجد ثمة مستمسكات أو وثائق تثبت مثل هذه التهمة.
-ماذا تقصدون بالتعددية لان كلمة التعددية قد تكون منطقية لابعد الحدود أو ضبابية في الوقت ذاته وغير واضحة المعالم؟
-صحيح،اعتقد ان هذه المسألة ستحدد عن طريق استفتاء الشعب الكوردي بشكل ديمقراطي وماذا تريد الاغلبية؟وحتى الان لم يجري اي استفتاء وليس هناك وضع ديمقراطي في سورية حتى تجرى مثل هذه الاستفتاءات للاكراد أو غيرهم.وفي اعتقادي انه يجب ان نعود الى الشعب كيف سيقرر مصيره بشكل ديمقراطي فليتفضل بما هو المطلوب اعتقد انني لست مخولا لان احدد ما يطلبه 3 ملايين كوردي في سورية!
-سيد صلاح، تصور لنا الامر وكأن كل ما حدث للكورد قادم من الخارج وكأني بك تعفي الكورد من مسؤولية كبيرة ولا بد عند التحدث عن الكورد ان نتحدث عن المراوحة في المكان ووجود انقسامات في الرؤىوفي الخطاب السياسي لماذا لا تحمل الاخطاء والمشاكل للكورد؟
-لاشك ان الحركة السياسية الكوردية والحركة القومية الكوردية في مختلف اجزاء كوردستان قد تعرضت الى اخطاء وكبوات حتى ان بعض الفصائل والتيارات انحرفت عن الخط السليم، لدينا بعض الوثائق ونقوم بالمراجعات ونمارس النقد الذاتي ونعقد مؤتمرات في حركتنا القومية وكل هذه الامور مطروحة ولكن شعب مضطهد ارادته مسلوبة والانظمة الحاكمة تحكم بالامن والمخابرات وبالعنف والضغط والسجون والاحكام العرفية فما الذي يمكن ان يفعله الاكراد في هذه الظروف وتجاه واقع مرير كهذا!!
-مرة اخرى نعود الى موضوع العلاقات الكوردية مع اسرائيل حيث سمعنا مؤخرا عدة اتهامات ماذا ترد على هذه الاتهامات؟
-يحق لكل شخص ان يعبر عن رأيه ولكن البعض يريد تغيير الموضوع مع الاسف.بالنسبة للشخص الذي هاجم اكراد العراق اذا كان قوميا فهو مخطأ لان ما حصل في كوردستان العراق يعتبر مفخرة لجميع اكراد العالم لانهم حصلوا عليه بنضالاتهم وهم يكافحون منذ اكثر من قرن من الزمن وقدموا الاف الضحايا من اجل ان يحصلوا على الفدرالية وان يحققوا الاستقرار في اقليم كوردستان وان يستمروا في البناء الاقتصادي والثقافي وان يطرحوا دستورا حضاريا بالنسبة للقوميات الاخرى المتعايشة في كوردستان مثل الكلدان والتركمان و الارمن والاشوريين و العرب.انها مفخرة بالنسبة لاكراد العالم جميعا.
ان حل المسألة الكوردية في كوردستان العراق على اساس الفدرالية تعتبر تجربة يعتز بها وهي يمكن ان تكون نموذجا لانها تجربة سلمية اي انها اي الفدرالية تحققت عن طريق التوافق بين الكورد و العرب في العراق وهذا امر هام جدا واستراتيجي،اذا نحن نعتبر كوردستان العراق مركزا قوميا لجميع الاكراد في العالم وموضع فخر لنا جميعا وليس صحيحا ان هناك عداء لاكراد سورية وما شابه ذلك هناك العشرات من الطلبة الاكراد من سورية وتركيا وايران يدرسون في جامعات الاقليم بدهوك والسليمانية والعاصمة اربيل.يجب القول،ان الشعب الكوردي معروف عنه تعاطفه الكبير مع الشعب الفلسطيني ونضاله المتواصل وعندما حوصر الاخ الراحل ياسر عرفات برام الله قامت جمعية الصداقة الكوردية-العربية هنا باربيل باعداد مؤتمر تضامني برعاية السيد الرئيس مسعود البارزاني وقد شارك فيه جميع الاطياف السياسية الكوردية في كوردستان واعلنا تضامننا مع الشعب الفلسطيني ومع السيد المرحوم ياسر عرفات وايضا الان العلاقات الكوردية-الفلسطينية ما زالت قائمة ومستمرة وهي علاقات صداقة ونحن كشعب يناضل من اجل حق تقرير مصيره ومن اجل الحرية،اعتقد هناك قضايا تاريخية تجمعنا منذ 800 عام مع الشعب الفلسطيني الصديق ونحن نتعاطف مع قضيته ولن نكون حجر عثرة امام نضاله ولن نكون اصدقاء لاعدائه في يوم من الايام!
-سؤالنا الاخير يتعلق بحديثكم عن المركز في كوردستان العراق فلا بد ان نخوض في قضية الاطراف وبالتالي كيف تنظر الى امكانية تلاقي المركز والاطراف في المستقبل القريب والبعيد على حد سواء في ظل المتغيرات
الدولية وتطورات المعادلات الدولية؟
-كوردستان العراق تشكل مركزا قوميا للاكراد بشكل معنوي ولكن لكل جزء من اجزاء كوردستان الاربعة وضع خاص وله احزاب وتنظيمات وقيادات مستقلة بينما على سبيل المثال كانت تجربة البعث مختلفة اذ كان له قيادة قومية،وليس لدى الكورد مثل هذه التجربة فكل جزء كما سبق ونوهت له وضعه الخاص به،وله سياسته الخاصة ولكن ومن دون شك هناك روابط وعلاقات قومية مشروعة خاصة لاننا نعتبر تجربة كوردستان العراق السلمية الديموقراطية يجب الاستفادة منها وهذا الحل المثالي للقضية الكوردية في العراق بجب ان تنعكس ايجابا على اكراد الاجزاء الاخرى من كوردستان خاصة لانها اندمجت في العراق بقضية التغيير الديموقراطي والعملية السلمية والخلاص من نير الدكتاتورية،فاذا اردنا تفاعلا في هذه المجالات سيكون ذلك لمصلحة الجميع وبخاصة لمصلحة الشعوب التركية والايرانية العربية.
-السيد صلاح بدر الدين شكرا لكم
*ملاحظة:لقد تم التغاضي عن المداخلات والمشاركات عبر الهاتف بسبب طولها وابتعادها عن الموضوع الرئيس للحوار وتكرارها،لكنها لم تهمل من قبل الاستاذ صلاح بدرالدين فأجاب عن اسئلة المتصلين وهذا الامر واضح في صيغة الاجوبة.
الرئيسية » مقالات » في حوار-الجزيرة مباشر-السيد صلاح بدرالدين- نحن نعتبر كوردستان العراق مركزا قوميا لجميع الاكراد في العالم