الرئيسية » مقالات » مهاباد،آمد: أوتوستراد الدم الكردي

مهاباد،آمد: أوتوستراد الدم الكردي

الحوار المتمدن – العدد: 1510 – 2006 / 4 / 4

.جاءت انتفاضة أهلنا في آمد ( شمالي كردستان) والتي اندلعت عقب إبادة 14عنصراً ، من قوات حماية الشعب الكردي ، عبر الأسلحة الكيماوية ، كما أكدت ذلك الأخبار الواردة من هناك، وقيام ذويهم بتشييع جنازاتهم ، مما حدا بالقتلة أن يعيدوا الكرّة ، ويقوموا بإطلاق النار على مشيعي جنازات هؤلاء الشهداء، شهداء إحدى أعدل القضايا في العالم ، طرّاً، وهي قضية الشعب الكردي الذي يعيش فوق ترابه، أباً عن جد ،هذا التراب، الذي مزقته الحدود الوهمية، والجغرافيا المصطنعة، وحولته إلى أشلاءءمتناهية ، في خرائط المكان الطارئة !
ولعلّ من أول الدروس التي يمكن تأكيدها ، أن كل المزاعم حول تبديل الرقطاء الطورانية ثيابها الدموية ،في محاولة لإرتداء الزيّ الأوربي ، والنهل من مياه السين والدانوب، وتداول اليورو ربما حلماً بان تدمغ هذه القطعة الورقية ، بصورة قائدها، أو تجد لها مكاناً- في أقل تقدير- في أولى طباعة مالية مقبلة، وهي تتخلص من أزماتها ،عادةً ، وتدخل الفردوس الأوربي الذي تتوحم من أجله ، و كانت هي نفسها –أيّ الطورانية – من أسباب إرجاء هذا الفردوس، طويلاً، قبل أن يأخذ شكله الحالي ، كما أن ثاني الدروس التي يمكن أخذها ، هي أن طغم الاستبداد التي تحكم منطقة –كردستان- لا تتورع عن مواجهة الكرد ،بأداةٍ واحدة، ونمط همجي واحد، فما أشبه مقتل شاب – قامشلو-مهاباد-وآمد ، بينما قتلة كلّ هؤلاء لا يتورعون البتّة عن تشدقهم بكل مواثيق العالم، وحقوق الإنسان، والعهود الدولية، عندما يتعلق الأمر بتقليص سطوة أحدها- غير الشرعية- أو حتى الإشارة إلى ذلك…..!
حقيقةً ، إني أحد الشعراء الذين كتبوا عن مصرع الشهيد الفلسطيني الطفل محمد الدرّة، وقد هزّني استشهاده بين يدي أبيه، ولعلي وجدت الصورة تتكرّركرديّاً، وعلى نحوٍ أدهى وأمرّ، وسأبين لماذا : أدهى ..أمر ..؟!
في آمد ، إزاء استشهاد الطفل الكردي ذي ثلاث السنوات ، عبر لقطة أكثر إيلاماً ، وهو فوق سطح منزله ،يتفرّج على آلة القمع ، بحق اعتصام سلمي كردي ، كي يسقط أرضاً كعصفور بريء….!
لعلي أحد هؤلاء الذين يصابون بألم جمّ، لا يمكن تجاوزه بسهولة، إزاء اعتداء ظالم على مظلوم، ، أو زهق روح أيّ طفلٍ بري ء ،عربيّاً كان ، أم يهودياً ، أم إفريقياً، أم من أية جنسية في العالم، وسيكون بكل تأكيد من حقي ، أن أسأل ، وبأعلى صوتي: أي ضمير عربي ، وإسلامي، الذي راح يتفرج على -لقطة استشهاد هذا الطفل الكردي- دون أن يدعو إلى التحرك ، إزاء الطغيان ، على أي فرد ، أو شعب مستضعفين ، ومن هنا تحديداً ، إن مرارة الأسى الكردي ، حقاً ، هي أدهى ، وأمرّ ،لأن العالم برمته ، يكاد يتعامى عن رؤية جراحاته ، ويتصامم عن صدى أنينه، بل ويطالب به على الدوام ، أن يكون أكثر تأدباً ، إزاء تقديم وليمته، وروحه ، على الآخرين ،لاسيما أن واحداً مثل يقول : اقتلوا كل من تجدوه في الطريق : شيوخاً نساء أطفالاً، لا تتركوا طفلاً….إلا واقتلوه..!.
إن أكثر ما دعاني ، أن اخرج عن طوري ، أني التقيت مكالمة من أحد ذويّ ، في نصيبين- وأنا ابن قامشلو- على الطرف الآخر المقابل ، من الخط الوهمي المصطنع،أثناء تضامنها السلمي مع شقيقتها آمد ، راح يشرح لي كيف أن العسكر،بات يقتحم محال وبيوت الكرد، وكيف أنهم يطلقون الرصاص الحيّ على المتظاهرين الكرد ،بينما راحت إحدى الفضائيات العربية- من خلال عبارات جدّ سريعة،تقول : إن الإضطرابات الكردية ، أدت إلى أن تلاقي مواطنة تركية مصرعها، دهسا ً بسيارة عابرة ، بعد نزولها من أخرى، هلعاً ، من ممارسات المتظاهرين.
عموماً ، أعرف أن هناك مؤامرة إقليمية في منطقة الشرق الأوسط على الكرد ، من قبل هؤلاء المتضرّرين إلى عودة الكردي إلى تهجئة المكان- وهو فارس الشرق- كما يقول الأرمني أبو فيان،و أعرف أن مصائب كثيرة منصوبة ، تتحيّن الكرديّ ، حالمةً ،أن تدفعه روحه، ثمناً لكسره قمقم الصمت ، بيد أنّ الكرد –بصراحة- لا بد أن يكونوا، مع أشقائهم ، شركاء المكان، من أدوات التغيير الفاعلة، في المنطقة ،و ضد كل أشكال الاستبداد ، وهو يسهم مع سواه ، من عشاق الحرية ، لرسم فيء الحلم …. والحرية ، دون أن يبخس أحدٌ حق سواه ، كما هو قائمٌ الآن في أربعة أرجاء المكان…………..!