الرئيسية » بيستون » مبادرة للتضامن مع الكورد الفيليــة

مبادرة للتضامن مع الكورد الفيليــة

الكورد الفيلية : الشرف الذي ينتظر اليد الشجاعة لترفع عنه اغبرة المحنة وترفعه لافتة تتصدر المآساة العراقيــــــة وهم الكتف التي يتكي عليها العراق … وكذلك المرآة التي ترى عليها اطياف الشعب العراقي وضوح صورتها وبهاء طلعتها وتلاحم وحدتها … وهم كذلك ــ مع الأسف ــ القضية التي قفلت عليها الأبواب ووضعت فاجعتها في الحجـــر الأنفرادي .

فهم الكوردي المعذب والمهجر والمعرب والمقتول على ارض كوردستان … وهم ابن الجنوب والوسط العراقي بأغلبيته الشيعية واقلياته المتعددة ’ المهان المقموع المضطهد الوارث للعبودية والموت بكل بشاعاته … وهو الشيوعي والوطني والتقدمي المطارد والمعتقل والشهيد من اجل البؤساء والمضلومين من فقراء المجتمع العراقي … وهو المعاناة المضاعفة للتركماني والكلدواشوري والأيزيدي والصابئي المندائي … وهو المتسامح الباحث في زوايا المثلث الغربي عن الطيب والوطني وعلى من يستحق المغفرة على الأقل … هو الراية البيضاء التي يتجمع فيها الوان الطيف العراقي الجميل … انه المرآة ــ كما قلت ــ التي يجب اصلاحها ومصالحتها ورفع غبار ازمنة القتل والتهجير وبشاعة الأجتثاث عن وجهها .. وهو العراق مجروحاً نازفاً مهجراً .

شجاعة فائقة ان تتحدى لجنة التنسيق للجالية العراقية في المانيا مستقلة جحافل وجنرالات الوصاية والأحتواء والتهميش والسطو اخيراً’ وتتجراء للمساهمة في رفع الراية الوطنية للكورد الفيلية حتى ولو بحدود عافيتها المتواضعة.

اي لون ستكتسب راية الحق الفيلــي التي سترفعها لجنة التنسيق للجالية العراقية في المانيا في يوم 16 / 12 / 2006 يوم التضامن في برلين .

ــ سوداء بلون محنتهم ومآساتهم وحزنهم الموروث .

ــ حمراء بلون تاريحهم النضالي ونزيف دمائهم وارواحهم من اجل عيون الشعب والوطن … ؟

ــ بيضاء بلون وطنيتهم وطويتهم وتسامحهم وبصمات مودتهم وانسانيتهم التي تركوها ذكريات مشرقة في قلب الذاكرة العراقية .

ــ ام انها تجمع كل الوان الطيف العراقي مبتسماً عليها حلم العراقيين وآمالهم وفجر مستقبلهم والروح الصادقة للوحدة والتوحد لأبناء العراق .

يكفي ان لجنة التنسيق مقتنعة ’ بأن الراية التي سترفعها ’ هي راية قضية الكورد الفيلية وعلى اكتافها القضية العراقية مبتسمة .

لجنة التنسيق التي انبثقت عن الأجتماع التشاوري الموسع لأبناء الجالية العراقية على عموم المانيا بتاريخ 27 / 09 / 2006 في برلين ’ خلعت عن بصيرتها رمــد الأستقطابات والتمترس والوصاية ’ وكحلت رؤياها بهموم الوطـــــن وقضايا الشعب عبر الأستقلالية الواعية والمبادرات الحرة وجعلت يوم التضامن مع الكرد الفيلية باكورة نشاطهـــــا وعملها المستقل من اجل الوطن والأنسان دون وسيط او ممثل او استشارة او توجيهات مفروضة’ ومن المنطلق الوطني الأنساني ذاته ارتاءت ان ترفع راية قضية ومعاناة ومآساة الكرد الفيلية وتدافع عن حقوقهم المشروعة ’ خاصة بعد ان تجاوزها غير المنصفين .

قضية الكرد الفيلية لا يمكن حصرها على الأطلاق داخل الزوايا الضيقة لمتاريس المكاسب الطائفية والقومية والحزبية ’ انها جزاءً من كارثة ومحنة وقضية مشتركة لجميع ابناء العراق ’ لهذا وجدت لجنة التنسيق ومعها الكثير من المعنيين في برلين وعموم المدن الألمانية والخارج ان من واجبهم الوطني والأنساني ان يتبنوا ويدافعوا بقوة وعلى جميع الأصعدة وبأقصى الطاقات المتوفرة عن قضية ابناء وطننا واهلنا الكرد الفيلية .

على القوى الآخرى , احزاب ومنظمات وشخصيات وطنية مستقلة ان يتجردوا من مظاهر الأنانية وضيق الأفق والكســـب الفئوي ’ وترتفع الى مستوى الواجب الوطني ’ وتدعم جميع المبادرات والنشاطات المستقلة ما دامت الأقرب الى هم الوطن ومصالح الناس ’ وتقف الآن بالتحديد الى جانب مبادرة لجنة التنسيق للجالية العراقية في المانيا وتقدم كل اشكال المشاركة والدعم من اجل اغناء وانجاح تلك المبادرة المشتركة للتضامن مع قضية الكرد الفيلية وغيرها من النشاطات والمبادرات المستقلة القادمة .

هنا اوجه ندائي ورجائي الحار الى احبائنا واخوتنا في العراق ابناء شريحة الكرد الفيلية الباسلة ’ ان يخرجوا من عنق الأتكالية واستجداء الآخرين’ وان تكون قبضتهم في مقدمة من يمسك ويرفع راية قضيتهم العادلة ’ ويتجنبوا الأنتظار السلبي لما يقدمه الأخرين ’ خاصة من الذين تجاهلوها وتجاوزوها ولم يلتفتوا اليها ’ فمحنتهم ومصيبتهم هي مآساة عراقية مشتركة ولا يمكن اختزالها ومعالجتها طائفياً وقومياً وحزبياً وفئوياً بعيداً عن الهم العراقي المشترك ’ انها محنة العراق وجرح العراق وقضية جميع الشرفاء من ابناء العراق ’ وعليهم ان يحصدوها امناً واستقراراً وازدهاراً ضمن الحصاد المشترك لأبناء العراق .

مع العراقيين وبالأرادة الوطنية المشتركة يسترجع الكرد الفيلية حقوقهم المغتصبة ويحاكموا وينزلوا القصاص بمن جرحهم وقتل بناتهم وابنائهم ونهب ممتلكاتهم وهجرهم واجتثهم من وطن هم الأحق به من الدخلاء … كذلك عليهم ان يرفضوا ذلك التجاهل والأهمال المخيف لقضيتهم ويحملوا المسؤولية كاملة لمن يتعمد ان يكون سبباً لذلك .. ولأن جرحهم عراقي وقضيتهم عراقية ’ عليهم ان يندمجوا في نضالهم مع جميع ابناء وطنهم بعد ان ينسجموا مع ذاتهم ويتحدوا مع بعضهم ويتماسكوا ويحتضنوا قضيتهم وسينتصرون لأن العراق معهم .

28 / 11 / 2006