تطرقت الى الواقع الإسرائيلي و أمنه القومي في القسم الثامن من هذه السلسلة من المقالات التي تتناول تشخيص و تحليل التحديات التي يواجهها الشعب الكوردستاني و الخيارات المتاحة أمامه للتغلب على هذه التحديات و لمواصلة مسيرته لتحقيق أهدافه في حياة حرة مرفهة. قبل الخوض في التحدث عن العوامل التي ترسم السياسة الإسرائيلية تجاه القضية الكوردستانية و موقع شعب كوردستان في المعادلة الإسرائيلية و المشاكل و الهموم المشتركة بين الشعب الكوردستاني و الإسرائيلي والمصالح التي تربطهما، لابد من إلقاء الضوء على الواقع الكوردستاني للتمكن من إعطاء صورة متكاملة و واضحة للظروف الذاتية و الموضوعية التي يمر بها شعب كوردستان، و التي تساعد كثيراً في المقارنة بين واقع كل من كوردستان و إسرائيل و تشخيص القواسم المشتركة بينهما و المصالح التي تجمعهما.
كورستان بلد مجزأ و محتل من قبل أربع دول. حكومات الدول المحتلة لكوردستان حكومات عنصرية بدائية متخلفة، تنكر الحقوق المشروعة للشعب الكوردستاني و تعمل جاهداً على صهره و إبادته و إستعباده و نهب خيرات بلده. حكومات تختلف فيما بينها و تعادي بعضها البعض، إلا أنها تلتقي في نقطة واحدة وهي التنسيق و التعاون فيما بينها للإبقاء على إحتلال و تقاسم كوردستان و قهر شعب كوردستان و حرمانه من أبسط الحقوق الإنسانية. بالرغم من أن العالم يعيش في القرن الحادي و العشرين، قرن النظام العالمي الجديد و ثورة الإتصالات و المعلومات و الديمقراطية، الا أن محتلي كوردستان لازالوا يعيشون في العهود المظلمة و عقلياتهم المتحجرة عاجزة عن فهم النظام العالمي الجديد و التفاعل معه، لذلك فأن لغة هذه الأنظمة العنصرية لا تعرف غير القتل و النهب و القوة و الإرهاب. إنها غارقة في أوهامها و تعيش خارج التأريخ، حيث لازالت تعيش في زمن الحرب الباردة و لا تستطيع إستيعاب المتغيرات العالمية و الإقليمية الحاصلة حولها و التي ستدخل بيوتها و معاقلها و توقظهم من سباتهم العميق. هكذا يعيش شعب كوردستان تحت حكم هذه الأنظمة المتوحشة التي تحكمه بالحديد و النار و تتعاون فيما بينها لإخماد الثورات و الإنتفاضات الجماهيرية في الأقاليم الكوردستانية و تقع كوردستان بين هذه الدول و لا منفذ لها للإتصال الخارجي.
الكورد يفتقد الى خطاب سياسي موحد يحدد أهدافهم و إستراتيجيتهم و وسائل تحقيق هذه الأهداف. إنني أرى أن الكورد يرتكبون خطأ تأريخياً لا يُغتفر إذا قاموا بتجزئة القضية الكوردستانية و رفع شعارات مختلفة، من قبل الأحزاب أو الأقاليم الكوردستانية. بعيداً عن المجاملات التي لا يمكن ربط مصير شعب مسحوق ، مثل شعب كوردستان بها، أنه من المستحيل على الكورد أن تبقى كوردستانهم مقسمة و أن يعيشوا مع شعوب هذه الدول مجزئين في العراق و تركيا و إيران و سوريا لأسباب تأريخية و جغرافية و ثقافية، سبق لي أن تحدثت عنها بالتفصيل في بعض من مقالاتي السابقة، لذلك لا أرى حاجة للتطرق لهذه الأسباب هنا. على الكورد أن يرفعوا شعار الإستقلال و توحيد كوردستان و وضع هدف واضح أمام شعب كوردستان ليرسم إستراتيجيته و تكتيكاته المرحلية على أساسه و ليتهيأ ليكون بمستوى المسئولية التي يتطلبها إستقلال كوردستان و تحرره. هنا أحب أن أشير بأن الكثير من الكتاب و الصحفيين الكورد و غير الكورد يستعملون مصطلح (الإنفصال) بدلاً من (الإستقلال). الإنفصال يُستعمل، مثلاً عندما ينفصل الزوجان عن بعضهما أو ينفصل الشركاء في شركة معينة، لأنه في هذين المثلين، فأن الزوجين إختارا بمحض إرادتهما الإقتران بالبعض و العيش معاً، وفي حالة الشركة، فالشركاء متفقون منذ البداية طوعاً على تأسيس تلك الشركة و أن الشركاء في المثالين المذكورين لهم حقوق و واجبات متساوية . بعد أن يكتشف الشركاء، أنهم لا يستطيعون الإستمرار في شراكتهم، فأنهم ينفصلون عن بعضهم البعض. في حالة كوردستان، تم تقسيمها على ضوء إتفاقية سايكس- بيكو، دون أخذ رأي شعب كوردستان و بعد ضمها، لم يكن الكورد مواطنين متساوين للعرب أو الفرس أو الترك، و إنما عوملوا كمواطنين من الدرجة الثانية و عاملتهم الشعوب العربية و الفارسية و التركية في هذه الدول كمحتلين و ليس كشركاء. إذن علينا أن نُجيد إستخدام هذين المصطلحين و لا نخلط بينهما في الإستعمال. لنعود الى موضوع هذه الفقرة لأؤكد على ضرورة توحيد الخطاب الكوردي و الهدف الكوردستاني و خاصة من قبل الكتاب و المثقفين الكوردستانيين المؤمنين بوحدة كوردستان و وحدة شعبها. كما يجب التواصل السياسي و الثقافي و الإجتماعي بين الكوردستانيين في الأقاليم الكوردستانية لتقوية صلاتهم و علاقاتهم و التقريب بين لهجاتهم و عاداتهم و تقاليدهم التي قد يختلفون فيها بسبب الفراق الجغرافي و السياسي و الإجتماعي الذي فرضه واقع التجزئة.
المجتمع الكوردستاني لا زال مجتمعاً زراعياً متأخراً، حيث جعل المحتلون من كورستان ساحة للمعارك و الحروب و القتل و الدمار و زرعوها بالمعسكرات و المعتقلات و السجون، بدلاً من بناء المدارس و المستشفيات و المصانع و المعامل و تحديث البلاد. الحكومات العنصرية فرضت على الشعب الكوردستاني حصاراً إعلامياً و ثقافياً و خبرياً و إقتصادياً و عزلته عن العالم الخارجي. إضطر المواطن الكوردستاني الى الإنشغال بالدفاع عن وجوده و هويته و بلده و العمل على إنقاذ نفسه من الملاحقات و السجون و أعواد المشانق و بتدبير قوته اليومي، لنفسه و لأسرته، مكافحاً من أجل ديمومة حياته، بدلاً من التفرغ للتعليم و البناء و تطوير كفاءاته و الإستزادة من العلم. هكذا فرضت الأنظمة المحتلة الجهل و المرض و الفقر على شعب كوردستان و منعته من التطور الطبيعي لمجتمعه و الإنفتاح الفكري و الثقافي على العالم المتقدم و التحول من مجتمع زراعي عشائري الى مجتمع صناعي متمدن. يحتاج شعب كوردستان الى إستراتيجية مبرمجة و حكيمة لرفع مستواه الفكري و الثقافي و العلمي و الإجتماعي و السياسي ليكون مؤهلاً للعمل على المساهمة في بناء بلده و دمقرطة مجتمعه و قبول الآخر و اللحاق بركب الحضارة الإنسانية القائمة في الدول المتقدمة. من حُسن حظ الكورد، بل البشرية جمعاء، أن العالم يشهد في الوقت الحاضر ثورة كبرى في مجال المعلومات و الإتصالات التي عملت على تواصل المجتمع الكوردستاني مع التطورات و الأحداث العالمية و التي ستساعد المواطن الكوردستاني، بدون شك على التسريع من وتيرة تطوره و إختزال الزمن الذي يحتاجه لتحقيق هذا الهدف. كما أن النظام العالمي الجديد و التطورات العالمية و الإقليمية دبّت الحياة في المجتمع الكوردستاني و بدأت المشاريع التنموية تنتشر في كوردستان و الشركات الأجنبية تتوجه شطر كوردستان وتزيد من إستثماراتها هناك، و التي بدورها تُعجّل من تحول المجتمع الكوردستاني الى مجتمع متطور. عامل إيجابي آخر يساهم في الإسراع في وتيرة التحول المجتمعي في كوردستان، هو وجود حوالي مليونين كوردستاني في البلدان الغربية، حيث إضطروا الى الهجرة الى تلك البلدان و الإستقرار هناك. هذا العدد الكبير من المغتربين الكوردستانيين سيلعبون دوراً مهماً في المساهمة في تغيير المجتمع الكوردستاني و تطويره سواء عن طريق عودتهم الى البلاد أو بزياراتهم المتكررة لها أو من خلال إتصالاتهم المستمرة مع الداخل الكوردستاني. إن هؤلاء المغتربين يشكلون ثروة هائلة، كشريحة واعية و خبيرة، عاصروا و عايشوا المجتمعات الغربية المتقدمة و أنظمتها الديقراطية، و تعرفوا على تركيبة أنظمتها و آلياتها، بالإضافة الى حصول الكثيرين منهم على شهادات راقية من جامعاتها، في مختلف صنوف المعرفة و إكتسبوا خبرة عالية خلال عملهم في هذه الدول و يتقنون لغات عديدة، مما تؤهلهم في لعب دور كبير في دمقرطة المجتمع الكوردستاني و بناء مؤسساته المدنية و الإسهام في بناء البلاد. لذلك فأن رعاية هؤلاء المغتربين و تقديم المحفزات لهم للعودة الى كوردستان و الإستقرار فيها من جديد، ستعيد التجربة الإسرائيلية التي لعب المهاجرون الغربيون الدور الرئيسي في تأسيس دولة إسرائيل و إيصالها الى هذا المستوى الراقي من التطور و التقدم في مختلف مجالات الحياة.
مشكلة أخرى تُلقي بظلالها على الواقع الكوردستاني و يعاني منها شعب كوردستان بسبب الظروف الإستثنائية التي عاشها المجتمع الكوردستاني ولا زال يعيشها، بإستثناء إقليم الجنوب الذي تحرر من قبضة الحكم البعثي منذ سنة 1991. نتيجة الحروب الهمجية للحكومات المحتلة لكوردستان و الإعتقالات و السجون و الإعددامات و الإرهاب و الإستبداد و القمع و الأنفال و عمليات التهجير و التعريب و التتريك و التفريس التي يتعرض لها شعب كوردستان، تعرضت الحالة الإجتماعية و النفسية للمجتمع الكوردستاني الى تدمير و تخريب شديدين و الى إختلال توازنها. بسبب الحروب و الإعدامات و عمليات الأنفال، فقد مئات الآلاف من الذكور حياتهم، تاركين وراءهم عائلاتهم تواجه قدرها بنفسها، تفتقد الى من يعيلها و يرعاها، و المشلكة تتفاقم أكثر في مجتمع زراعي ذكوري كالمجتمع الكوردستاني الذي فيه الرجل من يقوم بتحمل مسئولية الأسرة المعيشية لوحده، حيث أن غالبية النساء يقبعن في بيوتهن كربّات بيوت، دون المساهمة في العمل و الإنتاج الى جانب الرجل نتيجة الثقافة الإجتماعية السائدة في كوردستان. هذه المشكلة خلقت مشاكل و أمراض إجتماعية و نفسية خطيرة في المجتمع الكوردستاني و أفرزت أجيالاً تعاني من الكثير من الأمراض النفسية نتيجة تربيتها في بيئة قلقة غير مستقرة و تفتقد الى الضمان الإجتماعي و المعيشي و الصحي و بعيدة عن رعاية و حب الأبوة. هذه الأجيال الكوردستانية أنضجتها الظروف المادية من عوز و فقر و التي دفعتها الى ساحات العمل وهي في مرحلة طفولتها، لتعيل أسرتها و تناضل من أجل البقاء. كما أن عمليات التهجير و إجبار الكوردستانيين على العيش في مجمعات سكنية قسرية لا يتوفر فيها أبسط مقومات الحياة و التي أجبرت المواطنين على ترك أعمالهم و حقولهم، خلقت هي الأخرى مشاكل إجتماعية و نفسية و إقتصادية كبيرة، حيث أن هذه الإجراءات العنصرية خربت الإقتصاد الكوردستاني و حرمت كوردستان من طاقاتها البشرية و منعت هؤلاء المواطنين من الإستمرار في مواصلة تعليمهم و دراساتهم، و أصبحوا مجبرين على العيش في بيئة شاذة، مؤدية الى إفراز كثير من الأمراض الإجتماعية و النفسية، مثل السرقة و التسول و القلق و الكآبة و اليأس و عمليات الإنتحار. تعرض كوردستان لقصف الطائرات و المدفعية و مداهمات الإعتقال و الإرهاب الحكومي، كلها أدى الى خلق أجيال مريضة، تعاني من القلق و الرعب و تشعر بعدم الإستقرار و الأمان. هذه المشاكل الإجتماعية و النفسية تحتاج الى دراسات علمية لتقييم مستواها و أضرارها و من ثم العمل على توفير أجواء ملائمة للتخفيف من وطأتها و إتباع الوسائل العلاجية لمساعدة المواطنين في محنتهم.
إحتلال كوردستان من قبل حكومات و مجتمعات عنصرية بدائية متخلفة، نتج عنه محاولات لإلغاء هوية و تأريخ و شخصية و لغة الشعب الكوردي. المحتلون أخذوا يحاولون طمس الهوية و الشخصية الكوردية و سحقها و تعريب و تتريك و تفريس الكورد و فرض ثقافاتهم و مفاهيمهم و أفكارهم على الشعب الكوردستاني. حجب الحكومات العنصرية التأريخ الكوردي عن الكورد و بات الكثير من الكورد يجهلون تأريخهم، بينما تتحدث كتبهم و أبواق دعاياتهم و أكاذيبهم عن تأريخهم الكاذب الذي كله إنتصارات و إنجازات و حسنات و بطولات و أمجاد وأعمال إنسانية لا نرى أثراً لها الا في المخيلة المريضة لهؤلاء العنصريين. يقومون بحرمان الإنسان الكوردي من تعلم لغته الجميلة، التي هي أصل اللغات كلها، بشهادة الباحثين اللغويين العالميين، حيث أن كوردستان هي مهد الحضارة الإنسانية الثانية، و منها إنتقلت اللغة و الأرقام، جغرافياً و زمنياً الى بقاع العالم. لو نقوم بدراسة أسماء الأرقام الكوردية و مقارنتها مع أسماء الأرقام في مختتلف دول العالم، لنكتشف أن أسماء الأرقام في كثير من الدول، لا زالت قريبة من الكوردية و تؤكد إنبثاقها منها. نجح مستعمرو كوردستان في مخططاتهم لمنع الكثير من الكورد من التحدث و الكتابة باللغة الكوردية. أعتقد أن أكثرية الشعب الكوردي يجهلون الكتابة و القراءة باللغة الكوردية. ينبغي توعية شعب كوردستان و مساعدته لإستعادة هويته و شخصيته و يطلع على تأريخه و يتعلم لغته. أنتقد هنا الكتاب و المثقفين الكورد الذين لا يعملون على تعلم لغتهم و لا يتحملون مسئوليتهم التأريخية في إنجاز هذا العمل و توعية و تعليم المواطن الكوردي اللغة الكوردية. كثير من النخبة الكوردية يبذلون جهداً و وقتاً و مالاً لتعلم لغات أجنبية، بينما يعيشون في لامبالات و خمول و كسل حينما يتعلق الأمر بتعلم لغتهم الأم. لا أعني هنا بنبذ تعلم اللغات الأجنبية، التي هي ضرورية، و إنما الإنسان يجب أن يتقن لغته الى جانب لغات أخرى. إنه واجب قومي و تأريخي أن نتقن لغتنا و نطورها للمحافظة على هويتنا و وجودنا و لنثبت بأننا أمة حية.
ما دمنا نتكلم عن اللغة الكوردية، يجب القول بأنه نتج عن تقسيم كوردستان ظهور الكتابة باللغة الكوردية بثلاث أنواع من الحروف، العربية و اللاتينية و السنسكريتية. هذه المشكلة الخطيرة إذا بقيت بدون حل، فأنها تهدد وحدة كوردستان و وحدة شعبها. آن الأوان أن يبادر المجمع العلمي الكوردي و بدعم من حكومة كوردستان في الجنوب الى عقد مؤتمر علمي حول توحيد الكتابة الكوردية، و ذلك بتوجيه الدعوة الى كافة المختصين باللغة الكوردية من أكاديميين أكراد من جميع الأقاليم الكورستانية و لغويين أجانب لمناقشة هذه القضية و إصدار توصيات بهذا الشأن. كما تقع على عاتق المجمع العلمي الكوردي و على عاتق اللغويين الكورد من العمل المثابر على إيجاد لغة كوردية موحدة بمختلف لهجاتها و وضع قواعد للإملاء الكوردي و تأليف كتاب متكامل حول قواعد اللغة الكوردية و وضع معجم كوردي مفصل (قاموس كوردي – كوردي) من قبل هيئة علمية لغوية تتكامل فيها اللهجات الكوردية المختلفة و أخيراً وضع قواميس كوردية- لغات أجنبية، و خاصة الإنكليزية لتكون عوناً للطلاب و الأساتذة و الباحثين و لإزدهار الترجمة. إن القيام بهذه المهام ضرورية جداً، حيث حسب علمي، تفتقد المكتبة الكوردية الى معجم أو قاموس متكامل و مفصل يجمع بين دفاته لغة كوردية مشتركة و موحدة تعكس اللهجات الكوردية المختلفة. كما أن الكثيريين من الذين يكتبون باللغة الكوردية، لا يتقنون هذه اللغة و يرتكبون الكثير من الأخطاء اللغوية و كتاباتهم ركيكة و ضعيفة لا تستحق النشر، بل تشوه اللغة الكوردية و تؤدي دوراً سلبياً يعمل على تخريبها و تعليم القراء الكورد لغة كوردية مغلوطة. أرى أنه من الضروري إشراف الناس اللغويين على مواقع الإنترنيت الكوردية و الصحف الورقية و دور النشر، لتنقيح كتابات هؤلاء الكتاب أو رفض نشر أو طبع السيئ من نتاجاتهم.
البيئة الكوردستانية نالت حصتها من الدمار و الخراب من جانب الحكام الجهلة الذين يتحكمون بمصير شعب كوردستان. منذ تقسيم كوردستان و ظهور الأسلحة الحديثة، تتعرض كوردستان لحروب عدوانية دمرت البيئة الكوردستانية و لوثتها بشكل خطير. بقايا القنابل و العربات والمركبات و الصواريخ و الغازات المنبعثة منها و البترول و الزيوت المستخدمة من قبلها و حرق الغابات و المزارع و تدمير القرى و المدن و صب الينابيع و إستعمال الأسلحة الكيمياوية و حرق آبار النفط في المنطقة و تراكم الفضلات من دون تصنيعها مجدداً، كما يحصل في الدول المتقدمة، و التدفئة و الحرائق، كلها سببت تلوثاً خطيراً لبيئة كوردستان و التي تؤثر سلباً على صحة المواطنين و إنتاجيتهم و على إقتصاد كوردستان. آثار هذا التلوث ستستمر لسنين طويلة و تحتاج الى دراسات ميدانية في مختلف مناطق كوردستان، لتشخيص الملوثات الكيمياوية و كميتها و نسبها في الغذاء و الهواء و المياه و التربة و النباتات و الأشجار و من ثم وضع الحلول اللازمة للتخفيف من آثارها السلبية. أعود ثانية الى موضوع الموارد الطبيعية و البيئة و مشاكل التلوث البيئي في كوردستان، حيث سأقوم بنشر سلسلة مقالات حول هذا الموضوع المهم و بشيئ من التفصيل لجلب إنتباه المواطنين لأهمية البيئة و ضرورة الحفاظ على نظافتها و توازنها، لأعطي الموضوع حقه ما دام يقع ضمن إختصاصي.
الرئيسية » مقالات » التحديات التي تواجه شعب كوردستان و خيارات التصدي لها – القسم التاسع -الواقع الكوردستاني و مواقع الضعف فيه