من عادة بعض (الكٌتاب) في السلطات القمعية ، التمسح بالقادة و النفاق لهم على حساب الشعب المظلوم متناسين بان واجبهم هو كتابة هموم الناس للسلطات ، و شرح مضامين القرارات بوجهات نظرهم لعامة الناس ، أي انهم حلقة الوصل بين القمة و القاعدة الجماهيرية ، لذا يتحتم عليهم الابتعاد عن التزلف و التملق و المصالح الشخصية و العشائرية و التعصبية ، إن أرادوا الاحتفاظ بكرامتهم وعزة نفسهم ، وبعكسه سيسقط عنهم أية مصداقية و سيخونون الطرفين ويفقدون أدنى درجات الاحترام لدى الجميع .
أغلبية (الكٌتاب) في شرقنا الاوسط مسؤولون بدرجة كبيرة عن الظلم و الاستبداد التي تقع على الشعب ، لانهم كوعٌاظ السلاطين يبيعون انفسهم بابخس الاثمان لمجرد رضى (السادة) ، لذلك تسقط عنهم صفة الكٌتاب ، لتهاونهم الشنيع في اداء واجباتهم تجاه الدولة وجماهيرها .
نتيجة للمرحلة المأساوية الماضية ، ولأخطاء سلطاتنا الوليدة وأحزابنا الكبيرة ، و الارث الثقيل من الجور و الفساد في المنطقة ، تبوء الكثير من فاقدي الضمير مراكز حساسة في مرافق الدولة ، وظهر اعلاميون وكتبة بل و حتى دكاترة مزورين ! يخونون مهنهم ويستحقون العقوبات بموجب القوانين المتحضرة وذلك لافترائهم وبلبلتهم بين الناس ، والمثال على ذلك المتأسلمين الجدد! الذين يلعبون دور (الوعاظ) بملابس (الافندية) وهم ليسوا إلا حثالة من العهد القديم لا همٌ لهم سوى حب الظهور لاشباع نفوسهم المريضة .
ونظرا لخطورة الامر ، ادعوا قادتنا دراسة نفسيات اولئك وعدم فسح المجال لهم وان كانوا معسولي الكلام ميسوري الانقياد خافضي جناح الذل للمسؤولين ، ولكنهم صنٌاع الدكتاتوريين ، و مدافعون عن الظالمين ! يشوهون المجتمعات وينوٌمون العامة لتقبل انواع الاهانات مما يؤدي الى التخلف في كافة مجالات الحياة ، كما هي الان في البلدان المحيطة وخاصة العربية منها .
بما أن مسؤولية أي قائد عظيم هو ترقية شعبه نحو العلى ليتقدم الى الامام ليعيش برفاهية مادية ومعنوية وفكرية، وخلق القوة و الجسارة والثقة بالنفس لدى بنات وبني امته ، لذا من صميم واجباته ـ إن احب الخلود لدى شعبه بل والانسانية ـ أن لا يعطي المجال للكتبة المخادعين الذين يطبٌلون و يمجٌدون و يؤلٌهون القادة ، لانهم عند المحن والشدائد سيصغٌرون ويرجمون بل يتفلون حتى على وجوه من ولدهم ! للخلاص بجلودهم و ارضاء للحاكم الجديد .
وكشف هؤلاء بكل يسر و سهولة و بمستمسكات مكتوبة ومرئية و مسموعة توجد في كافة مكتبات كوردستان و أماكن حفظ الارشيف للكتب والمجلات و الجرائد و برامج التلفزيونات واذاعات بغداد ، لا اقول مطلقا حسابهم على ما فات ولكن على ما هو آت .
ارجوا عدم الاستخفاف بسموم الممجٌدين لكم ، فلقد مدحوا صداما عندما كان في أوج عنفوانه و شراسته ضد بنات قومكم و امهاتكم و ما كان باستطاعة أي شريف أن يفتح مجرد فمه أمامهم لكي لا يعيش بعدها الكوابيس في الاحلام ، إن تمكن من النوم ، خوفا على ما صرح به أمام ذلك (الكاتب،الاديب،الفنان،الدكتور!)! ، أما الان وبقدرة قادر خانوا(قائدهم) السابق وشتموه في عرضه ونسبه خدمة للقائد الجديد ، وان لم يضع حدا لهم سيستمرون في (لعبتهم) كحراس (امناء) للسلطة مادحين الجدد قادحين و قاذفين القدماء وعندهم مصالح المحرومين قلة عقل وسفاهة !، فاين سفر الامير من خبز وملح الفقير !؟
برلين
نوفمبر.2006