الرئيسية » مقالات » كورد مسلمون وئيزديون . . عرب شيعة وسنة … والتحدي!

كورد مسلمون وئيزديون . . عرب شيعة وسنة … والتحدي!

قبل حوالي أربعة عشرة قرنا هاجمت الغزاة (الفاتحون) بلاد ما بين النهريين (( ميزوبوتاميا)) ولاسباب عدة ، لا مجال لذكرها هنا استطاعوا دحر المقاومة ، ليسيطروا بعدها على كامل البلاد والعباد . قتل من قتل وسبي من سبى ..انفلوا و استعبدوا ما شاء ايمانهم من الصبايا والفتيان وأخذوهم الى بيوتهم كإماء وجواري وعبيد وغلمان.. نهبوا الخزائن و اموال الناس واستولوا على الاراضي التي احتلوها ( فتحوها). ولإدامة ماكنة استعمارهم تركوا للمستسلمين حق العمل في الحقول والمراعي ، ليأخذوا بعدها معظم محصولهم ، كضريبة وخراج ، إضافة الى الجزية من المستسلمين اللذين يريدون الاحتفاظ بديانتهم كالمسيحيين واليهود و..الخ وكان يحلوا للغزاة ذلك طبعا ولم يجبروهم على الاسلام طالما يدفعون الجزية تلك !. لذا قالوا لا إكراه في الدين !. بقيت شريحة من الكورد تقاوم الغاصبين ، ولم يسلموا و رفضوا دفع الجزية أيضا وتحصنوا عند حافات الجبال الوعرة، ودافعوا بكل بسالة عن شرفهم وأرضهم ومعتقداتهم ، لذا يمكن إعتبار هؤلاء حقا بالبيشمركه الكورد الاوائل . وهم((الئيزديون)). ومنذ ذلك التأريخ الغابر والى يومنا هذا وهم محاصرون في تلك القمم ، وفي غمار المعارك والدفاع حرٌموا من جميع مباهج الحياة إلا الشموخ و الاباء. تعرضوا لاثنى وسبعون فرمانا لابادة جنسهم و القضاء على دينهم !، وافلحت الاعداء من بني امية الى آل عثمان مرورا بكافة السلطنات الاستعمارية على سحق الئزدائيين [ نسبة الى إلاههم ئه زدا (( خودى، خودا)) ] ،وجردوهم من كافة أملاكهم وممتلكاتهم ومصادرمياههم ، احتقروا ديانتهم وسبٌوا إلاههم!! وغرسوا العملاء بين علماء دينهم ليحرفوه . وحتى في فترات السلام معهم ، كان الئيزدي يتجنب قرى وحواضر المسلمين ، لكي لا يتعرض الى أقسى الاهانات ليس بسبب إلا لإنتمائه الديني واختلافه عن المجتمع الشمولي البغيض تلك المجتمع لاستبدادي الذي يستهزء بالمخالف الضعيف ويمحي القوي من الوجود . زال الاستعمار الاسلامي القديم بتلك السقوط المهين لآخر (السلطنات) الاسلامية في بداية القرن العشرين ليرحلوا العثمانيين الغزاة من ديارنا كوردستان وبقية الاوطان. وبعد التقسيم الجائر لكوردستان جثم الاتراك الطورانيين والعرب العنصريين وآخرين على صدور أصحاب البلاد وكتموا أنفاس الكورد وخاصة الئيزديين منهم واضطهدوهم قوميا ودينيا وتراثيا ، وحتى وصل الامر الى تغيير قوميتهم !! من قبل المأفون صدام ، ونتيجة حروب ( بطل) العروبة مع الجيران والخلاٌن ، وسياسة تركيا الفاشية أيضا ، اضطر الكثير من أتباع هذه الشريحة الكوردية الاصيلة على ترك الوطن الذي دافعوا عنه قرابة خمسة عشرة قرننا، ليتشتتوا في أنحاء العالم الفسيح ، لتزيد الغربة على اوجاعهم وآلامهم ألما فضيعا آخر ..بعدما فقدوا الامل بالعيش مع العنصريين والفاشست . أما الشيعة من العرب العاربة والمستعربين ومن الكورد الفيليين وكافة من بكوا لاستشهاد الحسين ، أصبحوا من المغضوبين عليهم وعلى آبائهم وأجدادهم !! لكي تأثر بني امية لمجدها الضائع على يد النبي محمد، ومنذ تولي عثمان الخلافة وهم واتباعهم يفصلٌون الدين على مقاساتهم ويستخدموه كوسيلة لاستعمار واسعباد الشعوب ، لا بل حتى الشرفاء من بني قومهم وكل من وقف بوجه سلاطينهم ، و (اولياء امورهم) حتى ولو كان فاسقا فاجرا ك(يزيد بني معاوية )) وابيه وجده ، أبو سفيان المنافق ، الذي سلم نفسه عند فتح مكة ذليلا جبانا وهو زوج هند التي اكلت كبد حمزة عم النبي، بعد استشهاده طبعا، لتشفي غليلها من أفراد عائلة الرسول!. كافة الخلفاء من هذه العائلة الفاسدة ـ بن امية ـ ومعظم من أتوا بعدهم وصولا الى الساقط العربيد السلطان عبد الحميد الثاني الذي ارتكب اكبر مجزرة بحق قوم كامل وابى الذهاب الى مزبلة التاريخ وقبل نفوقه، إلاٌ أن ( ينظف ) السلطنة ! من (الكفار) الارمن. عدى إستثنائات قليلة وهم يضطهدون آل البيت ويحرفون الدين بل كافة معاني الحياة ولا يعرفون ماهية الله القدير ، بل هم يشبٌهونه بخلفائهم وسلاطينهم وملوكهم ورؤسائهم المجرميين!! ، لذا يخوفوٌن بني البشر منه كثيرا بدل حبه والذوبان في ذاته واكتساب الثقة بالنفس من عظمته ، وهذا هو دليلي على الحادهم وكفرهم ونفاقهم من عهد الخلفاء الراشدين والى عهد جرذهم الذي استطاع وبمجرد التلويح بالقرآن في القفص التاريخي في (( يوم الميزان)) ، ان يخدع اكثرية العربان ، وفي عصر التكنولوجيا والعلم!! ، عدى الشيعة الشرفاء من العرب والكورد وبعض السنة، فهم يتذكرون ومنذ سبي أزواج الحسين ، والى الان ما اقترفوا الاسلاميين من أنواع الجرائم وبأسم الله والدين وما جرائمهم الاخيرة من قطع الرقاب بحزها والنوم مع الصبايا في عمر العاشرة بــ(الزواج) منهم او حتى عدم الزواج ، وماذا فيها فالجواري جائزات في الاسلام !! .. وفي فترات ، وبالاخص في مخادع السلاطين كان العبث بالغلمان من أجمل لياليهم الملاح والى اليوم لدى الميسوريين والشيوخ والامراء على عتبة الكعبة ، وعلى بعد أمتار من قبر المفروض ان يكون نبيهم والشافع لجرائمهم يوم الحساب !! . وهذا جريمة اخرى يرتكبونها في حق الله ب(التصغير) من شأن عظمته و(إستغفاله) . العجب ليس من تلك الامراء ، بل من البهائم المعدومين الفقراء ، كيف يصدقوا أكاذيب أحفاد الامويين مرورا بالجميع الى سلاطين استانبول وبعدها تباعا الىصدام المذعور . شيعة اهل البيت وكافة اتباعهم وكل من آزر(( عليا )) وكل من تألم بسماع الآذان في كافةانحاء الشام ـ قديماـ وعلى المنابر أجمعين ، في كل صلاة ولعشرات السنين ـ خمسة أيامفي اليوم ـ، وهي تسب وتهين ذلك الذي لم يسجد أبدا للأصنامهم (( أبا الحسنين)) وساعدالحق للنبي محمد ، وابن عمه وزوج ابنته المحبوبة ، فاطمة الزهراء البتول، ورافع الظلموالاستعلاء عن القوميات ، لانه كان يحب قومه العربي وأصيلا في نسبه وعقله الموروث ،لذا منع الغزوات (الفتوحات) ، وأمر بكل ما لا يرضي الاعراب ولهذا كان مصيره ومصيرأبنائه وأحفاده وكافة أفراد عائلته ومناصريه من الشيعة والسنة الاستشهاد أو الذل والاسترقاء الى……. 9 من نيسان 2003 وتحرير العراق لا بل الى اليوم عمليا.. ألم يستشهد محمد باقر الحكيم في روضة ضريح أعظم إمام وفي يوم الجمعة بالذات وبعد ختام خشوعه لله بأجمل الكلمات؟. ألا يستشهد العشرات من أبناء العراق ويوميا وكلهم بأيادي صعاليك العروبة وكفار الاسلام!؟ ألا نسمع من الانسان القديم وكافة الاعراب وفي كافة وسائلهم الاعلامية ، بتلقيب الشيعة بالروافض التي تعني عندهم بأكثر من الالحاد؟ . ان هذا البحث المقتضب لبيان ظلم قرون يكون مقصرا في حق معانات الئيزديين كأتباع ديانة كوردية قديمة وشيعة محمد كطائفة ثورية من العرب والكورد اكتوت بنيران الحقد الجاهلي من عبدة الاصنام و(اولياء الامور) ومحرفي صفات الله !! يجب علينا تقمص جسد الئيزدي والشيعي ونسرح بخيالنا لكي ترجع لقرون خلت ، عندها بالامكان الاعتراف ولو قليلا بالمجازر التي تعرضوا لها عبر التأريخ ، باعطائهم دورا مهم في كافة مجالات الحياة بعد تحرير العراق وقبلها قسم من كوردستان ، لكي يرفع عنهم ظلم العصور! ويعود الابتسامة بدل آثار الدموع ، لوجوه أطفالهم والامان لاجيالهم القادمة ، ليعيشوا أحرار مرفهين في بلادهم ما بين النهرين. ولكن يجب علينا جميعا محاربة وعاظ السلاطين وجميع الشيوخ والامراء المخادعين ، اللذين يريدون بقاء الدين كمخدر للشعوب ويرهبوننا بالله!! . علينا احترام حرمة جميع اماكن العبادة ،طالما احترمت القائمون عليها حرمة مجتمع ديمقراطي متعدد القوميات والاديان والمذاهب وبعكسه ، يجب مسائلة رجال الدين ومحاسبتهم ومعاقبتهم قانونيا اذا حاولوا ايذاء افراد و مكونات المجتمع وخاصة ان الكثير منهم مشهوريين بملاطفة السلطة القوية المستبدة و لاذعي اللسان اذا تركت لهم الحبل على الغارب في مجتمع حر ديمقراطي كما يفعلون اليوم في العراق. تبين مما تقدم بان الظلم القومي والديني على الئيزدى والظلم المذهبى على الشيعي العربي والظلم القومي والمذهبي على الكوردي الشيعي لا بد من تعويضها بمقدار بشاعة ذلك الظلم ، وبمقدار التحدي والاباء، مع الاخذ في الحسبان ردود أفعالهم وعدم تصديقهم للوعود المعسولة بسهولة . والحل يكمن بأعطائهم حقوق اضافية وليس ، كما يحدث الان من تهميشهم ـ بالنسبة للكورد الئيزديين والشيعة من الكوردعلى الاقل ـ اما بقية الشيعة فلا خوف على حقوقهم عدى من تلك الاصوات النشاز بينهم واللذين يقتربون من التكفيريين في التفكير الحاقد او اللذين يريدون تقليد الجيران. واخيرا لابد من البدأ مجددا بفتح باب الاجتهاد ليجدد الدين نفسه ويطهر من الاقذار والجرائم كما فعلت معظم كنائس اوربا والعالم وبرأت نفسها من جرائمها بأعترافها بها . وعرفت حدودها وكفٌت عن التدخل في الحياة الخاصة والعامة للمواطنين لتظل محترما بخشوعها ورزانة كلامها وليست بالصراخ الهستيري القبيح والمؤذي وخاصة للاطفال والشبيبة لكي يحبٌوا ويستمتعوا بكافة العابهم وممارساتهم الانسانية و الطبيعية ، اقوياء النفوس، وهذا لايأتي إلا بفصل الدين عن حياة العامة ليبقى أمرا شخصيا مستحبا يتعلق بوجدان الانسان وعلاقته مع ربه الاعلى وآرائه الخاصة والتي يجب احترامها. وليست بأعتبار(الشريعة) الاسلامية من مناهل واسس القانون!. فألى متى هذه الشطط في التفكير، أهيت مراعاتا لمشاعر الباطل على حساب الحق ؟. أو الجهل بحقائق الامور؟ وهذا ما لا ارجوه ، ولا اتصوره عن مفكرينا النبهاء. بل خضوعا أعمى للدستور العراقي. ان إنصاف الكوردي الئيزدي والكوردي الفيلي الشيعي يخلق معاني التحدي الايجابي في نفوس بنات وابناء كوردستان ، لكي يدافعوا عنها ويتوحدوا من اجل تلك الغاية النبيلة ، برفض العيش أذلاء خانعين بعد اليوم . ويجب فرز قيمنا الاصيلة عن (القيم) و (الاداب) المتخلفة التي اتت به العربان والتي اصبحت ما نسميها ب(العرف و العادات) !، بل علي العكس تماما يجب كنس موروثاتهم الثقافية وقاذوراتهم (الاخلاقية) والتي يطلقون عليها (الاداب العامة) المبهمة المعنى والتعبير ، لكي يضطهدوا بها المرأة والطفل والضعيف… ويفعلوا ما شاء لهم في أذهانهم المريضة ونفوسهم المليئة بالفسق والفجور .. الحالمون بالموبقات جميعها ، معا وحتى لو كانت سرابا تراءت لهم في الاحلام . فكيف نضعها في الدستور؟ أيكفي ضمان الحقوق الدينية فقط لاوائل الثوار (( البيشمركه))؟. ألا يستحقون التعويض ، ولو بكلمات احترام في أول دستور لكوردستان؟ ولتكن جملة يعترف في ديباجته بتلك الصمود ، عرفاننا منا بالجميل .. والواجب علينا كاعتراف !! وذلك أضعف الايمان . إن لم تكن في سبيل دين قديم للكورد، فلتكن تقديرا لاناس شجعان . خذلناهم منذ قرون

المصدر : موقع التضامن: http://yezidi-community.com/