الرئيسية » مقالات » هل تتوحد ألسنة الكورد ببترها!؟

هل تتوحد ألسنة الكورد ببترها!؟


المصدر: (صوت العراق) – 01-11-2006

يبدو أن مشكلة قديمة جديدة ظهرت على السطح في كوردستان ، وهي توحيد لغة الدراسة والكتابة الكردية ، ولأهميتها الكبيرة سأطرح وجهة نظر حول لغتنا الجميلة المكبوتة الاصيلة التي تستحق صرف جهود جبارة وأموال طائلة تعويضا للغدر و الاهمال المتعمد التي تعرضت لها من قبل الاعداء الغاصبين لديارنا ، لبتر لساننا الحبيب كمحبة الله واجده عندنا !

أن المنع والعقوبات القاسية لم تثنينا بالحفاظ على جوهر كلماتنا الموسيقية البهية الرشيقة رشاقة ((بيريفان )) والعصية على الذوبان في لغة القرآن واشباه اللغات للجيران طيلة قرون. ولكن تتطلب جهودا خلاٌقة من قبل حكومتنا ومؤسساتنا الثقافية لتشذيب وتهذيب وصقل وبرمجة كوردية جديدة ، وليست بمشاريع ميتة للتوحيد تدرس في برلماننا بخجل و سريٌة !! وإن صدرت قانونا منه دون دراسة متعمٌقة ، سيجرح مشاعر معظم الكورد بالتأكيد وتؤدي الى شرخ كبيرا في وشائجنا القومية .

إن الحجج الواهية التي تحاول البعض إقناعنا بها ، من أجل أن تتفرد أحد اللهجات على حساب الاخرى لتصبح هي وحدها لسان كتب المدارس والدوائر، تعتبر ضحكا على الذقون وتسترا على كسل وضعف الجهات المسؤولة التي لا تشعر بالواجب الجسيم ، فتبحث عن أسهل الحلول ( للتوحيد) ذلك،الذي أعتبرها ك(( مرض التوحد)) الذي لا يستطيع المصاب به أن يتكلم !! .

(( الكرمانجية ، السورانية ، الدمليية (الزازائية) ، الكورانية ،اللوريية و الشبكية)) لهجات كوردية أصيلة ولا يجوز تفضيل إحداها على الاخرى وخاصة من قبل نواب البرلمان لأن هذا خارج عن اختصاصاتهم وهي من أهم مسائل الامن القومي الكوردي ، وعند المعالجة الخاطئة تتولد احقادا وانشقاقاتا نحن في غنى عنها ، والذي يبحث عن السهولة ،ابلغه العكس سلفا ، فطريقنا وعر ولكنه مبارك ، كوعورة جبالنا .. درب عسير كدروب النضال التي سلكها ال((بيشمركه )) ولعشرات السنين لذا فازوا فوزا عظيما.

إن لغة اجيالنا القادمة أمانة في أعناقنا ولقد أناط الله حاليا مسؤولية توحيد لغتنا لمؤسسات وسلطات الاقليم وهي لا تقل اهمية من دستورنا بل واكثر ،لذا يجب العمل المجتمعي و بهمٌة عالية من اجل هذا الهدف النبيل ،الذي لا يستطيع إلا اللغويين من انجازه وبرعاية دولة كوردستان .

على سلطات الاقليم بذل جهود اكبر بكثير عن الحالية (إن وجدت) كاستحداث وزارة توحيد اللغة مثلا ، بدل تلك الكم الهائل من وزارات الاقليم ، وتشكيل مجلس وزاري مصغر تضم وزارات (( المالية ،الثقافة ، التربية ، التعليم العالي و الوزارة الجديدة )) ، وتكون مهمة هذا المجلس توفير الموارد والامكانيات والاشراف على المؤتمرات وفتح ندوات الحوار الحر في كافة أرجاء كودستان، وللاستفادة من التجارب و الخبرات العالمية يجب مفاتحة وزارات الثقافة في بعض البلدان الاوربية التي كانت لها عراقيل مماثلة أمام لغاتهم سابقا. كالحكومة الالمانية التي تصرف والى الان الملايين كل عام لصقل وتجديد اللغة الالمانية الجديدة ومنذ عشرات السنين ، اضافة الى جيش كامل من الباحثين واللغويين والمؤسسات الخاصة التي تعمل كخلايا النحل ليل نهار دون كلل او ملل بتناسق وتناغم وانسجام لدفع سفينة لغتهم وسط بحر اللغات العالمية من اجل أطفالهم لكي يجدوا كافة المعلومات والآداب والدراسات بلغتهم ألام ، لتتقوى شخصياتهم وتتنور عقولهم وتبدع افكارهم وتتطور فلسفة الحياة وعشقها عندهم . ولأن اللغة من اهم الروابط والعواطف القومية المشتركة . ولا تمر عام دون صدور قوائم لكلمات مستحدثة ، بل وحتى تطال التجديد احرف الكتابة أيضا! ، لذلك تتنافس الالمانية لغات الحضارة الحديثة دون مبالغة ، بالرغم من قلة الناطقين بها نسبة الى اللغات الاخرى في العالم .

أما لغة قريش العربية الخشنة بالرغم من بحور مفرداتها وغنائها وفرضها علينا وعلى (امة الاسلام) بضمنها امتهم العربية ،اصبحت لغة قاصرة تحبوا في العصور المظلمة ولا تجد لها مكاننا بين اللغات المتطورة لاسباب عدة ، اهمها :

· لفرضها كما اسلفت ، بالاكراه على خلق الله .

· استغلالها من قبل رجال الدين وربطها بشريط لاصق الى القرآن لكي لا تتطور الاولى ولا تفك طلاسم الثاني .

· التعصب القومي العنصري لمعظم النخب العربية ،التي ترفض كل جديد .

ولاسباب كثيرة اخرى لا مجال لذكرها الان ، بقيت العربية كشجرة كبيرة ،قوية الجذور متيبسة الاغصان تحتاج الى التقليم .

وهذا المثال يبين مدى تأثير العنصرية على اللسان التي تؤدي بدورها الى الرجعية و التخلف .

لذا ارجوا من سلطات الاقليم ، عدم فرض اية لهجة (قريشية) علينا أسليمانية كانت أم دهوكية!،التي سوف ترفض لا محال من قبل اغلبية الكورد مهما تمسك البعض المستبد بما يحلوا له دون مراعاة لمشاعر ألاخرين .

إن صفيت النيات وراقت القلوب وصرفت الجيوب وهدأت الاعصاب وبان صوت العقل الرزين ستكون لنا و بعون الله وبركات (( لالش)) النورانية ، كوردية حديثة حبيبة لدى الكورد اجمعين من سهول كركوك الى جبل جودي الخالد المتين ، تتغزل فيها قصائد بابه تاهر مع ملحمة خانــــــــــــــــي ((مه م و زين)) ، لينتعش بها ((كوران)) في مرقده الطاهر الى يوم الدين ، ويهتف بأعلى صوته مناديا ((جلادت )) و (( جكه رخوين )) : انهضا يا شقيقيٌ من سباتكما و ابشرا لقد كتب الكورد جميعا بالف باء لاتينية ، لغة حديثة علمية رومانسية كوردية باتفاق وتوافق بين لهجاتها في زمن تحرير كوردستان ، والديمقراطية ..بعيدا عن الرأي الاوحد المستبد والغصب والعنصرية . …………. و للموضوع بقية . 

31.10. 06
برلـــــــــــــــــــين