الرئيسية » مقالات » المتنبي وجلجامش

المتنبي وجلجامش

آلو… هل أبو الطيّب هنا ؟
نعم، إنه هنا لا هناك. من المتكلم ؟
صديقك الذي لا ولن ينساك.
ضحك صاحبي المتنبي ضحكة قصيرة ثم أردف قائلاً : أقلقني غيابك الذي طال على غير عادتك. قلتُ ربما جرى إختطافك في عمّان أو في الطريق ما بين عمان وبغداد، بل وقد ذهبت الظنون بي إلى حد تصورك قتيلاً
في حزام ناسف أو رصاصة طائشة أو جرّاء حادث إنفجار سيارة مفخخة.
لا هذا ولا ذاك يا أبا الطيّب. كانت ولم تزل زيارة بغداد حُلُماً لم يتحقق مُذ أن غادرتها فجر التاسع من شهر تموز عام 1978.
أين كنتَ إذاً ؟ سألني بشيء من العصبية العاتبة. كنتُ في بريطانيا. قضيت شهراً في مدينة ( شفيلد ) مع أصدقاء أعزّة عليك وعليَّ. سألني عن هوية هؤلاء الأصدقاء الأعزاء.
إنهم الدكتور نوري سالم الشيخ أحمد وحرمه
أم رائد السيدة ( فاليري سميث ). قال وكيف كانت الأجواء في مدينة
( شفيلد ) ؟ كانت الأجواء العائلية داخل بيت أصدقائي على أفضل ما تكون، لكن أجواء السماء خارج البيت كانت على أسوأ حال. مطر وبرد وريح وسماء رمادية غائمة رغم أن الشهر كان شهر ربيع… أجمل شهورالربيع …. الشهر الرابع…. نيسان ( أبريل ). لقد تساقطت حبّات من الثلج مرتين في هذا الشهر… وهو أمر غير مالوف.
قال صف لي قليلاً أجواء البيت الذي كنتَ ضيفاً فيه. قلتُ : كنتُ مدلل الصديق أبي رائد وموضع كرمه حيث كان يقوم بنفسه بإعداد ما لذَّ وطاب من الأكلات العراقية وسواها. ثمَّ كنا نستعيد ذكرياتنا المشتركة خلال أعوام التدريس في قسم الكيمياء من كلية علوم جامعة بغداد. فضلاً عن ذلك، كنت شغوفاً وشديد الحرص على متابعة حركات سناجيب حديقة بيتهم التي تزور مكانها الخاص بها الذي أعدته وهندسته السيدة أم رائد. تأتي لتلتقط البذور والحبوب التي توفرها لها أم رائد بحرص بالغ. شد إنتباهي ما كنت ألاحظ من منافسة بل وبعض الخصام بين السناجيب وبعض طيور الحمام الكبيرة الحجوم بشكل لافت للنظر. يسمون هذه
. ثم Dove ويسمون الأصغر منها حجماً Pigeon الطيور الكبيرة
هناك طيور الفخاتي الوديعة جداً والمتميزة بلونها الموحد والتي تطير وتحط أزواجاً أزواجا. هي أصغر الجميع حجماً. لا تتخاصم ولا تقحم نفسها في منازعات أو شجار حول مصادر الحبوب لا مع السناجيب ولا مع غيرها من طيور الحمام. كانت الحديقة ملأى بالورود التي تختلط صفرتها مع بياض زهور أشجار التفاح والعنجاص والكمّثرى.
قال صاحبي : وهل كنتم تقضون كل وقتهم أو جله في البيت ؟ قلتُ كلاّ. قمنا ذات يوم بالسفر بالقطار إلى مدينة ( ليدز ) حيث أمضيناً نهاراً ماتعاً مع الصديق وزميل التدريس في كلية العلوم أستاذ الفيزياء السابق أبي ليث
( حسين السعدي ) . كانت واحدة من المناسبات النادرة إذ أحاطتنا السيدة أم ليث ( دايانا ) بكل مظاهر التكريم والحفاوة وأعدت لنا كل ما قد يخطر على بال ومذاق العراقي من طعوم. ثم تداولنا لعب الطاولي فكان أبو ليث نجمه الذي لا يُضاهى ولا يُقهر. كانت زيارة ومناسبة مشهودة لا ينساها المرء. أخذنا الشاب ليث بسيارته إلى محطة القطار حيث قفلنا راجعين مساءً إلى مدينة ( شفيلد ) . لا تستغرق السفرة إلاّ ساعة وبضعة دقائق لا أكثر.
عاد صاحبي فسأل : ثم ماذا ؟
كنت وأبي رائد نقضي أوقاتاً كثيرة ما بين التسوق والتبضع وإرتياد بعض المقاهي الراقية الأجواء والزبائن. ثم كنا نزور معاً بعض أطبائه أو المركز الطبي المسجَّل فيه لإجراء بعض الفحوص أو للحصول على بعض الأدوية. لدى الصديق أبي رائد رغبة قوية لزيارة مجمع أسواق الخضرة واللحوم المركزي في قلب مدينة شفيلد. يود أن يزوره كل يوم مهما كان الجو…. صاحياً أو غائماً…. بارداً أو شديد البرودة. يجد فيه متعة خاصة ومناسبة جيدة لقضاء بعض الوقت والتحدث مع الباعة الذين يعرف أغلبهم، أو الإلتقاء بالبعض من أصدقائه من العراقيين. إنه لعلى حق. فالمجمع فرجة وزينة وبهجة. يجد المرء فيه كل ما يحتاجه هو أو بيته من لوازم وحاجات.
كان صاحبي يصغي لحديثي مأخوذاً سارحاً مع أخيلته الخاصة حتى إنه نسي التدخين. حين أنتهيت من آخر جملة إعتدل في جلسته وأشعل سيجارة ثم عاد ليسأل : وكيف كنتَ تقضّي أوقاتك في بيت مضيّفيك ؟ سؤال وجيه يا أبا الطيب. بين الأحاديث الشجية ومتابعة برامج التلفزيون وخاصة مباريات كرة القدم وبعض البرامج السياسية، ثم القراءة. سأل صاحبي مدهوشاً : القراءة ؟ أجل يا أبا الطيب. حياتي كلها قراءة وتفكير ثم كتابة. هذا شأني ودأبي وديدني أينما كنتُ وحيثما كنتُ. قال ماذا قرأتَ ؟ في البيت مكتبة عامرة بشتى صنوف الكتب. قضّيتُ أوقاتاً ممتعة جداً مع كتاب يحمل عنوان البطل السومري الأسطوري ( جلجامش ) صدر عام 2004 معاً في كل من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية بهذا الإسم
(1). سألني عن إسم مؤلف هذا الكتاب ؟ إنه ستيفن ميشيل
Stephen Mitchell

قال أعرف أنَّ لديك نسخة عربية لملحمة جلجامش (2) أهداها لك الصديق الراحل المرحوم الدكتور ( حسن الجباوي ) . قلت أجل يا أبا الطيب، رحل الصديق العزيز الكريم وبقي جلجامش معي. قال ما الجديد في الأمر إذاً ؟
الجديد يا صاحبي أني إكتشفت في مقدمة النسخة الإنجليزية أنَّ الشاعر الألماني

Rainer Maria Rilke
( راينر ماريا ريلكه ) كان من أوائل من إطّلع على بعض ترجمات هذه الملحمة وقدّر أقيامها الفنية والأدبية والتأريخية تقديراً عالياً جداً. قال صاحبي أفلم تعرف ذلك قبلاً ؟ كلاّ يا صاح، لم أعرف ذلك من قبل. كنت أجهل ذلك رغم إقامتي لسبعة عشر عاماً في ألمانيا. عاد فسأل : وما قال الشاعر الألماني ريلكة بخصوص هذه الملحمة التي تُعتبر أول قصة أسفار ملحمية في تأريخ البشر ؟ قال عنها في نهاية عام 1916 ما يلي [[ جلجامش هائل…. أنا أعتبره أحد أعظم الأمور التي قد تحدث لإنسان. غمرتُ نفسي به. ولقد خبرتُ في تلكم الفقرات الجليلة حقاً مقاييس وتشكيلات لا تجد سبيلها إلاّ في الأعمال الفائقة الجودة التي تنتجها الكلمة الساحرة ]]. وسّع صاحبي عينيه ورفع حاجبيه الكثين ثم لم يلبث أن قال : هلاّ ذكرتَ نص ترجمة ما قال الشاعر الألماني ريلكه عن هذا العمل الملحمي ؟ لماذا يا أبا الطيّب ؟ قال : للأمانة والدقة. قد لا تكون ترجمتك دقيقة بالقدر الكافي. أصبتَ يا متنبي. معك كل الحق. سأنقل النص الإنجليزي وليفهمه القاريء الكريم كما يحب وقدر ما يستطيع.

Gilgamesh is stupendous. I…. Consider it to be among the greatest things that can happen to a person. I have immersed in ( it ) , and in these truly gigantic fragments I have experienced measures and forms that belong with the supreme works that the conjuring Word has ever produced.
شاعر ألماني يفهم ويقوِّم شعر ملحمة عمرها خمسة آلاف عام. الطريف أنَّ الملحمة الشعرية السومرية الأصل والمحفورة على ألواح الطين… تمَّ العثورُ عليها مطمورة تحت خرائب العاصمة الآشورية ( نينوى ) قرب مدينة الموصل شمال العراق. يا أبا الطيب…. وُجدت الملحمة بثلاث لغات وليس بلغة واحدة. زاد فضول صاحبي فتصاعد دخان سيجارته فوق الرؤوس ليسأل بلهفة فائقة الوتيرة : ما هي هذه اللغات الثلاث ؟ إنها السومرية المسمارية والأكدية ثم البابلية التي تُعتبر لهجة أكدية. هل وجد علماء الآثار والتنقيب وخبراء اللغات السامية القديمة نسخة لهذه الملحمة باللغة العربية ؟ سألني صاحبي وهو شبه جازع. لا يا سيدي ومولاي. لم تكن عربيتنا التي كتبتَ بها أشعارك معروفة في ذلكم الزمن. لم تكن لغة القرآن معروفة يومذاك.
سرح صاحبي مفكِّراً مُلِّحاً في التدخين وضباب خفيف يطيف بمحجري عينيه. لديه أسئلة لا أجوبة لها لديَّ. ثم كان يروم معرفة المزيد عن لغز هذه الملحمة الشعرية. قلتُ له إني قرأتُ في هذا الكتاب موضوع نقاشنا ما يلي ( مقدمة الكتاب / الصفحات 1 / 7 ) :

1 / أجرى في عام 1844 رحالة إنجليزي تنقيبات آثارية في خرائب قريبة من مدينة الموصل. إسم هذا الشخص أوستن هنري لايارد. كشفت هذه التحريات عن وجود بقايا قصور العاصمة الآشورية نينوى وما بقي من مكتبة آخر ملوك آشورالملك العظيم آشور بانيبال ( 627 / 668 ) قبل الميلاد. وجد السيد لايارد ومساعده ( هرمزد رسّام / يبدو إنه
عراقي ) أنَّ حجرات القصور مغطاة بألواح من الحجر محفورة عليها صور مخلوقات خرافية وملوك ومشاهد معارك وحفلات صيد ملوكية، ومداخل مطوقة بثيران مجنّحة هائلة وأسود. تمَّ شحن أكثر من خمسة وعشرين ألفاً من هذه الألواح إلى المُتحف البريطاني.
2 / جرى عام 1857 فك شفرة لغة هذه الألواح فإتضح إنها مكتوبة باللغة الأكدية، وهي لغة سامية لها وشائج مع العبرية والعربية.
3 / إكتشف عام 1872 أحد موظفي المتحف البريطاني إسمه
( جورج سميث ) أنَّ قصة طوفان نوح البابلي محفورة على أحد هذه الألواح.
4 / تمَّ في عام 1877 نشر نتائج البحث والتنقيب مترجمة إلى اللغة الإنجليزية.
5 / بدأت أسطورة جلجامش للظهور بعد موت هذا الملك التأريخي بقليل. أوائل النصوص التي سلمت ولم يصبها التلف تعود لحوالي العام 2100 قبل الميلاد. كُتبت هذه النصوص باللغة السومرية وتنقسم إلى خمس مجموعات من الأشعار مستقل بعضها عن البعض الآخر
ولكل منها عنوان قائم بذاته :

جلجامش وأغا
جلجامش وهاواوا
جلجامش والثور السماوي
جلجامش في العالم السفلي
موت جلجامش.

يقول مؤلف الكتاب إنَّ اللغة السومرية هي لغة غير سامية ولا من علاقة لها بأية من اللغات التي نعرف اليوم. وإنها بعيدة عن اللغة الأكدية كبعد اللغة الصينية عن الإنجليزية. وإنها كانت لغة الثقافة في بلاد ما بين النهرين ( ميسوبوتاميا ). وإنَّ الأشعار الخمس السومرية هي أقل كثافةً وحيويةً من أشعار الأسطورة باللغة الأكدية.
6 / بعد كتابة النص البابلي بخمسة قرون، كتب قس مثقَّف يُدعى ( سن ليكي- أونيني ) نصاً آخرَ مُعدَّلاً للنص البابلي. هذا النص الملحمي الجديد يسميه العلماء المختصون ” النص القياسي ” وإنه أساس جميع الترجمات المعاصرة.
بعد فترة سكون غير قصيرة إستأنف صاحبي أسئلته الطريفة فقال : أفلم يذكر أستاذنا ( طه باقر ) في كتابه الموسوم (( ملحمة جلجامش ) قصة الشاعر الألماني ريلكه مع هذه الملحمة ؟ كلا يا سيدي، لم يذكرها. لم يتطرق إليها حتى في الطبعة الخامسة المنقحة والمزيدة من مؤلفه التي صدرت عام 1986 عن دار المدى. إنه ليس بشاعر، وربما لا يعرف أو لم يسمع بإسم هذا الشاعر الألماني. هذه المسألة تهم وتخص الشعراء من أمثالك. وربما تهم أشخاصاً من أمثالي. ضحك صاحبي ساخراً ثم قال : وما الذي يميزك عن سواك من القرّاء ؟ قلت : لا يميزني شيء عن بقية خلق الله إلاّ حب التحري وتتبع الأمور الطريفة وإقتناص فلتات التأريخ. ثم إني كما يعلم جنابكم الكريم محب للشعر والشعراء. قال هذه ليست مزايا يفخر المرء بها وينتفش…. إنها خصائص يشترك فيها ملايين البشر. أجل يا ابا الطيب، لا فُضَّ فوك، إنني واحد من هذه الملايين، لي ما لهم وعليَّ ما عليهم. إني أقرأ…. مدمن قراءة. وأكتشف أثناء القراءة أحياناً أموراً ربما لم يلتفت إليها أحدٌ قبلي، أو عرفها قبلي قلّةٌ من الناس ولم يكتبوا عنها. لم يولوها الإهتمام الذي تستحق. يختلف الناس في خياراتهم وفي أذواقهم وفيما يمتعهم ويشجيهم. هذا كل ما في الأمر.
إسترخى صاحبي وطافت مخايل بسمة خفيفة على قسمات وجهه. إنبسط وتواضع قليلاً ليسألني كم إستغرقت سفرتي من مدينة شفيلد البريطانية إلى مدينة ميونيخ الألمانية ؟
قد لا تصدق يا أبا الطيب !! الطيران من مطار ( هيثرو ) في ضواحي لندن إلى مطار ميونيخ يستغرق ساعة ونصف الساعة فقط. لكن السفرة مجملاً إستغرقت خمسَ عشرة ساعة !! فتح صاحبي حدقتي عينيه وحملق في وجهي مستنكراً ما سمع من قول. طلب مني توضيح الأمر الذي يبدو غير معقول. نعم، قلتُ، لأوضح لك الأمر على أن تتحلى بشيء من الصبر. قال بل كل الصبر.
نهضت من الفراش الساعة الخامسة صباحاً مبكراً. غادرت الحافلة مدينة شفيلد الساعة السابعة والنصف متجهةً صوب مطار هيثرو. وصلت الحافلة هذا المطار تمام الساعة الثانية عشرة ظهراً. أقلعت الطائرة من مطار هيثرو الساعة الرابعة عصراً فوصلنا مطار ميونيخ في السادسة والنصف حسب توقيت ألمانيا الصيفي. وصلت بيتي الساعة الثامنة مساءً متعباً منهوك القوى لا رغبة لدي في تناول أي شيء خلا الماء وبقية السوائل. ما أن أنهيت مطالعتي حتى ألفيتُ صاحبي يعد على أصابعه عدد ساعات كل مرحلة من مراحل السفرة الثلاث. أعاد الحساب مراراً فقال أحسبك إنتظرت في مطار هيثرو أربع ساعات قبل أن تقلع بك الطائرة لتأخذك إلى ميونيخ. أصبتَ أبا الطيب. كان إنتظاراً طويلاً مملاً زاد من شعوري بالتعب والضجر مع قرار متسرع في أن لا أكرر مثل هذه الأسفار مستقبلاً. قهقهَ صاحبي منتصراً ليقول : سوف لن تنفذ هذا القرار. سوف تغير رايك فيتغير قرارك. كان هذا شأني أبداً مع نفسي ومع قراراتي. لا تقرر وأنت تعبان. لا تقرر وأنت ضجرٌ سأمان. لا تتخذ قراراً وأنت في حال قلقة غير مستقرة.
أحسنتَ أبا الطيب. سأعيد النظر في قراري. رغم أن هذه السفرة قد إستغرقت خمس عشرة ساعة بالتمام والكمال… مثل أخواتها السابقات.

غاب عني المتنبي كعادته أبداً دون إشعارٍ مُسبق. غاب ليظهر على شاشة الكومبيوتر رمز العراق الأسطوري ” جلجامش “. ظهر أمامي مخيفاً مرعباً يزمجر ويزأر كالأسد المجروح. لوّح بقبضتي يديه الضخمتين ثم قال : ما علاقتي بالشعراء ؟ لماذا أقحمتهم في عالمي وتأريخي ؟ من هو الشاعر الكوفي المتنبي ومن هو الشاعر الألماني ريلكه ؟ بين خوفي والفزع والشرر المتطاير من عيني جلجامش، أجبته قائلاً : يا أخا
” أنكيدو “…. رويدك يا أخا أنكيدو…. ما خلّد إسمك وملحمتك إلاّ الشعراء. فلقد كتب سيرتك ورحلاتك شاعر أو عدة شعراء. فعلام غضبك وعلام حساسيتك من أصحاب القوافي والأوزان ؟ بين الغضب وبعض الرضا قال جلجامش معلِّقاً : كتب الشعراء ملحمتي بالأوزان. أريدهم أن يكتبوها ثانيةً بأسلوب الشعر المنثور. عفا الزمن على عالم القوافي والأوزان. عفا الزمن على شعر التفعيلة.
إختفى هو الآخر دون كلمة وداع. إختفى من على شاشة الكومبيوتر فألفيتُ نفسي موزعاً بين الحيرة والخوف والفزع. هل هذا هو ملك سومر الملحمي البطل جلجامش ؟

هوامش

1- Gilgamesh / By : Stephen Mitchell.
( Paperback edition published in 2005 . First published in Great Britain in 2004 by PROFILE BOOKS LTD …Pine Street….Exmouth Market….London….).
2 / طه باقر (( ملحمة كلكامش وقصص أخرى عن كلكامش والطوفان / الطبعة الخامسة 1986 ، دار المدى للثقافة والنشر ).