الرئيسية » الرئيسية » ثورة أيلول لعام 1961- انطلاقه حقيقية نحو التحرر

ثورة أيلول لعام 1961- انطلاقه حقيقية نحو التحرر

المقد مه للسيدة احلام كرم

عند قراءتي لصفحات المقال المعنون “ثورة أيلول لعام 1961- انطلاقه حقيقية نحو التحرر” الذي تفضل بارسله لي مشكوراً المناضل السيد يد الله كريم، والتي تحوي في طياتها حقائق تاريخية لنضالات شعبنا الكوردي أبان الثورة الكرديه الخالدة عام 1961.والتي كتبت بيد مناضل على وزنه وهو كان عضواً في اللجنة ألمركزيه في الحزب الديمقراطي الكوردستاني لفترة عصيبة من تاريخ الكورد في العراق .ووزيراً في حكومة إقليم كردستان، اربيل قبل التوحد، وهو الشخص الوحيد الذي أحجمت وسائل الأعلام الكورديه والعربية عن ذكر اسمه ولو لمره واحده من باب ألمجاملة. هذا الشخص النزيه الذي قدم الكثير من التضحيات لأجل ألثوره الكرديه و أمثاله الكثيرين ممن ضحوا وقدموا, ونذروا حياتهم من أجل قضية شعبهم، دون الانتظار للمقابل. بعكس ما نراه اليوم في سوق السياسة. وهو أحد الاعلام من الشريحة الفيلية، التي جاهدت وناضلت بأخلاص من أجل أحقاق الحقوق القومية للكورد.
ولاهمية ما خطه هذا المناضل العتيد وهوشاهد عيان لتلك الفترة و بقلمه ، وهو يسلط الضوء على حقبة اختلف الرواة في تقيمه الى درجة التناقض، رغم قربه الزمني ، ولكشف جزء من الحقيقة لذا قررنا أن نبعث اليكم هذا المقال. 

                                      المناضل يدالله كريم في أحدث صورة له
             

         ثورة أيلول 1961 – انطلاقه حقيقية نحو التحرر
                  – بقلم يد الله كريم


من البديهي هناك العشرات بل المئات من الثورات في العالم .وكانت كلها تنطلق من إطار مبدئي واحد, الا وهو التخلص من واقع مزري أثقل كاهل تلك الشعوب نحو واقع أكثر إشراقا يضمن كرامه وحقوق أبنائها, والأمل ببناء مستقبل تسوده العدالة والمساواة بين عموم أفراد المجتمع بعيدا عن الغبن والتفرقة على أساس العنصر أو الجنس أو الدين والطائفة أو ألقوميه ..والشعب الكردي المكافح قد ناضل على مدى أكثر من قرن من اجل نيل حقوقه ألقوميه ألمشروعه ,وانتفض في الكثير من الثورات ,ابتدءا من ثورة عبيد الله النهري وثورة سعيد بيران وشيخ محمود الحفيد وثورات بارزان ,وثورةايلول التحررية , حيث كانت أهداف تلك الثورات تنبع من منطلق الانعتا ق من ربق العبودية وخلق كيان مشروع للشعب الكوردي أسوه بباقي الشعوب في العالم ..
وقد خضعت ثورة أيلول لقراءات عده ,كانت قسم منها تنصب ضمن إطار موضوعي منصف ,نابع من منطق الرؤية العقلانية , للتطلعات ألمشروعه لملاين من جماهير شعبنا نحو الحرية والاستقلال , وقراءات أخرى غير منصفه أجحفت إلى حد كبير تطلعات تلك الجماهير ,انطلاقا من مواقف سياسية جاهزة حتى وصل الأمر ببعض الأطراف السياسية إلى اعتبارها حركة رجعية إقطاعية , ويمكننا إن نرجع هذه الاشكاليه إلى النقلة التاريخية الكبيرة التي أحدثتها ثورة 14 تموز ألوطنيه عام 1958وما افرزتها من خارطة سياسية معقدة ,فالفئات السيا سية المتضررة سلكت طرقا ملتوية من اجل إجهاض ألثوره التموزية بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم , وتشابكت فيما بينها ومع القوى الأجنبية لاستغلال الثغرات والأخطاء التي كانت تعاني منها الحكومة . وفي هذه الأجواء كانت سياسة الحركة التحررية الكوردية تسعى من اجل , تحفيز الحكم الوطني على إتباع سياسة متوازية تجاه حقوق الشعب الكوردي ,وفي الوقت نفسه تؤمن لنفسها ( الحكومة) قاعدة شعبية قوية لإسنادها وديمومتها , وقد كانت لعودة الملا مصطفى البر زاني الخالد من الاتحاد السوفيتي ( السابق )عا م 1958 وتأ ييده للثورة باعتبارها ثورة وطنية جاءت لخدمة مصالح الشعب العراقي بعربه وكورده واقليا ته القوميةالاخرى بعد عهد طويل من الاستبداد التابع للأجنبي . اندلعت ثورة أيلول ضمن مسار ما تواجهها حركة التحرر الكوردية من تطورات سياسية,ومواقف الحكومات العراقية المتعاقبة على دست الحكم إزاء قضية الحقوق القومية المشروعة,فقد طرحت القضية الكوردية بداية ,منذ أوائل القرن العشرين , عشية تفكك السلطة العثمانيه المقيتة , وقامت آنذاك العديد من الثورات والانتفاضات الشعبية ,فبعد اندلاع الحرب العا لمية الأولى قامت عدة ثورات وانتفاضات منها , حركة الشيخ محمود الحفيد وتشكيله حكومة كوردستان ,وحركة الشيخ عبد السلام البار زاني ,وبينما أقرت معاهدة ( سيفر ) عا م 1920بحق الشعب الكوردي أقامة كيانهم السياسي المستقل ,وحقهم في تقرير المصير ,جاءت اتفاقية لوزان بعد ثلاث سنوات لتؤسس خارطة سياسية جديدة للشرق الأوسط على حساب الحقوق الكورديه المشروعة, وكان للنفط دور رئيسي في ذلك ..

غير أن مقاومة الشعب الكوردي لم تتوقف فأستمرت الانتفا ضات والوثبات الشعبية في السليمانية وبارزان ومناطق أخرى من العراق خلال الفترة 1927—1932 بقيا دة الشيخ محمود الحفيد والشيخ احمد البار زاني وثورتي بارزان في الأعوام ( 1941 – 45—1946 ) بقيادةالاب الروحي للأمة الكورديه البار زاني الخالد . إن هذه البانورما الموجز ة للثورات والانتفاضات الكوردية خلال النصف الأول من القرن الماضي ,تشير إلى الروح التحررية الراسخة لدى شعبنا وتطلعا ته الثابتة نحو الحرية , وقد كانت للظروف السياسية المحلية والدولية دورها في توقيت إعلان تلك الوثبات .إلا إن تلك الثورات والانتفاضات كانت ضمن أطار ضيق . وقد نبعت ثورة أيلول التحررية من العمق التاريخي للثورات الكورديه المتتالية,إلا أنها كانت تتميز بشمولية جماهيرية وتكامل العناصر المبدئية لروح الثورة بكل ما تحويه من أركان أساسية ,منها وجود قائد ذو شخصية فذة قادر على إلهاب الحماس الجماهيري والمتمثل بشخص البار زاني الخالد ,


                  المناضل الخالد مصطفى البرزاني قائد ثورة أيلول التحررية

ومشهود له في المواقف الثورية , فضلا عن وجود قضية عادلة ومشروعية النضال من اجلها , بالاضافه إلى وجود إيمان راسخ لدى قاعدة عريضة من الجماهير المؤمنة بتلك القضية , أضف إلى ذلك نضوج وتكامل الإطار الفكري والطبقي والوعي القومي في تلك القاعدة والتي تمخضت من خلال وجود حزب طليعي وثوري والممتثل بالحزب الديمقراطي الكوردستاني ويضم تحت لوائه كافة شرائح المجتمع الكوردي ويحمل راية الحرية والنضا ل المشروع , فقد كان لرؤساء العشائر والفلاحين في القرى والأرياف الكوردستانية دور مشرف في الثورة بالإضافة إلى قطاعات واسعة من المجتمع الكوردستاني وخارجه, كالطلبة والكسبه والعمال والموظفين والمعلمين , ورجال الدين , وافراد الشرطة وخصوصا في المخافر التي كانت متواجدة على ارض كوردستان , فضلا عن الدور الذي لعبه جمعية الطلبة الكورد في أوربا في مناصرة ثورة شعبهم , ويقينا إن ثورة أيلول التحررية هي ثورة قومية شاملة , فقد كان للحزب الديمقراطي الكوردستاني الإيراني دور مشرف في مساندة الحركة بالإضافة إلى الأحزاب ألديمقراطية الكوردية في سوريا , الذين شاركو  في أدق تفاصيلها , ولا ننسى الدور المؤيد لشعبنا الكوردي في كوردستان تركيا في تلك المنازلة والوثبة القومية , وعليه فان ثورة أيلول ماهي إلا ثورة شعب مظلوم بكل ما تعنيه من مضامين ودلائل , وأن أهدافها لا تتجاوز سوى أعادة الحقوق ألمشروعه للكورد على أساس الديمقراطية للعراق والحكم الذاتي لكردستان في حينه , واعا دة التوازن لحقوق المواطنة المشتركة بين القوميتين العربية والكوردية , والتي انبثقت عن ثورة 14 تموز عام 1958 بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم , ونتيجة للظروف السياسية الذاتية والمو ضوعية في تلك الفترة , أخذت الحكومة تغض النظر عن جوانب جوهرية في ما وعدت به تجاه شعبنا الكوردي , خلا فا لما جاء في الما دة الثالثة من الدستور العراقي المؤقت , الذي نص على شراكة الشعبين العربي والكوردي في الوطن العراقي , ومن جهة اخرى كانت قوى الثورة المضادة وبعض عناصرها تعشش في أجهزة الحكم من العهد السابق كا لأمن والمخابرات , والتي كانت لها ارتباطات سابقة مع الدوائر الغربية وبعض التيارات القومية , والتي كانت من القوه ما مكنتها من توجيه الإحداث وفق ما مرسوم لها من قبل تلك الدوائر ,بالأ ضافه الى دور التيارات السياسية المناهضة لتطلعات القوميات الأخرى , وتأثيرات بعض القوى الإقليمية , ناهيك عن عدم قدرة العسكريين على إدارة دفة الحكم ,بالإضافة إلى الصراع السياسي الداخلي , الذي كان عاملا مساعدا
لتنفيذ المخططات التي أعدها الأعداء ( وهذا لايعني بان الزعيم قاسم لم يكن وطنيا بل كان عراقيا وطنيا وكرديا فيليا ومن المذهب الشيعي ) فيما كانت اغلب القوى السياسية الوطنية العراقية في تلك الفترة كانت تفتقد للرؤية السياسية الواضحة ومن هنا بدا التمهيد لتأزيم العلاقة بين حكومة قاسم والقيادة الكوردية , بالاضافه إلى عوامل أخرى , ساهمت هي الأخرى في تدهور العلاقات , ففي 15 –تشرين الأول 1960 قام البارزاني الخالد وبدعوة رسمية من الحكومة السوفيتية بزيارة موسكو لغرض المشاركة في احتفالات ثورة أكتوبر لذلك العام , وقد كانت لتلك الزيارة انعكاس سلبي لدى حكومة قاسم , وبعد عودته إلى بغداد , اثر البارزاني الخالد عدم البقاء فيها حيث توجه في آذار – 1961 إلى منطقة بارزان , نتيجة قيام الحكومة وأجهزتها الأمنية ببعض الأعمال الاستفزازية, منها الشروع بملاحقة واعتقال وحجز بعض القياديين وكوادر الحزب في مناطق كوردستان والعاصمة بغداد ومناطق أخرى , فقد تم حجز السيد صالح اليوسفي في الموصل , والسيد حبيب محمد كريم في الناصرية وإبعاد السيد عمر مصطفى والملقب ب ( عمر دبابة ) إلى احد المحافظات الجنوبية , والشروع بغلق جريدة الحزب المركزية ( خبات ) ومن جانب أخر فقد عمدت الحكومة إلى تحريض وتجنيد بعض رؤساء العشا ئر الكوردية وتأليبهم ضد القيادة الكوردية وبا لاخص ضد البارزاني الخالد , وبتاريخ 30-7-1961 قدمت القيادة الكوردية مذكرة إلى حكومة الزعيم عبد الكريم قاسم تحذر من خلاله إلى المخاطر السياسية الخاطئه التي تتبعها تجاه الشعب الكوردي وقيادته , وحذر من مغبة الاستمرار بهذه السياسة وزيادة تردي العلاقات بين الجانبين , وقام الحزب في بغداد في حينه بتوزيع هذه المذكرة على المنظمات السياسية والجهات الحكومية وغيرها , وعلى اثر ذلك واثناء توزيعنا لتلك المذكرة فقد تم إلقاء القبض علينا ( أنا والسيد عبد الحسين علي ألفيلي ) والملقب ب( عبد الحسين علو شي ) عضو اللجنة المركزية امام المقر الرئيسي للحزب في منطقة البتاوين في بغداد , من قبل الأجهزة الأمنية , وتم إطلاق سراحنا فيما بعد , وعلى الرغم من كل تلك الضغوطات إلا إن القيادة الكورد ية لم تبادر بأي تحرك عسكري أو القيام بعمل تخريبي , , وفي تلك الفترة وبتوجيه من البارزاني الخالد فقد تم عقد اجتماع طارئ واستثنائي للمكتب السيا سي وهيئة الرقابة والتفتيش العليا للحزب في بغداد وبطلب من الأخ مام جلال الطا لباني الذي كان قد التقى برئيس الحزب البارزاني الخالد قبل ذلك في منطقة بارزان , وذلك لمناقشة ودراسة الوضع المتأزم , وقد عقد الاجتماع في منزل الدكتور مراد عزيز عضو المكتب السياسي , في منطقةالكرادة الشرقية في بغداد وحضرها كل من السادة إبراهيم احمد سكرتير الحزب ونوري شاويس ود.عزيز شمزيني ود. مراد عزيز والاخ ما م جلال الطا لباني أعضاء المكتب السيا سي وحضرت أنا بدوري ممثل عن هيئة ألرقابه والتفتيش العليا للحزب , وكانت التوجيهات في ذلك الا جتماع تنص على تهيئة وتقوية التنظيمات في كل مناطق كوردستان وغيرها , بالإضافة إلى دراسة إمكانيات الحزب المادية والعسكرية والاعلاميه , عد م اللجوء إلى أي عمل عسكري من قبلنا , على إن تبقى تلك العمليات مرهونة بتحركات الحكومة فيما إذا قامت القطعات العسكرية بالتعرض أو القيام باعما ل عسكرية في مناطق كوردستان , وكنا على يقين بان الحكومة ستقوم بعمل عسكري , كما تم التأكيد على أخذ الحيطة والحذر , وتم في الاجتماع توزيع المهام والواجبات على الأعضاء , وحسب ترتيب مسؤوليات المناطق في كردستان , فقد تم الاتفاق على إن نقوم أنا والأخ ما م جلال الطا لباني بزيارة منطقة بشد ر كونه مسؤول الفرع الرابع في تلك الفترة, من اجل الاجتماع برؤساء العشائر في المنطقة المذكورة وكسب تأييدهم والتهيوء لذلك إذا ما قامت الحكومة بأي عمل عسكري , وقد وضع تحت تصرفنا سيارة جيب وعلى ما أتذكر أنها كانت تعود للأخ ( بابا طاهر شيخ جلال الحفيد أو شيخ احمد شيخ رؤوف النقيب ) لان أمكانية الحزب المادية كانت غير مؤهلة لامتلاك سيارة , بالإضافة إلى سوء ألحاله ألاقتصاديه السائدة في مناطق كوردستان بسبب سياسة الحكومة المتعمدة تجاه أبناء المنطقة , وبالفعل فقد التقينا بالسيد اسما عيل سوار اغا في منطقة جوار قرنة ثم مع السيد عباس ما مند اغا والشيخ حسين بوسكين وآخرين في منطقة رانية , وأثناء عودتنا رافقنا كل من الشيخ حسين بوسكين والشيخ عباس مامند اغا إلى منطقة جوارقورنه , واجتمعنا مرةاخرى سوية مع الأخ اسماعيل سوار اغا , وبعدها عدنا إلى مدينة السليمانية, أما منا طق بهدينان واربيل وراوندوز فكانت ضمن مسؤولية البا رزاني الخالد ورفاقه , وقد أبدت رؤساء تلك العشائر استعدادا تاما بالوقوف مع الحركة وقيا دة الحزب والبارزاني الخالد , وقد كانت حالة من التوتر والقلاقل تحيط بالسكان في منطقة خلكان في تلك الفترة , نتيجة للإجراءات التعسفية التي اتخذتها الحكومة نتيجة لوقوع أراضيهم ضمن منطقة حوض دوكان , وعدم معالجتها لتلك ألمشكله أو تعويضهم عن الأضرار التي نجمت على اثر ذلك , وكان دورنا يتركز على تهدئة الوضع ومحاولة كسب ود أبناءها بالا نضمام إلى الثورة فكانت النتائج ايجابية في جميع لقاءاتنا مع رؤساء العشائر , إما الوضع التنظيمي للحزب في بغداد ومناطق أخرى من كوردستان فكانت تشوبه حا لة من الترقب والحذر الشديدين , وفي صبيحة يوم 11-9-1961 قامت القوات البرية الحكومية بالتحرك من محورين , الأول محور جلولاء – السليمانية والتي اصطدمت بقوات البيشمركه في منطقة دربنديخان , فتصدت لهم عشائر منطقة كرميان ببساله فضلا عن ألوية (هيزي خبات وهيزي رزكاري وبمو ) المتواجدة في تلك ألمنطقه , والتي تشكلت فيما بعد,- فيما كان المحور الثاني من كركوك – دربند يبازيان , قرب السليمانية, إما الطائرات الحكومية فقد قامت بقصف جوي لمناطق متعددة من كوردستان , فقد تعرضت كل من منطقة بارزان وخلكان وكاني وتمان ودربنديبازيان ودربنيخان ومناطق اخرى إلى قصف شديد بالطائرات , ثم شملت الثورة فيما بعد كافة مناطق كوردستان , فقد قامت قوات البيشمركة بالسيطرة على مناطق الأرياف الجبلية ثم انتقلت الثورة إلى داخل المدن والقصبات ومناطق كرميان , وانتقلت شرارة الثورة إلى كل بقعه من ارض كوردستان , وقد التحق بالثورة الآلاف من أبناء شعبنا الكوردي إلى المناطق والقصبات المحررة , وقد تمكنت قيادة الحزب من تأسيس مقرات رئيسية منها مقر المكتب السياسي في منطقة ( جه مي ريزان ) قرب كركوك وبعدها انتقل إلى منطقة (ماوت ) وتم تشكيل عدة ألوية للبيشمركة مثل ( هيزى خبات ورزكاري وبمووقوات اخرى في منطقة بهدينان ) فضلا عن تشكيل قوة ضاربة للمهمات الخاصة في مقر البا رزاني الخالد والمكتب السياسي في منطقة كلاله باسم قوة (هلكورد ).
وقد باشرت بعض الإطراف السياسية المتعاطفة مع حكومة قاسم في تلك الفترة بإتباع حرب نفسيه ضد قيادات ثورة أيلول والبارزاني الخالد , فقد تم بث الإشاعات حول , إن البا رزاني الخالد قام بترك منطقة بارزان وتوجه نحو منطقة بهدينان , تمهيدا للجوءه إلى الاتحاد السوفيتي مره أخرى , الاان تلك إلا شاعات كانت تنصب ضمن إطار الحرب ألنفسيه , وكان يراد من خلاله التأثير على الحالة المعنوية للشعب الكوردي المنتفض , ومحاولة زرع الشكوك بينها وبين قيادتها الثورية , إلا إن تلك المحاولات الخائبة باءت بالفشل الذريع نتيجة التلاحم الصميمي بين الجماهير وقيادته المخلصة , فضلا عن ايما نه الراسخ بعدالة قضيته ألمشروعه ….. وكما أسلفنا سابقا بان الحالة المادية للحزب كانت تمر بظروف صعبة جدا , فكان من الاحرى بنا الاعتماد القدرات الذاتية للحزب وبعض المساعدات المحدودة , وخصوصا عندما عزمنا العقد على إنشاء أول أذاعه ناطقه باسم الثورةالكورديه , حيث قمنا بعدة محاولات , منها ما قمنا به في تحوير جهاز لاسلكي , تم الحصول عليه من خلال تنظيمات الحزب العسكرية , الاان السلطات الأمنية في تلك الفترة ألقت القبض على الأشخاص المكلفين بتحوير الجهاز في دار احدهم في مدينة بغداد , وقد حكم عليهم بالحبس لمدة خمس عشر سنه , وقمنا بمحاولات اخرى بهذا الصدد إلا إننا لم نوافق فيها , وبعدها ومن خلال بعض أصدقاء الحزب والمتعاطفين مع القضية الكوردية , قمنا بأجراء اتصالات عديدة بغية تامين جهاز إذاعي متطور , فكانت مساعينا في هذه الخطوة موفقه , وتمكنا من الحصول على جهاز ألماني حديث ومتطور , وتمكنا من إيصاله إلى المنطقة ألمحرره في كوردستان , وقد تم تنصيبه في منطقة ماوت على جبل (كرده ره ش ) , من قبل مجموعه من الفنيين من أعضاء الحزب ,ضمن تنظيمات مدينة بغداد من الكورد الفيلين , وهم كل من , عباس مصطفى (ميكانيكي ) , والمهندس توفيق , وبمعاونة احد المهندسين الألمان , حيث تمت العمليا ت ألفنيه لتنصيب الجهاز بنجاح وصار بالا مكان توصيل صوت الثورة الكورديه إلى كل بقعة من ارض العراق . تحت اسم إذاعة صوت كوردستان . بيد إن تفاعل أبناء الشريحة الفيلية مع قضيتهم القومية ألمشروعه قد نبعت من عمق أحسا سهم وانتمائهم للامه الكورديه المناضلة , وكان لهم حضورهم في أدق تفاصيل الثورة ودورهم الفاعل في المكتب السيا سي والعسكري واللجنة المركزية والمنظمات الجماهيرية ألتابعه للحزب وقد أعطوا الكثير من التضحيات والشهداء في هذا السبيل المقدس , ورفدوا الثورة ماديا ومعنويا وبشريا , وأعطوا الكثير من الشهداء ولا يزال مصير (16) ستة عشر ألف شهيد من خيرة شبابهم مجهولي المصير لحد ألان , فكان الاحرى بالحكومة العراقية الحالية إن تعتبرهم شهداء الحركة التحررية العراقية أسوة بغيرهم من الشهداء العراقيين , إلا انه وفي ظل الوضع السياسي المستجد على الساحة العراقية لم يتحقق الجزء اليسير من مطا ليبهم ألمشروعه بل لم تبادر أية جهة إلى اعا دة حقوقهم الوطنية ألمستلبه وإنصافهم بما يتوافق مع حقوق المواطنة الحق من إعادة الجنسية والممتلكات التي صودرت منهم عنوة وبدون وجه حق , ولم يتطرق مسودة الدستور العراقي الجديد إلى تلك التجاوزات التي مورست ضد أبناء هذه الشريحة ألمضطهده , بل والشيء الغريب فيما أقرته ألجمعيه الوطنية العراقية , هو وضع جدول زمني محدد بسنتين لغرض النظر في مشاكل الملكية ألعائده لأبناء الشريحة ألفيليه , بينما نجد النقيض من ذلك ممتلكات اليهود مذ و تسفيرهم في عام 1948 ولحد هذه أللحظه لم تجرأ الحكومات العراقية المتتالية من المس بتلك الملكيات بل اكتفوا بتجميدها , والشيء الأغرب في الموضوع إن الهيئة ألمكلفه بإعادة ألملكيه للكورد الفيليين هم من عناصر البعث وكان لهم مواقع قيا دية كأ عضاء فرق أو شعبة أو فرع أو ممن كانوا ضمن الاجهزه ألقمعيه للأمن والمخابرات زمن المستفيدين من ممتلكات الكورد الفيليين , فهل يمكن لهكذا عناصر إن تعيد الملكية للكورد الفيليين وخصوصا إذا كان الحاكم هو الخصم , وتأمل هذه الشريحة المظلومة من القيا دة السياسية الكوردستانيه والحكومة العراقية ألمنتخبه والجمعية ألوطنيه العراقية , إن ياخذو ا بنظر الاعتبار الغبن والمظلومية التي أصابت أبنائها من جراء السياسات العنجهية والشوفينيه للحكومات العراقية ألسابقه على اعتبار إن الشريحة الكورد يه جزء لايتجزء من الجسد الكوردي وآلامه الكورد يه ..ومن الجدير بالذكر بان بعد انقلاب شباط الأسود للبعث البائد عام 1963 أصبحت كوردستان ملا ذا لكل الوطنيين العراقيين , لان ثورة أيلول كانت ثورة عراقية ووطنية بصورة عامه وللشعب الكوردي بصورة خاصة .. يقينا إن ما ينعم به اليوم شعبنا الكوردي من مكاسب وإنجازات , على ارض الواقع , وتأسيس برلمان وحكومة إقليم كوردستان , هي ثمرة جهود ونضا ل وتضحيات الآلاف من الشهداء والمناضلين و المخلصين من أبناء شعبنا الكوردي الذين قادوا العديد من الثورات والانتفاضات , وستبقى ثورة أيلول علامة مضيئة في سفر النضال البطولي لأبناء شعبنا في كل بقعه من ارض العراق الذي قاده البارزاني الخالد وحزبناالديمقراطي الكوردستاني وجماهير شعبنا الذين حملو ا راية الحركة التحررية الكور ديه نحو الحرية والدمقراطيه والفيدرالية , وقد بات واضحا للقاضي والداني , عبر قرن من الزمان بان حقوقنا حقيقة ماثله , ولامناص من تجاهلها , وكانت مصير الحكومات العراقية المتعاقبة على المحك ومرهونة بمدى تعاطيها السلبي أو الايجابي مع هذه القضية , وعليه فان على الحكومة العراقية الحالية واللاحقة إن تأخذ بنظر الاعتبار كل تلك المعطيات , وان تنظر إلى المطاليب ألمشروعه للكورد بكل جديه وصدق , وحقه في الفدرالية ضمن إطار عراق ديمقراطي فيدرالي موحد …وبالرغم من المصادقة على مسودة الدستور من قبل ألجمعيه ألوطنيه العراقية ولأطراف والكتل السيا سيه العراقية المختلفة , ألا أن مجمل الحقوق ألقوميه لشعبنا الكوردي ومطاليبه ألمشروعه لم تتحقق بالمستوى المطلوب والموازية لحجم تضحياته على مدى عشرات السنين ألماضيه , ونضا له وبسا لة قيادته السياسية , ابتداء من ثورة أيلول وكولان التحرريتين وانتهاء ا بسقوط الصنم العراقي الذي جثم على صدور العراقيين على مدى أربعون عاما.

فأ لف تحية لأرواح شهداء الحركة التحرريةالكورديه والعراقية وكل المناضلين , وتحيه للأب الروحي للامه الكورديه الملا مصطفى البا رزاني , والشهيد الخالد الأخ إدريس البارزاني , في الذكرى ( 44) لاندلاع ثورة أيلول ألمباركه …


عضو اللجنة ألمركزيه الأسبق في الحزب الديمقراطي الكوردستاني

هذا نهاية ألمقال

أحلام كرم