الرئيسية » اللغة » بعض المرادفات اللغوية والميثولوجية…

بعض المرادفات اللغوية والميثولوجية…

بلدة بحزاني الصغيرة من أجمل قرى الأيزيدية في العراق ، يحيطها من الشمال جبل مقلوب ومن الجنوب سهل الموصل ثان أكبر مدن العراق بعد العاصمة بغداد.
في هذه المدينة ، المتميزة بملابس مواطنيها نساء ً ورجالا ً، وإنتهاء ً بلهجتهم الخاصة التي هي مزيج من الكرديه والعربية ، بالأضافة إلى كثرة قبابها الزقورية المنتشرة في قمم روابيها من كل الجهات والمشيدة بالجص الأبيض ، وفيها يقطن اغلب ( القوالين) 1 مع رئيسم ، وهم رجال دين يشكلون عماد الأدب الشفاهي الديني للأيزيديه على امتداد التاريخ ، وهذا ما يجسد اهميتها الميثولوجيه.
نشأت ، وأذكر فيما اذكر ، تلك البركة العميقة من المياه في مدخل ، كلي السنجق ( وادي السنجق ) ، التي كنا نطلق عليها ( الكوم GOM ) ، تلك البركة – الكوم ، التي طالما حذرت الأمهات اطفالهن بعدم الذهاب اليها خوفا من تعرضهم للغرق والموت ، خاصة في موسم الفيضان ، الذي كان يحول مجرى الماء الصغير الذي يصبُ فيها إلى نهر ٍ عاتي سريع الجريان يجرف معه الصخور والأبقار والماعز وأحيانا الأطفال الصغار .

أستطيع القول بأنه من هذه التسمية المحلية ال ( GOM ) بدأ اهتمامي منذ فترة طويلة بالميثولوجية السومرية ، باحثا ً عن وجه التشابه والتوافق بين عادات الأيزيدية ، كبقايا دين قديم ، ما زالوا متواجدين في مناطق متناثرة من كردستان وبالأخص مناطق الموصل ، وبعض البلدان الأخرى ، وبين عادات وطقوس السومريين و ديانتهم البدائية ، حيث لفت إنتباهي لأول مرة أن كلمة ال ( GOM) في اللغة السومرية تعني تجمع ، وهكذا ادركت بالصدفة إن هذه التسمية المحلية لها امتداد في التاريخ .

اسوق هذه المقدمة الطويلة بعض الشيء ، بداية لدخولي في فصل جديد ، في سياق البحث عن وجه المقارنة بين الديانة الأيزيدية والديانة السومرية القديمة ، وسأدخل في معمة المرادفات اللغوية المشتركة ، بعد أن تجمعت لدي حصيلة لا بأس بها ، من هذه المرادفات ، للأسباب التالية :

1- لإعتقادي أن هذا الترابط و التوافق اللغوي المشترك بين الطرفين ، ليس مجرد صدفة ، أو تشابه لا معنى له ، بل هو حالة تواصل تاريخي – ميثولوجي فريد من نوعه ، يتجسد بوفاء الأيزيديين لأصولهم رغم هذا البعد السحيق بين الديانتين الذي يتجاوز ال (6000) عام ، المتسم بتحولات وتعقيدات عميقة بحكم ترافق القمع بصور مختلفة لأكثر عهوده ، الذي أدى إلى كوارث لا تعد ولا تحصى ، ويتحدث الأدب الشفاهي الأيزيدي عن (72) فرمانا ً قد حل بهم ، وسيكون ذلك موضع بحثنا في فصل لاحق.

2- إن هذا الترابط والتشابه اللغوي يكاد يتوافق كليا ً في اعقد الأشكاليات الميثولوجية ، وبالذات في مجال قصة الخلق والتكوين ، بشقيها المتراد فين ( خلق الكون وخلق الإنسان) ، وأحيانا ً بما يتشعب منها من مرادفات ومفاهيم وتسميات .

3- إن بعض التسميات والمفاهيم المتداولة في اللغة العربية ومن ضمنها كلمتا الدين والأرض ، التي يستخدمها الكرد الأيزيديون في لغتهم المعاصرة ، ليست عربية خالصة بل لها جذور في اللغة السومرية والبابلية لاحقا ً ومنها دخلت العربية ، فحدث الإلتباس والوهم لدى بعض الكتاب والمؤرخين العرب فجعلوها سببا ً في نسب الأيزيديين للعرب والمسلمين وإعتبارهم فرقة إسلامية ضالة ..الخ.

4- سنحاول التقصي عن مفهوم الأيزيدية عند السومريين من باب ترابط هذا الموضوع ، كتسمية للأيزيديين المعاصرين ، ومدى تشعب إستخدامها في ( الأدب السومري ) حيثما امكن وفق معطيات البحوث والدراسات الجديدة ، لإعتقادنا أن لهذا الموضوع اهمية علمية وتاريخية كبرى تستحق الأهتمام والتفحص .

تدخل في صلب الميثولوجية السومرية و الأيزيدية مكونات أساسية اربعه هي : ( الأرض – السماء – الماء – الهواء ). ويمكن ملاحظة التشابة والتوافق لدى الطرفين ، لغة ً ومدولا ً ميثولوجيا ً ، بالأضافة إلى اشتقاق تلك التسميات .
فالأرض ، كي KI ، أو ، جي CI-GI ، عند السومريين هي إلهه أنثى تعددت اسماؤها وشخصها واحد . فهي كزوجة لإله السماء الذكر (آن AN) تسمى انتوم AN-TUM ) . مؤنث الكلمة (آن AN) ، وهي أيظا ً ( نينماه NIN-MAH) . والأسم ( نينماه) يشير إلى مدلول هذه المعبودة في الذهن السوري ، فهو مركب من ملصقين ( نن NIN) بمعنى السيدة أو العظمى أو السيدة العظمى ولا زلنا ننادي الأم والأم الكبرى ( الجدة) باللفظ ( نينا ) والملصق الثاني ( ماه MAH ) ومنها كلمة ( ماك MAK ) المتداولة بين اليزيدية لحد اليوم ، وتصبح الترجمة السيدة الأم ، أو الأم العظمى أو الأم الكبرى ، كما عرفت ( كي KI ) باسم ( نينتو NINTO ) وهو اسم يحمل أيظا ً معنى الأمومة لأن ( نن = السيدة + تو = تلد ) إي السيدة التي تلد ، أو السيدة الوالدة ، أو ايجازا ً الوالدة ، كما سميت أيظا ً(أرش ARSH ) بمعنى ارض ، كما حازت على الألقاب ( مامي MAMI) وماما MAMA وما ماه MAH ، كلها تحوي ميم الأمومة.2
وفي العهد البابلي الذي ورث كل مخلفات الميثولوجية السومرية مع بعض المتغيرات في أسماء الآلهة تغيرت بعض التسميات ، أو إن شئنا الدقة العلمية تطورت ، وهكذا أصبحت الأرض ( جي ( CI و (آرد ARD كي GI ) 3 بعد أن مرت بمرحلة وسطى هي ( ارش ARSH) . كما يلاحظ في الميثولوجية السومرية تداخل بين الأرض والمرأة يتجسد في الأخصاب و الإنجاب المتشابه الأدوار بين الأرض والمرأة إلى حد أن ال ( جي GI ) هي الأرض – الأم 4
لذا شاع استخدام مفهوم الحراثة للتعبير عن الممارسة الجنسية عند السومريين ، فقد ورد في قصيدة سومرية مغناة على لسان الالهه ( اينانا) عند مخاطبتها لحبيبها ( دموزي ) :

( احرث في فرجي يا رجل قلبي ) 5

وقبلها في ابيات أخرى من نفس القصيدة نراها تخاطبه بوضوح لا لبس فيه :

أما من اجلي ، من اجل فرجي
من اجل الرابية المكومة عاليا ،
لي ، أنا العذراء ، فمن يحرث لي
فرجي الأرض المرويه ، من اجلي
لي أنا الملكة ، من يضع الثور هناك ؟ 6

واطلق السومريون على عالمهم التحت ارض – العالم الأسفل كلمة ( كور KUR ) 7 وهي مأخوذة من مفهوم وحش تخيلوا مسكنه تحت الأرض إختطف إلهه انثى هي ( اريشكيجال) وأخذها لتعيش معه كزوجة في العالم التحت – ارضي.
يؤكد السيد القمني في بحثه الوارد في المصادر ( إن كلمة – كور – تحولت من دلالة الوحش السفلي إلى ا لدلالة على العالم الأسفل عموما ً نتيجة تصور العالم السفلي يختطف الأحياء على الأرض لينزلهم موتى إلى باطنه ) 8
وفي إحدى مناجات الآلهة ( أنانا ANANA) على حبيبها ( تموز TAMUZI ) نجد للعالم التحت ارضي إسما ً آخر هو ( آن أو ادين ، الدين EDIN ) فهو عالم الدين والكلمة ( EDIN ) في الأصل تعني السهل ومنها اتت مصطلح جنة عدن .
بعد هذه الأقتباسات المنوعة ، من مصادر مختلفة ، قديمة وحديثة ، حول السومريين ، نأتي إلى وجه المقارنة ، لنرى أن الأيزيديين المعاصرين يشتركون مع السومريين في الكثير من تسميات الأرض وإشتقاقاتها اللغوية والميثولوجية حيث نلاحظ:

1- أنهم – إي الأيزيديين- يسمون ال ( كي- جي – أرد) وهي المرادفات السومرية ب( أرد ARD )، وهو نفس الأستخدام من دون تغيير رغم إختلاف الزمن.

2- يطلق الأيزيديون على المكان المحدد من الأرض لفظة ( جي CI-GI) ومنها ( جي وان Ciyewan = مكانهم) أو (جي واري وان ciyeware wan ) أي مكان مسكنهم أو بيتهم ، أي الارض التي يشيد عليها البناء.

3- إن لفظة ( كور السومرية ) على العالم الأسفل ، تعني عند الأيزيديين العمق ف ( كور KUR) هو العمق ومنها ( كورك Korik = الحفرة ) ، ولا يخفي على القارىء الكريم الترابط العميق بين مفهوم الأسفل والعمق في كلتا الحالتين

4- يطلق الأيزيديون تسمية ( كور أو كورستان Gor-Gorstan) على القبور ، وتحمل هذه التسمية ابعاد ومدلولات ميثولوجيه عميقة المحتوى للدلالة على انتقال الإنسان إلى العالم الأسفل ، وهنا يتطابق من جديد مفهوما ( العمق – كور ) مع ال ( كور – العالم السفل ) أو طبقات الأرض السفلى عند السومريين والأيزيديين.

5- والأهم من كل ما ورد ، هو تداخل تسمية الأرض مع الأم عند الأيزيدييه لغويا ً، كما تداخلت الأرض مع الأم ميثولوجيا عند السومريين . فالأيزيديون يقولون ( DI-de-CI-Day-Dayik-Ciyamin أ] والدتي ، أمي أو جياته والدتك ، امك ).
فهي اذن هنا رمز الخصوبة والعطاء كالأرض المنبته للزرع لذلك ترادفت عندهم لفظة الأم والأرض ( جي GI-CI ) للتعبير عن المفهومين بلا لبس.

6- يطلق الطرفان على الوطن الجديد ، أو المكان الجديد نفس التسمية من دون إي تغيير وهي (نو-وار).

7-وكذلك كلمة ( راست RAST إي الأستقامة ) هي مشتركة بين الأثنين وبنفس المعنى والمدلول..

هذا بالنسبة للأرض ومدلولاتها ، ويمكن ملاحظة تشابهات في بقية المكونات الأساسية لدى الطرفين : ف ( الماء -آ- A) عند السومريين هو (ئاف Af) عند اليزيديين ، ولفظة ( آشو كاني Ashu kani) هي ( سه ري كاني Sere kani) عند الأيزيديين ، وكلاهما يعنيان رأس العين . والسماء ( آن AN) في السومرية هي ( ئأسمان ِ Asman) في الأليزيدية…

إما تسمية الأيزيدية بالذات ، التي تستخدم بالصيغة العربية ( اليزيدية ) من خلال بعض الكتاب والمؤرخين العرب خطأ ً الذين ينسبونها إلى يزيد بن انيسه أو يزيد بن معاوية أو غيرها من الأوهام ، فانها لا تدع الشك اليوم ، بعد المكتشفات الآثارية الجديدة ، إنها لفظة سومرية خالصة ومتداولة ، تواتر استخدامها في الأدب السومري الذي تم حفظه من خلال الرقم الطينية المفخورة ( المكتوبة على قطع فخارية ) عبر العديد من القصائد والملاحم والأساطير المدونة وهي تسمية لمعبد ( أيزيدا Ezida) كما نوه عن ذلك لأول مرة الباحث العراقي الراحل جورج حبيب في كتابه المعنون ( اليزيدية بقايا دين قديم ). فقد اورد حبيب :
( لقد كان نابو إله مدينة بورسيبا الواقعة على الفرات ، وكان يقوم فيها معبده الذي يسمى ( أيزيدا ) بينما كانت مدينة بابل تقع على الضفة المقابلة التي يعبد فيها الإله مردوخ ، وكان له فيها معبد يسمى ايسا كيلا..)
ويضيف
( في الكتابة التي يروي فيها حمو رابي أنباء بناء ( أيزيدا ) في بور سيبا تجد تعابير معينة تثبت الإدعاء القائل إن نابو كان مهملا ً إهمالا ً متعمدا ً ، انه يتحدث عن مردوخ بإعتباره رب ايسا كيلا ورب ( أيزيدا ) وقد بلغ الأمر ان منح نابو هيكلا ً في ايسا كيلا في بابل أطلق عليه اسم ( أيزيدا ) .9

هذا الرأي اثبت صحته من خلال العشرات من الدراسات الجديدة ، وسنعرض للبعض منها على سبيل المثال لاالحصر : فقد ورد في كتاب كليشكوف ، الباحث الروسي المعروف ، الحياة الروحية في بابل ، الملحق الثاني ، لوح شوربو ، الذي جاء فيه على شكل قصيدة طويلة تعداد أسماء الآلهه والمعابد المتواجدة في بابل وغيرها من الأماكن :

( ليغفر أريدو.. ليغفر المكان الذي فيه الآبسو
ليغفر مردوخ ، ملك الأيجيجي
لتغفر زربانيت ، ملكة الأيساجيل
ليغفر الأيساجيل وبابل
مثوى الآلهه العظام.
ليغفر نابو ونانيا في الأيزيد
لتغفر شيمتوم العروس العظيمة
ليغفر ديتنو حامل تاج الأيساجيل
ليغفر ابيدومكي وادميجا ليكاما… الخ ) 10

وينقل الباحث فراس السواح في بحثه، مغامرة العقل الأولى ، في اللوح الرابع من ملحمة الينوما إيليش ( حاشية ،146 سطرا ًولما تكتمل الأينوما إيليش بعد البقية تأتي كتب وفقا للوح تاذي فسد :

نابور بيلشو ابن نعيد- مردوخ ابن حدر . كتبه لراحة نفسه ولدوام بيته ومملكته . كتب في معبد أيزيدا )11

وجاء في بحث الدكتور خليل جندي – نحو معرفة حقيقة الديانة الأيزيدية:

إكتشف مؤخراً احد خبراء الآثار واللغات القديمة ( السومريه و البابلية والآشورية ) بان كلمة ( ايزيدي هكذا مكتوب بالخط المسماري في العهد السوري ، تعني الروح الخيرة وغير الملوثين والذين يسيرون على الطريق الصحيح ) 12 .

وورد في بحث الدكتور فاضل عبد الواحد علي ، استاذ السومريات في جامعة بغداد ، المعنون من سومر إلى التورات ، في تعداده لحوادث السنة التاسعة من حكم الملك نبو نيد :
د
( بقي الملك نبو نيد في تيماء في حين كان الأمير والموظفون والجيش في أكد ، ولم يحضر الملك من اجل إحتفال شهر نيسان ولم يأت الإله نابو إلى مدينة بابل وكذلك لم يخرج الإله بعل في موكب من معبد ايسا كيلا ، لقد جرى الغاء الإحتفال بالسنة الجديدة لكن القرابين إلى آلهة بابل وبور سيبا في كل من معبد ايساكيلا وايزيدا كانت تقدم بموجب الطقوس تماما ً).13

كما يرد في نفس كتاب الدكتور فاضل النص التالي :

(بأمر من نبو Nabu الذي يسكن معبد أيزيدا Ezida
وعسى إن لايكون له نسل أو خلف
في شهر آذار اليوم الحادي والعشرين من سنة خاناني Honani حاكم بارسيبا
اياك أن تأخذ رقيما ً
أو تكسر شيئا ً من رقم المكتبة
فذلك محرم عند ايا ملك مياه العمق ) 14

يمكن أن نؤكد بعد هذه الأقتباسات العديدة التي وردت فيها تسمية ( أيزيدا ) كمعبد عند السومريين ، إن تسمية الأيزيدية مشتقة منها ، ربما وبتعبير اصح ، إن تسمية الأيزيدية مشتقة من اسم الإله الذي بنى المعبد من أجله للدلالة على هوية الناس الذين يقطنون في جواره أو المناطق القريبة منه ، أو لنقل تطلق على تلك الجماعة التي تؤمن بذلك الإله.
ويمكن إن نضيف إن السومريين وألأيزيديين يشتركون في تسمية صنف من رجال الدين المنشدين، وهو أمر بحثناه في موضع آخر تحت عنوان الموسيقى في الديانة الأيزيدية الذي نشر في العدد الثالث من مجلة روز ROJ .
ونود أن نضيف بقدر ما يتعلق الأمر بالموضوع الجديد ، بوجود صنف آخر من رجال الدين ( ما عدا القوالين) الذين تناولنا امرهم سابقا ً، يطلق عليهم لقب ( بارو أو البارو ) وهي لفظة ليست غريبة على الأيزيدية ، ولها مدلولات ميثولوجية عندهم ، تأخذ عندهم صفة لحالة بعض الكهنة من رجال الدين عندما يندمجون مع ذات الله لإكتشاف خفايا المستقبل ، حسب تصورهم ، وهم ال ( كوجك وجمعها كواجك) الذين يتنبؤن بالمستقبل وفق قدراتهم الباراسيكلوجية ، حيث يسمى الأيزيدية هذه الحالة بال (بار Bar ) أو وقع في ال(بار)، أو جاءه ال (بار) ، وهي لحظة التأمل البارا سيكلوجية الخاصة بعلم الغيب عند ال ( كواجك) والتي تترافق مع رجفان شديد لليدين والشفتين وحديث غير عادي وبكلمات غير مفهومة ، تجسد حالة التقمص التي تنتاب الشخص المذكور ، واعتقد عن لفظة ال (باروكا baroka) التي تعني الخوف الشديد مشتقه من هذه الكلمة لتشابه حالة الخائف مع حالة الذي يأتيه الحال والرجفة ، حيث إن الشيء المشترك بين الأثنين وفي الحالتين هو الرجفان الشديد.

وتأتي الأسماء .. أسماء الأشخاص والأماكن لتؤكد تواجد تشابه وتوافق بين السومريين والأيزيدين ، لا بل إن الكثير من أسماء الأيزيديين المتداولة اليوم ذات أصول ومعاني سومرية مثلا ً (كمحو) تعني القمح ( برعو) البيت العظيم، و(جيا سور= الجبل الأحمر ) و (روز= الشمس=اليوم)،(كرمو=كرم العنب )…الخ بالأضافه إلى العشرات من المرادفات المشتركة مثل (كار= العمل).
وتأتي لهجة عشائر سنجار الأيزيدية اقرب شيء في المقارنة لصفاء لهجتهم وإحتوائها على مرادفات خاصة، على سبيل المثال (آر..آر) التي يطلقها السنجاريون في حالة الغضب والإستنكار أو للتعبير عن التهكم على فعل معين لا يلاقي الرضا أو الأستحسان من لدن الطرف الاخر بمعنى (ما هذا ؟! …ما هذا ؟!).، وفي السومرية تأتي لفظة ( آر..آر ) بالضبط بمعنى (ماهذا ما هذا؟!)، وتستخدم أيظا ً بصيغة التهكم .
وتقول عشائر سنجار على الحديث ( كال …كال Gal-Gal) وهي نفس الكلمات السومرية التي تخص المخاطبة والصوت أو الحديث. سبق وان تطرقنا إلى موضوع ال (كالو ) وال (كالا ماك) والقوالين..ولا نرى ضرورة لتكرارها.
ويبقى الأهم مواصلة البحث من لدن المختصين في مجال اللغة والتاريخ لكشف المزيد من المرادفات المشتركة التي نعتقد أنها اشمل مما ورد في هذا الموضوع .

ملحق ببعض الكلمات المشتركه
                 



                                                  

ملاحظه هذا غيض من فيض حيث توجد لدينا العشرات من الكلمات المشتركه بين اللغتين وسوف نضيفها لاحقا إلى الجداول المرفقه مع البحث