عائلة فيلية فتية ، الابناء الصغارلا يتجاوز عمر اكبرهم 6 اعوام. الاب كان يصلي صلاة الظهر، طرق شديد على الباب، وما ان فتحت الزوجة، اقتحم رجال الشرطة المنزل ووصلوا حتى سطح الدار، وبدأوا يبحثون عن شئ يبدو انه كان محدد لديهم. كانوا بصحبة مختار المحلة الشيخ الجليل الذي وقف خجلاً من الموقف، كأنه بذلك يعرب عن أعتذاره لما يجري في حضوره. عندما اقترب احد افراد الشرطة من الغرفة التي كان فيها رب الاسرة يواصل صلاته، أشار اليه أحدهم ويبدو أنه كان أعلى مرتبة منه ، فتنحى ولم يدخل الغرفة. وأنما تم الاشارة الى غرفة أخرى كانت تقف عند بابها عجوز قريبة للعائلة كانوا قد استقدموها مع زوجها منذ فترة للسكن عندهم ، عندما تم اعتقال أبنهما الوحيد , فقد كان من عادة العراقيين ان لا يترك كبير في السن دون رعاية من الاقارب حتى لو كانت تلك القرابة بعيدة. كان قد اعتقل الابن مراراً بسبب أنتمائه الى حركة اليسار وبالذات الى الحزب الشيوعي العراقي الذي كان ناشطاً في صفوف الشباب المثقف وخاصة الكورد الفيلية في تلك الحقبة من تاريخ العراق، وكان معظم كوادره المتقدمة من هذه الشريحة المهمة من شرائح المجتمع العراقي. كانت تلك الاشارة تعني انهم تعرفوا اليها، وانها والدة المعتقل عندهم، دخلوا الغرفة وفتشوها جيداً رغم الاثاث البسيط والقليل. ويبدو انهم وجدوا ما كان يبحثون عنه هي ورقة صغيرة كانت مخبئة بعناية في نظارة طبية هي الاخرى مخبئة خلف صورة معلقة على الجدار. وبحصولهم على تلك الورقة انتهت مهمتهم ، وبكلمة من قائدهم ” ان هذه وحدها تكفي”. لم يفهم الحاضرون من أهل البيت معنى ذلك، ولكنهم فهموا لاحقاً ان تلك القصاصة كانت كافية للحكم على قريبهم بالسجن المؤبد
24-09-2005